يبدوا أن قناة الجزيرة لا هم لها ولا شاغل سوى شؤون وقضايا اليمن، ونتفهم أن يحدث هذا في قنواتها السياسية أما أن تنقل عدواها ومرضها نحو القنوات الرياضية فهذا يمثل قمة الاستعداء والاستقصاد، الذي يعني بلا ريب بأن اليمن ومن فيها يمثلون للجزيرة ومن يتبعها (رازماً) لا يمكنهم مفارقته.
• كان الحدث المهم يجري حينها في الرياض وهو سياسي صرف ويتمثل في التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، من قبل فخامة الأخ الرئيس وإخوانه من الحزب الحاكم واللقاء المشترك، وفي الأثناء كانت الجزيرة الرياضية المشفرة (2) تبث تحليلاً رياضياً وضعوا ألف خط تحت التحليل الرياضي بين فريقي فالنسيا الاسباني وجينك البلكيجي في إطار دوري أبطال أوروبا، والفرق بين الحدثين شاسع ولا رابط بينهما البتة، وبدل أن ينكب الكابتن طارق ذياب (تونسي)على تحليل المباراة التي امتصت الجزيرة من خلالها دماء عشاق كرة القدم عبر تشفيرها، اطل علينا ضاحكاً مقهقهاً وكأنه يريد منا إما أن نرى بياض أسنانه، أو نحصيها له، وتمادى في الضحك الساخر \"بدون توقف\" ويشاركه في الضحك المعيب المذيع الجزائري الأخضر بريش، المقطع كان مقززاً فعلاً لأن ضحكاتها جاءت فور الانتهاء من توقيع المبادرة الخليجية في الرياض.
• ترك الرجلان أمم أوروبا، وانتقلوا للأمة اليمنية، وتركوا لاعبي فالنسيا الاسباني وجينك البلكيجي، ووجها بوصلتهما نحو فريقي السلطة والمعارضة اليمنية، وتناسوا حكم المباراة وصوبا سهميهما نحو الرئيس على عبد الله صالحن وكعربيين كان يجدر بهما أن يبتهلا إلى الله عز وجل بالشكر على نعمة اتفاق الإخوة بما يجنبهم ويلات الحرب، ولكنها التوجيهات التي يمتلكها العاملون في قنوات الجزيرة سياسية كانت أم رياضية، فغسيل الدماغ والتوجيه التي شبع منه محللو القنوات السياسية انتقلت عدواه لتصل حتى إلى لاعبي كرة القدم ومعلقوها، والذين هم قدوة للتحلي بالأخلاق الرياضية العالية لا بإبداء الشماتة ومِنْ مَنْ يشمتون من اتفاق إخوتهم وانتهاء خلافهم.
• القضية ليست لحظة عابرة لأنها استمرت طويلا، ولو كانت خروجاً عن النص المتفق عليه لنبههما مخرج البرنامج، ولكنها اللعبة التي تريد أن توصل خيوطها الجزيرة إلى كل بيت، خصوصا وإنها تخاطب جمهوراً معيناً ومعظمه من فئة الشباب الذين حرصوا على اقتناء كرت التشفير بمئات الدولارات، ليتم من خلالها دس السم في العسل والترويج للفوضى العربية.
• إنما تقوم به الجزيرة وللأسف الشديد أمر مبتذل للغاية، يزدريه الشرفاء من الناس من الذين ما زالوا يتمتعون بعقول تجعلهم يميزون بين الوجيه والنقل، وبين إبداء الرأي والإصرار عليه، وبين شاهدي العيان الذين لا وجود لهم إلا بين كواليسها فقط.
• إن الجزيرة التي تدعي أنها قلب العرب النابض أصبحت تلعب بشعوب الدول حتى رياضياً بعد شرائها لجميع المسابقات حتى صراع الديكة، ونطح الكباش، والجري خلف الحمير، فأصبحت تساوم الدول العربية دولة تلو أخرى بصورة منفردة لنقل مبارياتها، والمطلب ظاهرياً هو مادي ولكن يمكن التنازل عنه مقابل مكاسب سياسية تبديها القنوات الحكومية ليتسنى لها أن تحظى فقط بنقل مباريات منتخباتها عبر قنواتها الأرضية، وتمتص غضبة شعوبها
• اللعبة التي تنتهجها الجزيرة أضحت مكشوفة واللعب أصبح فوق الطاولة بعد ن كان تحتها لمدة ناهزت (15) عاماً هي الفترة الزمنية التي انطلقت فيها القناة لتتقرب إلى المشاهد العربي وتغريه بعسلها حتى تمكنت بالفعل من جعلها القبلة الأولى للمشاهد العربي، راحت بعدها لتنفث السم الدفين، وها هي اليوم تجني ثمار ذلك فوضى منتشرة وقتلى ملقون على قارعة الطرق، ودول بأكملها تنهار، لتبقى الجزيرة حاكمة بأمر مالكها فوق العرب .. وبعد أن كُشفت اللعبة عبر القنوات السياسية اتجهت الآن إلى قلب القنوات الرياضية المفتوحة والمشفرة لينعم كل مواطن عربي بمشاهدة الفوضى على أصولها.
• لم تهتم القناة ورغم أنها رياضية كيف أثرت الأزمة في الرياضية اليمنية سلبا من خلال تأجيل الدوري لعدة مرات وانتهائه بشق الأنفس، وكيف أن منتخبنا الوطني حرم من اللعب على أرضه بسبب الأحداث، وما طال ناديي الصقر والتلال في بطولة آسيا وعدم تمكنهما من اللعب في اليمن، وقرار نادي التلال قبل يومين بعدم المشاركة في بطولة أسيا نظراً للأوضاع المالية الصعبة التي عكستها المشاكل الحاصلة في البلاد ولعدم استطاعته من اللعب في اليمن بسبب الفوضى العربية الخلاقة، فأين القناة من هذه القضايا التي هي في صلب تخصصها ؟ أم أنها تتصيد فقط كل ما يسيء لليمن؟