بصراحة قد يخونني التعبير لحدث كبير بحجم ثورة الشباب التي مهما قلنا ومهما كتبنا عنها
لا يساوي ولا قطعة شاش مسح الدكتور بها قطرة دم نزلت من اجساد شهداء الثورة الأبرار ،
ومهما قدمنا ومهما اخرنا في اقوالنا لا يعطي الحدث حقه ولو بكينا دمً عليهم لن نعطيهم حقهم ،
كونهم قدموا ارواحهم وفضلوا الموت على الحياة المنتقصة في حريتها وكرامتها ووجودها على
ارض اليمن الحبيب ، لقد فضلوا الموت في سبيل حياة كريمة لأبناءهم وشعبهم ، وهذه التضحية
الكبيرة التي تعمدت بدماءهم ما علينا الا الأنحنا امامها وان نقدرها حق قدرها بما تستحق ،
وان نصون هذه التضحيات بعمل يستحق ذلك العمل الجبار بكلما اوتينا من عزم في صياغة
مستقبل زاهر لشعب عانا الأمرين على مدى قرون طويلة وليس على مدى 33 سنة فقط بل من
عهد سباء وما بعدها ، عاش شعب اليمن ويلات المصائب على ايادي من تعاقبوا عليهم في
الحكم حتى يومنا هذا ، ونحن اليوم نشوف دماء الشهداء تسيل على مدى شهور عدة في سبيل
يوم ننتظره وينتظره اليمن بأكمله ، ونتمنا ان يكون قريب حتى تصان بقية الدماء الزكية ،
وهذا لن يكون الا بتكاتف عقال اليمن وشيوخها وهم كثر في يمن الأيمان والحكمة التي خصهم
بها الرسول الكريم ( ص ) ، نحن اليوم على مفترق طرق اما حياة بكرامة ، او الموت
بشهادة ، ليس هناك ثالث لهما ، الحياة الأولى ان يقبل الرئيس ان يقول السلام عليكم ويكفيه
ما سبق من حكمه وكيفما كان حكمه ، واما ان يصر على البقاء وفي هذه الحالة ستسفك الدماء
ويتحول اليمانيون الى شهداء كونهم اصروا ان اليمن لن يرجع الى ما قبل ثلاثة اشهر واقصد
بداية الثورة اليمانية ، اذاً يجب ان تستعمل او تدرك الحكمة اليمانية ، والشئ لا يدرك الا في
وقته ومحله ، وهذه الأيام هي ما نقصد بأستعمال الحكمة اليمانية ، ومن هنا نطلب من الرئيس
ان يستعمل تلك الحكمة اذا لديه منها وجود ، وان ينقذ الكثير ممن سيضحوا في سبيل رحيله
ويستعمل الحكمة ويطلب بتشكيل مجلس انتقالي من العلماء وكبار القوم كي يسلم السلطة لهم ،
ويخلي اليمن لمن ذراه بس يقدم على هذه الخطوة ولن يكون حامي اليمن اكثر من اهله الباقون
على ترابه ، وان تحتكم المعارضة الى الحكمة اليمانية كي تصان مثلما قلنا دماء اليــــمانـــيـون ،
وان تكون عون لمثل هكذا مبادرة ويقصروا الشر كون كلما زاد سيلان الدماء كلما تعمقت المشكلة ،
/ والله من ورا القصد .