في يوم الجمعة 22/11/2011م استمعت إلى خطبة المعتصمين في شارع الستين رغبة
مني في استشفاف ماذا يريدون, وماهو منطقهم وطريقة تفكيرهم بعد توقيع المبادرة الخليجية, وكان الخطيب
شاباً لا أتذكر اسمه جيداً تفاجأت بالتصفيق والتهليل والصراخ من قبل المصلين حين أعلن مذيع الساحة
عن اسمه وكأننا في ساحة غناء لا ساحة للصلاة، وكما قلت كان الخطيب شاباً ما أن انتهى من خطبته حتى
اكتشفت أنه لم يكن شاباً سوى بالشكل، بل هو عجوز كهل من كثر مما يحمل في قلبه وينطق لسانه من غلٍّ
وسواد وحقد وعمى حقيقي.
خطيب الستين قال إن اليمن في عهد فخامة الرئيس تحولت إلى زائدة دودية، وهي عبارة بغيظة تدل
على قائلها، فقد تناسى هذا المسكون بالحقد ما تحقق لليمن من خير وعطاء خلال فترة حكم الرئيس،
نسى أن اليمن استطاع أن يلفت أنظار العالم إليه، بل ويبهره وليس كزائدة دودية كما ادعى بل جزء
مهم وحيوي في جسم الإقليم.
ادعى هذا المتحذلق أن خروج أنصار الشرعية فرحاً بتوقيع المبادرة دليل على فرحتهم برحيل
الرئيس، لكني أرد عليه وأقول أنت كاذب وما خرج اليمنيون سوى فرح بالتوافق وفرح بقرب
انتهاء الأزمة التي يدفعون ثمنها من كل جميل في حياتهم وخرجوا فخراً بهذا القائد الذي
ما فتئ يقدم التنازلات لأجل وطنه وشعبه.
هذا الخطيب بدأ خطبته بقصيدة لأحمد مطر وكرر القصائد حتى بدا لي شاعراً مترنحاً أكثر
منه خطيب جمعة، وخطبته امتلأت بالقصائد والتحريض والخبث والتأجيج.. وهكذا هي
نوعية خطب الستين.
أقول لشاعر الستين كذاب فليست كل القبائل ولا كل الأحزاب ولا كل ما سميته ملك لكم أبداً
وإنما هو ملك للشعب المناضل والصابر.. أما مبادرة الخليج التي وقعها
فخامة الرئيس علي عبدالله صالح فقد ارتضاها الشعب كخيار وحيد لحل الأزمة الراهنة رغم
أنها تهدف إلى تلبية مطالب قمتم بها التفافاً على الدستور والقانون وكلها تلبي مطامعكم للسلطة
ورغبتكم في الوصول إلى الكرسي كيفما كان الأمر بعد أن عجزتم عن الوصول إليها
عبر الانتخابات.
أما أنتم ياشباب الساحات فقد تمّت تعريتكم وفضحكم في برنامج «تحت ظلال الأحداث»
الذي عُرض على قناة السعيدة والذي استضاف فيه المذيع محمد العامري ثلاثة شبان
من شباب الساحات وكل الذي خرجنا به من الحوار معهم أنهم بلا فكر
وبلا هدف وبلا رؤية موحدة ولا كلمة متفق عليها فكل له غايته وأهدافه وكل له أساليبه.
وأخيراً نؤكد أن توقيع المبادرة الخليجية مثّلت قمة العظمة من فخامة الرئيس الذي
فضّل مصلحة البلاد على أي شيء آخر، ونؤكد أنه لم يرحل بل
سيظل كرئيس للمؤتمر الشعبي العام رغم أنف الحاقدين