يتطلع شعبنا اليوم وبعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية
من قبل فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والتي حظيت بتأييد وترحيب ومباركة شعبية
وإقليمية ودولية واسعة إلى مرحلة جديدة من البناء الوطني الشامل المرتكز على قواعد السلام والمحبة
والوئام من شأنه تجاوز تداعيات وتبعات الأزمة السياسية الراهنة وانعكاساتها السيئة على الوطن وحياة
المواطنين الاجتماعية والمعيشية، وكادت تعصف بالوطن إلى مهاوي الفوضى والتخريب وتدمير المكاسب
والإنجازات الوطنية التي تحققت خلال مسيرة الثورة المباركة.
لقد تجلّت الحكمة اليمانية بصورتها الزاهية والمشرقة من خلال التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية
وكشف بجلاء قدرة اليمانيين على إسقاط كل المراهنات وإفشال المخططات التآمرية التي يحيكها أعداء الثورة
والوحدة والديمقراطية بهدف جر الوطن إلى مربع الاحتراب الأهلي المدمر والعودة إلى عهود الانقسامات
والصراعات والتخلف.
وفي خضم هذا الإنجاز التاريخي العظيم تتجه أنظار أبناء الوطن إلى الدور الكبير الذي ينبغي أن تضطلع
به الفعاليات السياسية على الساحة الوطنية في تهيئة البيئة الآمنة والملائمة لتنفيذ المبادرة وآليتها التنفيذية
على نحو الشراكة والتكامل الحقيقي والترفع عن الصغائر والأحقاد والابتعاد عن المهاترات والمكايدات
التي أرهقت كاهل الوطن ومصالحه السياسية والاقتصادية والتنموية.
ويقيناً إن التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مثّل انتصاراً حقيقياً للغة العقل والحكمة والسلام وقطع
الطريق أمام أولئك الذين أدمنوا العزف على دق طبول الحرب والمتاجرين بدماء المواطنين الأبرياء
والعبث بمقدرات الوطن وتشويه كل منجز جميل في وطن الـ22 من مايو 1990م..
تماماً كما هو الحال في محافظة تعز التي تعاني اليوم من الآلام والجراح جراء تلك الممارسات
الإجرامية من قبل العناصر التخريبية التي تعمل على تكريس ثقافة دخيلة على تعز وتشويه
تاريخها ومكانتها الحضارية والنضالية المشرقة.
وأجزم أن حكمة الأخ الأستاذ حمود خالد الصوفي محافظ محافظة تعز المعروف بسلميته
عند الجميع وانحيازه للغة الحوار والسلام والأكثر حرصاً من غيره على حقن الدماء من
أي طرف كان قد استطاع تجنيب المحافظة المزيد من المواجهات والمواجع والمآسي التي
كان يخطط لها من قبل أعداء المحافظة، وأفشل بعقله وحكمته كل الرهانات والتي تستهدف
تحويل المحافظة إلى ساحة لتصفية الحسابات السياسية، ولم يكترث يوماً بتلك الأصوات النشاز
وضغوطات تجار الحروب ودعاة الفتنة والتمزق إيماناً منه بأن لغة المحبة والسلام هي المنتصرة
دوماً على لغة الحرب الدمار.