- محارب قديم كتب:
- الجبني 2011 كتب:
- «الطغمة» استغلوا عملية الهجوم على مطاري روما وفيينا لنشر الدبابات حول عدن فيما وزع «الزمرة» ميليشياتهم المسلحة داخل المدينة
قدم عازفوا يناير 86 فنوناً جديدة مبتكرة في تقطيع أوصال المواطنين إلى أشلاء بعد تأميم أملاكهم ومصادرة حرياتهم تحت شعارات فضفاضة
نحو ربع عقد من الزمن مضى على المجزرة البشعة التي شهدها جنوب الوطن في 13 يناير 1986م وذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين يتقدمهم كوكبة من أبرز القيادات والكوادر السياسية.. ورغم مضي هذا القدر من الزمن، إلا أن رائحة الدماء لا زالت تنبعث مطلع كل عام.. تتجدد بتجدد السنوات.. ومهما طال بها الزمن- بحسب مراقبين سياسيين- فإن رائحة الجثث التي امتلأت بها الشوارع والمعتقلات وتغذت منها الكلاب والنسور ستظل عالقة في ذاكرة المجتمع لبشاعتها وقذارة دوافع مهندسيها.. فشهوة السلطة لدى قادة الحزب الاشتراكي في ذلك الوقت.. اقتضت نهراً من الدماء غذي بأجساد أكثر من 30 ألف من أبناء الوطن وفاتحة لحرب أهلية أتت على الأخضر واليابس في الجزء الجنوبي من الوطن آنذاك.
وعلاوة على سيل الدماء المتدفق من أجساد الشهداء كان مثلهم جرحى ومهجرين تعرضت مقدرات الدولة (مدنية وعسكرية) للدمار شبه الكامل، حيث دمر 90% من سلاح الطيران ومثلها سلاح الدروع والدبابات، كل ذلك طحنته حرب أهلية وصفت بالأفضع عالمياً.
ولولا تحقيق الوحدة الوطنية عام 1990م التي جاءت لتضع حداً للصراعات الدموية بين فرقاء الحزب الاشتراكي في الشطر الجنوبي.. لكانت ينابيع الدماء لازالت تنزف من كل بيت في تلك المحافظات حتى اللحظة.
الآن ونحن نعيش ذكرى أحداث 13 يناير 1986م المؤلمة نتطرق إلى بعض الأحداث التي سبقت المذبحة..
أثناء التحضير لعقد مؤتمرهم الثالث في 11 أكتوبر 85م.. كانت المواهب الخبيثة قد تكشفت لدى قيادات الحزب الاشتراكي اليمني، وعلى حد سواء، جناح عنتر، البيض وفتاح من جهة وجناح علي ناصر محمد الذي كان يشغل منصب الرئيس من جهة مقابلة.
وما أن اختتم الحزب مؤتمره الذي ارتأى الطرفان أن تكون قراراته حاسمة، حتى اتجهت الأنظار كلها.. تترقب ما سيتم على الأرض من خطوات جديدة وجدية تكون مدخلا لإنهاء المحنة الدامية التي وقوعها مسألة وقت ليس إلا، سيما وأن الخلاف بين الطرفين كان قد بلغ حدا لا يسمح بآية تنازلات.
فبينما كان جناح عنتر والبيض يطالبون بتطبيق مبدأ “القيادة الجماعية” بوصفها مبدأ أساسيا من المبادئ اللينية في حياة الحزب “الداخلية، كان الموالون لعلي ناصر يعتبرون أن التحالف المعارض لهم هو تحالف قبلي متخلف لا ينسجم وجوده مع المبادئ “اللينية” نفسها.
التبسيطية وهذا الاختزال “الفج” والتمويه الأيديولوجي الطابع والمبين لسلوكيات المتصارعين داخل الحزب، وثقافتهم لم تكن ميولا من دون مدلول.. فالحزب الذي نشأ متجاوزا واقعه، الواقع البدائي الذي كان لا بد من أن يعكس صورته فيه، انتهى به الحال إلى قبائل ممزقة بين عدة ولاءات شخصية ومناطقية لا تجتمع في إطار تسوية ما إلا لتفترق من جديد ولترسم بذلك صورة حقيقية لواقع التفتيت الاجتماعي الذي وصلوا إليه. ولترسم أيضا حقيقة الإنسان القائد.. وكيف أنه بدون وطنية وانتماء لإيدلوجية الوطن يكون أداة سهلة للاستغلال الخارجي..
