في ذات يوم من ايام بداية فصل الربيع والطبيعة تحتفل بعريس الفصول فصل تتفتح فيه الاشجار وتغرد فيه الطيور وترى الندى قد غمر فيه اوراق الاشجار والعشب الاخضر ينمو ببطى كجنة خضراء
كان الطقس معتدلا والسماء صافية ,,,, حزمت امتعتي والى جانبها امتعت اهلي واولادي ,,, قررت الرحيل لكن الى اين الى بلد يطلقون عليها
Sunshine State
اي ولاية الشمس المشرقة ,,,, ولاية تحيطها المياة الدافئة والمناظر الخلابة من كل مكان ,,,, انها ولاية فلوريدا ,,,,
حزمت امتعتي وركبت الطائرة وبجانبي زوجتي وولاداي,,, انطلقت بنا الطائرة تشق عنان السماء وتسابق الريح...
عندما كانت الطائرة تحلق بنا في أجواء ميامي قبيل هبوطها بمطارها الدولي في التاسعة ليلا.. بدت لنا المدينة كأنها عقد مرصع باللؤلؤ والماس في صدر فتاة وقفت على متن سفينة «تايتانيك» في المحيط الأطلسي. الجو كان دافئاً يشعرك بالنشوة والارتياح في الوقت نفسه من برد kansas ورياحها.....ميامي تقع في ولاية فلوريدا بأقصى الجنوب الشرقي للولايات المتحدة. ويعني اسم فلوريدا باللغة الاسبانية عيد الزهور أو عيد الفصح Easter
نزلنا من الطائرة اخذت امتعتي وذهبت باسرتي الى الفندق القريب والمطل شاطئ النخيل
وضعت امتعتي وفتحت نافذت الغرفة يالروعة مارايت وانت تشاهد البحر امامك والرياح تتلاعب بامواج البحر ,,,,, استلقيت على ضهري ونظرت الى السماء وهي تسكنها
النجوم البراقة اللامعة التي تسر الأنظار وتسحر العيون ما أجمل الليل ... ما أجمل صفاء السماء .. النجوم أشكال وأشكال ... اثنان متجاورتان كأني بهما يتناجيان .. أسراً يحكيانه ؟ أم همّاً يبثانه ؟ أم جلسة ذكر وثناء ؟
ومجموعة متلألئة الضياء . أعروس تزف ؟ .. أم بشر نجم بوليد ؟!
وأخرى وحيدة .. بعيدة شريدة
جلست انظر أهل الأرض كما أنظر أهل السماء .... هالني ذالك المنظر وقلت في نفسي ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار
ومن ثم ذهبت في نوم عميق لم يوقضني الا بكاء ابنتي الصغيرة ,,, استيقضت مسرعاً اليها واعطيتها كوبا من الماء نظرت الى ساعتي فوجدتها تشير الى الخامسة فجراًً توضأت وصليت الفجر وما اجملها من لحظات وانت تقف بين يدي الله عزوجل ,,, اتممت صلاتي ثم قمت فصنعت لنفسي كوباً من الشاي الاحمر ووقفت امام النافذة لارى خيوط الشمس الذهبية وهي تنساب على البحر فما اجملها من صور ة,
عم النور الابيض ما حولى ... بدأ الكون يخرج عن صمت ليل أسود طويل لينبض بأصواته الاولى أصوات العصافير التى أخذت تصحو لتعلن عن وجودها وكيانها قبل كل الاشياء معبرةً عن ذلك بلحن عصفورى فريد ..
أمتلأت سماء هذا الكون البيضاء بأسراب من الحمام التى أستيقظت على أصوات بل على اللحن العصفورى وكأنها هى الاخرى تعلن عن نفسها بل تعلن عن شروق السلام والأمان على الكون قبل شروق الشمس آملة أن يتحقق حلمها وينتشر السلام على جميع الناس فأخذت تطير وتحلق بلا قيود بلا أسر لتبدأ إشراقة يوم جديد وكأنها تقول ما أجمل الحياة الحرة السالمة ..
