- في الصميم كتب:
كم حزنت بل كدت ابكي دماً على ماآل اليه الوضع في السودان ، ليس لأنه افضل حالاً
من باقي الدول العربية ، ولكن عندما يبتهج اناس بتقطيع الوطن وتشطيره ، ليس فقط
فرح عابر او مخفي في النفس مهما كانت الدوافع ، ولكن وصل بهم المواصيل ان ينحروا
الخراف ، وتزعرد النساء بهذه المناسبة المشينة والتصرف الغير مقبول عند من لديه ذرة
من الوطنية والأحساس بالفجيعة المترتبة على انشطار الوطن الى قسمين ، ليس الا من
اجل الكرسي في الشطرين من الجسد الواحد ، وكم عصرني الألم عندما سمعت في الجانب
الآخر يبكون من شدة الفجيعة وهم يقولون لقد انقسمة قلوبنا مع انقسام الوطن ، من كل
من الشطرين اي من السودان بأكمله ، وكم لذلك من أثر بالغ على الباقيين عندما
لم يستوعبوا الموضوع الا عندما حصلت الفاجعة على السودان وشعبه ، وعرفوا على
انهم ارتكب في حقهم وحق الوطن اكبر غلطة في التاريخ المعاصر ، وعلى يد من ؟
انه على ايدي اهله وليس على يد الأستعمار الذي كانوا يتغنوا هؤلاء الكبار من القادة
الذين يقولوا انهم قوميون وانهم وانهم الى آخر الكلام الفاضي والمنمق ، وكانوا يضحكوا
علينا ان اعداء الأمه انما هم المستعمرين الأجانب ! وان الأجانب انما هم سبب تفتيت
الأوطان العربية ، ولكن للحقيقة ليس للوطن العربي اعداء اكثر من أهله الحكام العرب ،
وهم كلهم سبب بلاوي شعوبهم ، وهم من كان يتآمر مع المستعمرين بتقسيم الو طن العربي ،
وهم من يتآمر مع الأجنبي لأحتلال البلدان العربية ، اي انهم يتآمروا على بعضهم مع
الأستعمار لتنفيذ شرورهم السياسية ، قد يمكن ان الكثير ليس متابعين ماذا خلف هذا القرار
السياسي بتقسيم السودان على اهل السودان من الشمال والجنوب ، لقد سبب الألم والأساء
على شعب السودان ، وهم مجبرون على مثل هكذا خطوة ، لو تسألوا عن الذين فقدوا وظائفهم
في الشمال من الجنوبيين ! وكم من طلاب حرموا من دراستهم في جامعات الشمال والجنوب ،
وكم عائلات ترحلت قصراً من المكان الذي خلقوا فيه وترعرعوا على ترابه ، وكم من جيران
فقدوا جيراناً لهم عاشوا على مدى عشرات السنين متجاورين متحابين يتقاسموا السراء والضراء ،
تخيلوا سيعيشوا كيف في مكان لم تطأه ارجلهم من عشرات السنين ! وهل تتصوروا ان السياسيين
قاموا تعويض كل فرد تشرد ببناء البيوت وغير ذلك من مقومات الحياة بعد تهجيرهم ؟
وهل وهل اسألة كثيرة كثر وكبر الفاجعة التي المت بهم وبوطنهم وحتى على كل عربي
يحب الأوطان العربية ! ولكن لو تعرفوا كم انا حزين ! وأحزني اكثر عندما ذكرت حالتنا
في اليمن لو يصير شئ من هذا القبيل في يمنا الحبيب ؟؟ يا الله كيف ستكون احوالنا !!
لن يقبله احد مهما كان ! ولن نسمح بمثل هكذا عمل مشين ولو على جثثناء ، لأنه لن
يعرف بقيمة وكبر الحدث الا بعد ما يصير الحدث ، واذا صار لن ينفع الندم وسيصير
الأنتحار الجماعي .
والله من ورا القصد ، التوقيع ( في الصميم )
فعلا والدي في الصميم انت كتبت موضوع في ا لصميم ولولا هؤلاء الحكام الخونة وأشباههم من الواقفين على طابور الحكم من الأحزاب التي غايتها ان تسقط الحاكم وتجلس بدلا عنه على كرسي الحكومات ولو تحت وابل من قذائف عصبة الدول التي تتربص بعالمنا الدوائر وتكيد له ولا تكيد عليه ، وإنها لمأساة ان ينقسم السودان العظيم وينقسم وادي النيل وتتشرد العائلات في حقد الحاقدين وطمع الطامعين ، فتقسيم السودان غاية استعمارية لم تكن قادرة ان تطالها لكنها طالتها يد الحاكم العربي الذي يطلب السلامة والدعة والعيش السهل ولو على حساب الوطن ووحدته وسلامته
وعن اليمن فالوحدة الشعبية كانت وعلى مدار التاريخ قوية ومتينة والترابط الأجتماعي يمتد في اليمن كما تمتد عروق الشجرة المثمرة تحت الأرض فتتجاوز حدود المزارعين ومراهق اموالهم لتتشعب وتمتد في الطول والعرض لتصل الى أبعد مدى اما الوحدة السياسية التي تحققت في مايو 90م فأنها كانت حدثا تاريخيا ومنجزا ضخما في تاريخ الثورة اليمنية غير ان اطماع الحاكم وولعة في التفرد بالسلطة وبالمنجزات ان تكون ثمرة من ثمار عهده كما كان يفعل سلاطين الماضي حين كل واحد منهم يسعى الى ان يجري بعض التعديلات لبعض الصروح الثقافية والدينية ثم يقوم بطمس صاحب الفضل الأول في المنجز ويحل مكانها اسمه مشفوعا بالقابه ومناقبه ! هي حب السلطة والشهرة والخلود إذا وبعض الخلود يجر صاحبه الى الحضيض ويمسح باسمه كل جميل ويقدم الوطن وعزه ومجده الى مذبح شهواته واستعلائه وكبره وان لا يكتب في تاريخه ان رضح لسلطان سواه او اجبره شعبه او قواه الحية ان يتنازل عن بعض استعلائه من اجل سلامة الوطن ووحدته وتقدمه .. لا نقول سوى نسأل الله لليمن السلامة وان لا تتحقق نبؤة غوار في نهاية مسرحيته الساخرة (كأسك يا وطن) رغم انها قد تحققت في السودان ،،، ويالطيف الألطاف نجنا مما نخشاه على الوطن وخذ بيد الثورة والثوار الى نصر مؤزر يحفظ اليمن موحدا وشامخاً ،، اللهم ازل الطغيان وجور السلطان وجبروته وكل من يسعى الى مكسب ذاتي على حساب اليمن وثورته وان ترد كيده الى نحره