وهنا لا بد من القول: أن قلوب الطغمة “جناح عنتر” والزمرة “جناح علي ناصر” لم تكن في المعاشيق، أو في عدن بشكل عام. وبقدر ماهي الحقيقة محزنة – لنا – فإنه سيكون من الواجب علينا اليوم وغدا أن نفهم ونقبل بأن الشطر الجنوبي من الوطن برمته لم يكن بأيديهم شأنهم في ذلك شأن الحزب الذي لم يكن في يوما ما حزبا للبروليتاريا “الكادح والفلاح”.
لقد كان هاجس الصراع المسلح يلاحق الجميع.. كان شبح الحرب يؤرقهم قبل اندلاعها في 13 يناير فطبولها كانت تقرع في كل مكان وفي كل موقف يستجد.. حتى أن نفوس البروليتاريا “الكادح والفلاح” كانت قد عبأت بالكراهية لتبريرات الاقتتال بين الرفاق، وكما لو أن شياطين الحروب وصناعه في الداخل ومن خارج الحدود، لم يكتفوا حتى ذلكم الحين بكل ماقدم إليهم من قرابين على مدى الأعوام السابقة.. لم يكتفوا بدم الرئيس المناضل سالم ربيع علي وأنصاره، ولو أن أحدا منهم: علي عنتر أو علي ناصر محمد التفت إلى الوراء لوجد أن معظم قادة “التجربة الثورية” وقادة التحرير من ربقة الاستعمار البريطاني قد تعرضوا إلى ثلاث مصائر: الإعدام والقتل، الاعتقال أو النفي.
طبول الحرب إذن كانت تقرع ودوي أجراسها تكاد تملئ عدن وضواحيها. الكل يهيأ نفسه ويعد العدة ليوما آت ستحسم فيه مالم يحسمه المؤتمر العام الثالث.
ففي حين استثمر جناح عنتر، حادثة الهجوم على مطاري روما وفينا في 27/12/1985م والتهديدات الإسرائيلية بالانتقام من المنظمات الفلسطينية التي اتهمت بارتكاب العملية، فقاموا – جناح عنتر- بنشر عدد من الدبابات والوحدات العسكرية الأخرى حول “عدن” وفي العديد من أحيائها وشواطئها، كانت وفي المقابل من ذلك الوحدات العسكرية الموالية للرئيس علي ناصر محمد، قد اتخذت من جانبها الاحتياطات اللازمة، وابتدأ الفريق الموالي له بعمليات تسليح واسعة لآلاف العناصر الموالية للرئيس وبخاصة من محافظة أبين كما تم نقل عدد من المليشيات الموالية إلى داخل عدن والانتشار في أحيائها.
الحقيقة أن أحداً لم يكن يملك معلومات دقيقة ومفصلة حول ملامح صورة المرحلة القادمة إلا أن أحداً لم يكن متفائلاً.. خاصة وأن اتفاقات وترتيبات وتسويات سابقة سقطت على الأرض مع المئات من الكوادر الذين سقطوا.
فخلال الأيام الفاصلة بين اجتماعي المكتب السياسي، كان الصراع قد خرج عن إطار الهوية الحزبية العامة إلى هوية أضيق، ووفقا للمطلعين تفجرت الاحتقانات السياسية بشكل مناطقي داخل السلطة سيعرفوا فيما بعد بـ”الطغمة والزمرة” فجرى الفرز على أساسها، وتم القتل، انطلاقا من بطاقة الهوية.
مع بزوغ شمس ذلك اليوم “13 يناير” كان التوتر قد بلغ أشده، وبلغت القلوب الحناجر.. كانت تكفي طلقة عشوائية واحدة لانفجار القتال، حتى أن وفد الأحزاب الشيوعية العربية قد غادر عدن صبيحة ذلك اليوم وقبل موعد الحسم بعدة ساعات فقط.. ويذكر في هذا السياق أن جورج حاوي الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني التقى نائب الرئيس علي عنتر الذي قال له إذا ما رفض علي ناصر إعادة توزيع المسؤوليات القيادية سأخرج عن طوري وسأقتله شخصيا.
ويذكر أن حاوي “قبل سفره قام بنقل تهديد علي عنتر إلى الرئيس علي ناصر محمد، ربما ليفيض به إناء الرئيس - وفقا للصراف - وليقدم على ما يتوجب الإقدام عليه. بمعنى أدق أن يتغدى بهم قبل أن يتعشوا به..