لحظات وأخذ اللحن العصفورى يعلو كما أخذت أسراب الحمام تزداد جمالاً والكون يزداد بياضاً وكان الكون كله ممثلاً فى عصافيره وحمامه لاستقبال اجمل ما فيه ي أرى الان السماء البيضاء قد أمتزج بياضها بخيوط ذهبية قد خالطها اللون الاحمر
,, ايقضت ازوجتي وولدي وفطرنا ومن ثم ركبت سيارتي التي استاجرتها وذهبنا الى البحر وان كنت ممن يخافون من البحر لانه في وجهت نظري ان البحر غدار ركبنا قاربا من القوارب وبدنا نشق البحر ونستنشق من هواه العليل ومن ثم قعدنا على اركية في جانب البحر وبدانا نشوي السمك الذي اشتريناه من جارنا القريب هناك في البحر,,,, وبقنا على شاطى البحر الى حين غروووب الشمس ويالله ما اجمل غروب الشمس وانت على الشاطى لكني في تلك اللحظة تذكرت ان هذا اليوم الذي مر هو من عمري ,,,,
نظرت نحو الشمس حين مغيبها .
ولمست آخر خيط من خيوطها .
علني ادرك شيء من يومي الذي رحل.
هيهات هيهات
إنساب آخر خيط من بين اصابعي
سقطت دموعي مثل حبات اللؤلؤ
فأرى خيوط الشمس تداعب السماء
كأنها اطراف فستان عروس .
بريقها كالماس .
ذات الوان جذابة,
نعم غابت الشمس كالعادة
وبدأ ليلا موحش انتظر نهايته
عدت باهلي الى الفندق وذهبت باحثا عن مسجد قريب لاصلي فيه العشاء وبعد عنا طويل وجدت ضالتي ذهبت الى المسجد يشدني اليه حنين السجود بين يدي الباري عزوجل
صليت تحية المسجد وجلست في زاوية من زواي المسجد اقرء القران وفجاءة دخل علينا رجل عجوز يتجاوز التسعين من عمره وهو يتهادى بين شابين يسندانه عرفت في الاخير انهما ولديه سقطت مني دمعة حارة تذكرت الصحابة والتابعين وقلت في نفسي ايوجد في زماننا من يحافظ على الصلاة كزمن التابعين نظرت الى ذالك الشيخ العجوز الذي اشتعل راسه ولحيته شيبا نظرت اليه وهو يصلي تحية المسجد وبعد ان اكملها ساقني الفضول اليه
وسلمت عليه وقلت له ياوالدي العزيز لقد اعذرك الله التفت الي التفاتة وقرات في وجه الذي يشع بالنور فوالذي لا اله غيره لقد قال لي مااسمك::
قالت سيف
سيف اسم جميل :::
فال ياولدي سيف ءااسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ولا اجيب النداى
فقلت افي زمن التابعين نحن قال لا ياولدي لكن التابعين قدوتنا
قلت ياوالدي لكن الله قد اعذرك وقرات عليه ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) الاية
قال لي صدقت باابني سيف لكني اتمنى ان اموت في بيت من بيوت الله وانا ساجد بين يدي الله
كان لهذه الكلمات تاثير في نفسي فهزت كياني وانساب الدمع الدافى على خدي
قلت له ياوالدي العزيز ::: اوصني
قال يابني :: انت في امريكا احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك,,,
قلت له زدني
قال يابني ::: اتق الله حيثما فمن راقب الناس مات هماً
قلت زدني:::: قال يابني
وفجائة قطع حديثنا اقامة الصلاة
صليت بجانبه وهو جالس على الكرسي وتقدمنا للصلاة شاب سبحان من اعطاه ذالك الصوت الشجي الذي يسحر الالباب والعقول,,,
اكملنا الصلاة وسلمت على ذالك الشيخ العجوز وكلماته لا يزال صداها في اذني
عدت الى زوجتي وولدي وقصصت لها القصة ,,,,, ومن ثم ذهبنا الى النوم لكن النوم جفاني ما زلت افكر في ذالك الشيخ العجوز,,,,, ايعقل في زماننا من يحافظ على صلاته كذالك الشيخ
وفي الصباح الباكر ذهبت الى السوق وكان بجانب المسجد فوجدت اشخاص مجتمعين هناك فسالت شخص بجانبي الظاهر انه غير مسلم سالته ماسر التجمع هذا
فقال لي يقولون انه شخص توفي في المسجد والان ذاهبين يدفنوه
فقلت في نفسي انه صاحبي انه صاحبي فقد نا ماتمنى :كم هي عجيبة هذه الدنيا
عدت الى الفندق واخبرت زوجتي الخبر فقالت لي ياابا مالك
ان هذا الرجل صدق الله فصدقه الله,,,,
فقلت لها صدقت ِ صدق الله فصدقه الله
صدق الله فصدقه الله صدق الله فصدقه الله
,,,,,,,,,,,,,,,