المرأة شريكة الرَّجل في تحقيق النَّصر ويقترب موعد النَّصر المبين.. ويزداد اليقين، فنصر الله آت لا ريب، ووعد الله محقّق لا محالة، وبشائر النَّصر الموعود تلوح في أفق الأمم التي لاقت الظلم أصنافاً وألواناً في سنين كثيرة مضت.. فالأرض العطشى آن لها أن ترتوي، وأول الغيث.. قطرات..
ونرى بأمّ أعيننا فرار الجبابرة وانهيار رموز الظلم في بلدان كثيرة، وتتوالى قطرات النصر مبشرة بانهمار سحائب المزن بالمزيد، ويكبر الأمل..
وتبدأ خيوط الشَّجاعة والجرأة تتسلل داخل قلوب الخائفين، وتهب أنسام الحرية فتتفتح الزنازين، ويشدو الأحرار لحن الحرية عالياً، من القلب إلى القلب، لتهتف معهم قلوب الملايين..
لقد آن للقيد أن ينكسر..
ويتمنى كل متفرج لو كان بين جموع الثائرين على الجبابرة الظالمين، ويرجو الخائن لو يعود به الزمن ليختار غير ما اختار، ولربما تمنى أن يكون مع الثوار.. ويقول الذين اتبعوا: {وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار}، [البقرة: 167].
فقد آن أوان صحوة الغافلين، ويقظة الغافين، آن أوان شحذ الهمم، واستحضار العزائم.. كل يشارك من موقعة ويجود بقدراته وعزائمه. كل امرئ بما قدر له، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.
ولكن وسعها الكثير..
الرّجال والنّساء، الشيوخ والصغار، كلهم قادرون على المشاركة في صناعة النصر الموعود، فكما رأينا الأطفال والنساء والشيوخ إلى جانب الرّجال في ساحة الميدان بمصر، سوف نرى إن شاء الله تلك النماذج في ساحة النصر الأكبر..
وكما رأينا دوماً نساء فلسطين وأطفالها يمشون جنباً إلى جنب مع رجالها في قوافل الجهاد والشهادة، سنراهم أيضاً في قوافل التحرير الكبرى بمشيئة الله تعالى..
وسيعيد التاريخ صياغة قصص جديدة لبطولات لا تختلف عن سابقاتها سوى بأسماء أبطالها، وسيسطر المسلمون نصراً جديداً.
وعد الله الذي لا يخلف وعده..
ولأنَّني أكتب اليوم لك أختي الحبيبة، سوف أنتقل لتوجيه خطابي إليك يا أخت الرّجال وصانعة الأبطال..
إيماناً بقول الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}، أرى نصر الله يقيناً محقّقاً وأرى كلَّ يوم أقرب لهذا النصر، وأرى أملاً باسماً مشرقاً ينتظر الأمّة العتيدة.
ولمَّا كانت أمهات المؤمنين ونسائهم قد شاركن في الفتوحات الأولى للإسلام وكن قدوة لنا في ذلك، وجب على كلّ مسلمة مؤمنة بوعد الله أن تنخرط في ركب السائرين إلى النَّصر الموعود، وأن تكون لبنة في بناء هَامَة الأمَّة وأبراج النصر المنتظر.
فمن رام غاليا بذل الغالي، ومن طلب النفيس بذل النفيس، وهل أغلى من إعلاء راية الحق خفاقةً في كل البقاع، حتى لو كلّف ذلك بذل النفس رخيصة في سبيل الغاية الكبرى.
والشراكة في النصر تقتضي منَّا أن نعيش كلَّ يوم معاني النصر ونستحضر جهاد السَّابقين في كلِّ عبرة وخطرة، وأن نستغل كلَّ لحظة من عمرنا القصير في البناء والإعداد.
والإعداد للنصر يجب أن يرافقنا في كلِّ دروبنا، على مقاعد الدراسة، وفي بيت الزوجية، وفي العمل أو في زياراتي الاجتماعية.
فنعيش حلم النصر حتى يصبح هذا الحلم حقيقة.
كلنا نتمنى النصر القريب ونحلم بصلاة في المسجد الأقصى وبدولة إسلامية لا حدود جغرافيةٍ بينها، وبأن يحكم شرع الله الأرض من مشارقها إلى مغاربها، وهذا وعد الله آت لا محالة.. ولكن من هم الذين يعملون لتحقيق هذا الحلم؟؟
وهل أنا وأنتِ منهم؟؟
وما نيل المطالب بالتمني.. فلا تكتفي بالتمني، وإنّما قرّري الآن بأنّك شريكة في صناعة النَّصر، ولن تقبلي أبداً دون ذلك.
غاليتي.. يا من ارتضت حبّ الإله حبّاً، ودرب الإله درباً.. يا حفيدة أسماء وسميّة والخنساء، أعدِّي العدَّة، وهيِّئي الزَّاد لتمضي في رحلة الجهاد، ولتكوني شريكةً في النصر الموعود.
بالعلم والعمل، بالمشاركة والعطاء، بحسن التَّبعل والتَّربية الصَّالحة، بقوة التأثير وحسن استخدام فنون الحوار والإقناع، بالتواصل، والتواصي بالخير وبالحق..
بكل الأسلحة المتاحة لديك شاركي بمعركة الوعد المنتظر، وكوني شريكةً في النَّصر..
إنَّه وعد الله، فامضي بخطى الواثق والله المستعان
___________________
موقع على بصيرة