وفي صبيحة ذلك اليوم وقع المحظور.. الحرب بأبشع صورها ومآسيها لتعرض حلقة جديدة من مسلسل الدم والتصفيات الجسدية الذي لم يكد ينقطع منذ الاستقلال.. هذه المرة يختلف الأمر نحو الأسوأ! حلت الكارثة كما لو أنه قدر الكادح والفلاح في الشطر الجنوبي من الوطن أن يدفع فواتير جديدة من أجسادهم ودمائهم بعد أن كانت ممتلكاتهم وحرياتهم قد تصادرت تحت شعارات هوجاء فضفاضة سيتضح أنها لا تأكل عيش سوى لقلة ديماغوجية.
لقد قدم عازفوا يناير فنونا جديدة مبتكرة في تقطيع أوصال الناس وتمزقهم إلى أشلاء متناثرة من الدم واللحم البشري، كأن هذه الوصلة يراد لها، أن تكون اختيارا جديدا لآخر ما ابتدعته عقول الإجرام الأيديولوجي وأدواته في اصطياد بني آدم، وتقليع الحجر والشجر.
وبالفعل.. نجح الاختيار لتحصد آلة الفتك والموت خلال خمسة أيام شطر كامل من الوطن بكامل مقدراته، وهو ما كانت قد عجزت عنه خلال السنوات الماضية رغم طابعها الدموي والمؤامراتي.
13يناير
ومع من هذا التصالح والتسامح مع بعضهم البعض أعني الزمرة والطغمة وهم الذين قتلوا وسفكوا وسحلوا
ونحروا الضحايا 13 ألف ضحية في خمسة أيام فقط وكانوا يبنوا المتاريس والدشم من الجثث بدل أكياس
الرمل، واهالي الضحايا الحقيقيين يتفرجوا على هذه المسرحية البايخة القتلة يتصالحوا مع بعضهم ويشتوا
الناس يصدقوهم ، هل سمعت ياجبني يوم يقولوا غاغه؟؟ هذه هي الغاغة بذاتها! دمت بود ايها الجبني
شكرا على مرورك
واهالي القتلا ومنظمات المجتمع الدني طلبو بمحاكمة البيض
طالبت منظمات المجتمع المدني بمحافظة عدن واسر الضحايا في مجازر الجنوب في السبعينات والثمانينات، بمحاكمة علي سالم البيض وعلي ناصر محمد وحيدر العطاس ومحمد علي احمد وكل من ارتكبوا المجازر ضد أبناء محافظات عدن وأبين ولحج وشبوة وحضرموت والمهرة في أحداث 13 يناير 1986م وكل من له علاقة بالاختفاءات القسرية ف الجنوب اليمني آنذاك..
كما طالبت منظمات المجتمع المدني بعدن وأسر ضحايا مجازر الجنوب في السبعينات والثمانينات في بيان صادر بتاريخ 13 يناير 2012م – حصل الجمهور نت على نسخه منه – بتعويض أهالي الضحايات في أحداث الجنوب الذين لم يتورطوا في قتل الأبرياء وطالبت الحكومة والبرلمان بسن قانون يجرم كل من ينادي بالانفصال أو يلوح بذلك..
وأدان البيان ما جاء في بيان جماعة الحراك من دعوة إلى جعل يوم 13 يناير يوماً وطنياً للجنوب، معتبراً تلك الدعوة إهانة لدماء الضحايا المفقودين والأهالي الذين فقدوا أبنائهم في 13 يناير 1986م، في الوقت الذي ينتظرون فيه تجاوب الجهات الحكومية والمنظمات الدولية في محاكمة مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية ضد أبناء الجنوب على مدار 25 عاماً، حيث قتلوا الأباء والأبناء والأزواج وشردوا الآلاف خارج اليمن..
وأضاف البيان :"لقد كانت الإبادات تمارس بأبشع الأساليب من محاكمات شكلية والموت بالدفن أحياء والدفن داخل حاويات، اليوم بدلاً من أن يعوض الضحايا وأهليهم ويقيد لهم من هؤلاء، يتم إهانتهم، وقد خرج أبناء الجنوب في 22 مايو 1990م من النفق المظلم من أكبر سجن في العالم وعاد هؤلاء اليوم للدعوة لإعادة أبناء الجنوب في سجن جديد تحت مسمى "الانفصال وتحرير الجنوب".. بحسب البيان.