فشل المندوبون الاوروبيون الذين اجتمعوا في بروكسل امس في التوصل الى صيغة موحدة حول قرار بفرض حظر نفطي على ايران، واجلوا المشاورات الى يوم الاثنين المقبل، مما يعني وجود خلافات كبيرة بين الصقور والحمائم في الاتحاد الاوروبي حول هذه المسألة.
الولايات المتحدة الامريكية تمارس ضغوطا مكثفة على اوروبا لتبني قرار بالحظر في اسرع وقت ممكن، ولكن معظم الدول الاوروبية تخشى ان تؤدي هذه الخطوة الى ارتفاع كبير في اسعار النفط مما يؤدي الى مفاقمة الازمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها القارة الاوروبية.
صحيح ان المملكة العربية السعودية تعهدت بتعويض اي كميات من النفط الايراني بزيادة قدراتها الانتاجية الى 12 مليون برميل يوميا أي بزيادة مقدارها مليونا برميل على الاقل هي حجم الصادرات الايرانية تقريبا، ولكن ما يخيف الدول الاوروبية ليس النقص في الامدادات، وانما ايضا ارتفاع رسوم التأمين على الناقلات، وتبعات تطورات الازمة مثل اقدام ايران على عمل انتقامي باغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره 17 مليون برميل من النفط يوميا.
فاذا ادى الحظر النفطي الى وقف الصادرات الايرانية عبر مضيق هرمز فما يضير طهران اذا ما اغلقت المعبر، وحرمت جميع الدول الخليجية الى جانب العراق من تصدير نفطها، اي انها تفرض حظرا من جانبها على الآخرين ايضا خاصة الذين يتواطأون مع الولايات المتحدة مثل المملكة العربية السعودية؟
ايران حذرت السلطات السعودية من اي تعاون مع قرار الحظر من خلال تعويض غياب النفط الايراني، واعتبرت هذا التعاون عملا عدوانيا، ولذلك من غير المستبعد ان تقدم على اعمال انتقامية مباشرة او غير مباشرة، سواء بعرقلة الملاحة في مضيق هرمز او بتحريك حلفائها من ابناء الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية في السعودية للاقدام على اضطرابات تهز الامن الداخلي السعودي، وتم رصد العديد من التحركات في هذا الخصوص في الايام القليلة الماضية، كان آخرها يوم امس عندما اصيب رجلا شرطة في مدينة القطيف بعد اطلاق الرصاص عليهما من عناصر مجهولة.
السيد علي اكبر صالحي وزير الخارجية الايراني قال بالامس ان بلاده لم تحاول قط اغلاق مضيق هرمز، ولكنه حذر دولا مجاورة من ان تضع نفسها في وضع خطير، ملمحا الى المملكة العربية السعودية، وقال لجيران ايران 'ارجوكم ان لا تدعوا احدا يستدرجكم الى وضع خطير' في اتهام واضح للولايات المتحدة الامريكية.
المسؤولون الايرانيون يعرفون كيف يخوضون الحرب النفسية ضد خصومهم، فتارة يهددون باغلاق المضيق، وتارة اخرى يجرون مناورات عسكرية بحرية في المناطق المحيطة به، وثالثة يعربون عن استعدادهم للتفاوض مجددا للتوصل الى اتفاق حول برامجهم النووية، ويبدو ان مثل هذه المناورات بدأت تعطي ثمارها لحد الآن على الاقل، وهذا واضح من خلال حالة الارتباك التي تعيشها اوروبا بشأن فرض الحظر النفطي على ايران، وتأكيدات ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي بان احتمالات الهجوم على ايران ما زالت بعيدة جدا.
حرب اعصاب نعم.. مناورات لارباك الخصم هذا صحيح، امريكا ليست في وارد الدخول في حرب اثناء فترة الحملات الانتخابية الرئاسية هذا جائز.. كل الاحتمالات واردة، ولكن لا يعرف احد من اين ستأتي الشرارة التي قد تقلب الاوضاع رأسا على عقب.. والواضح حتى الآن انه رغم ان لا احد يريد هذه الحرب، ولكل اسبابه ومخاوفه، فان احتمالات انفجارها اكبر بكثير من احتمالات تسوية الامور سلميا
من ناحية اخرى هذة الحرب سوف تنعكس سلبأعلينا كمغتربين في المملكة السعودية