ان يسقط المرء في حفرة فينخلع حوضه فذلك امر هين سيأخذ منه بعض يوم يستعين بعكازين وبعض المهدئات وجلسة لا تتعدى الساعة في العناية المركزه يلف ببعض الاربطه ثم ينتقل بعدها الى غرفة يرقد فيها لبضعة ايام ويربط قدمه الى حبل يتدلى من امام سريره لتبقى قدمه على استقامه حتى لا يرقص في مشيته عند خروجه من المشفى ، اما حين يسقط المرء ويقع في مساحة السلاطين وعند اقدام الحكام يتمسح بهم ويلمع صورهم ويثني عليهم ويحول ليلهم الى نهار ابلج وصبح مشرق وغبار مدافعهم الى عصافير وفراشات تحوم فوق الحقول وتغرد مع ريح الصبا وتتمايل مع اكواز السبول وعيدان القمح وثمار جبل صبر الشاهد الوحيد بعد الله على ما يمكرون .. اما الى هدا الحد فقد بالغت ورسمت الدبابات حيوانات اليفه تسكب الحليب في جفان الفقراء وترميمهم بالخبز والماء ورسمت الجند ملائكة يربتون على رؤوس الأيتام والأرامل ويداوون جراح الثكالى وينتشلون الموتى من بين الأنقاض ، صورت الطغاة رسل سلام وأمراء يفتحون خزائنهم ويسكبونها في جيوب الفقراء .. أنعم بها من ثقافة ثقافة العبيد يعتقدون الحرية فضلا زائدا يلقي به اللصوص للمغدور بهم .. يعتقدون السماء بابا يطل منه الحاكم يلقي نظرة الى شعب من السجود الخانعين فيحمد الله ان وهبه الله شعبا يؤلهه ومثقفين يصنعونه عاليا فوق السحب ويساوونه بالمعطي الواهب بيده الحياة وبيده الموت ، قليلا من الحياء أيها الغافلون المضللون ، قليلا من الخجل ايها الخانعون الراكعون .. سيتحطم الصنم ويخر المعبد والنار ستموت ويبقى الشعب وقواه الحية اقوى من كل القهر واكبر من كل الأصنام ..
أخيراً
لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، ان الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك
وكل عام وانتم بخير