المنتدى العربــي منتديــات كل الـعـرب
جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك في المنتدى العربي منتديات كل العرب
شكرا جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون 829894
ادارة المنتدي جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون 103798
المنتدى العربــي منتديــات كل الـعـرب
جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك في المنتدى العربي منتديات كل العرب
شكرا جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون 829894
ادارة المنتدي جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون 103798
المنتدى العربــي منتديــات كل الـعـرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثورات الشعوب ليست ضد الاستعمار فحسب بل ضد الانظمة الفاسدة التي هي امتداد للأستعمار بأيادي داخليه
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

» نـــفـحـــــــــــات رمــــــــضـــــــانــــــــــيـةجَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالإثنين يونيو 05, 2017 12:29 am من طرفابوعماد» مناجاة رمضانية جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالإثنين يونيو 05, 2017 12:27 am من طرفابوعماد» الوحده اليمنيهجَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالجمعة مايو 23, 2014 6:26 am من طرفابوعماد» الوحده اليمنيه في التاريخجَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالجمعة مايو 23, 2014 6:22 am من طرفابوعماد» على كل حال تحياتي لسعادة المدير ابو عمادجَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 7:26 am من طرفالمتميز» الشيخ/ظيف اللةمحمدعبدالرحمن الظبيانيجَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالأحد أكتوبر 13, 2013 4:14 am من طرفاميرباخلاقي» اسمحولي على الغياب الطويلجَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالأحد أكتوبر 13, 2013 4:00 am من طرفاميرباخلاقي» اجمل ترحيب بالاخ عبدالوهاب عبدالكريمجَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالثلاثاء أبريل 23, 2013 12:18 pm من طرفebraheem algobany» تصعيد مسلح في الحصبة يُهدد بحرف مسار مؤتمر الحوار الوطني الشاملجَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالخميس مارس 28, 2013 12:36 pm من طرفالجبني 2011» الرئيس السابق " صالح " يحارب وقت الفراغ بافتتاح صفحة رسمية على موقع ( فيسبوك )جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالخميس مارس 28, 2013 12:31 pm من طرفالجبني 2011

 

 جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
العربــ الصغير ــي
عضو مميز
عضو مميز



تاريخ التسجيل : 11/10/2010
العمر : 30

جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Empty
مُساهمةموضوع: جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون   جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 3:13 pm


إعرف وطنك

جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون

جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Media_96073_TMB

رسوم: عبدالله درقاوي

جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Media_96074_TMB

قالَتْ جَدَّتِي باسِمَةً، وهِيَ تُدَغْدِغُنِي في إبْطي: أَعِرْنِي أُذُنَيْكَ، واسْمَعْنِي جَيِّداً، أَيُّها الشُّوَيْطِنُ(تصغير شيطان)!

مِلْتُ نَحْوَها ضاحِكاً: هاهُما صائِخَتانِ، ماذا تُريدينَ أنْ تَقولِي لَهُما؟

إذا نَجَحْتَ في الاِمْتِحانِ، فَسَأُرْسِلُكَ إلى أَحَدِ الْبُلْدانِ، تَقْضي فيهِ عُطْلَتَكَ الصَّيْفِيَّةَ!

لَمْ أَشْعُرْ إلاَّ وأَنا أَضُمُّ رَأْسَها بَيْنَ يَدَيَّ، وأُقَبِّلُ جَبينَها: أَطالَ اللَّهُ عُمُرَكِ، جَدَّتِي الْحَنونَ!.. لَكِنْ، أَجيبينِي: أَيَّ بَلَدٍ تَقْصِدينَ؛ تونُسَ أَمْ ليبْيا أَمْ مِصْرَ أَمْ سورْية...؟

نَهَرَتْنِي ناصِحَةً: ولِمَ تُريدُ مِنَ الآنَ أنْ تَعْرِفَ؟!..لا تَكُنْ مُتَسَرِّعاً، وانْتَظِرْ قَليلاً، فَالْعُطْلَةُ سَتَحُلُّ قَريباً!

عَمِلْتُ بِنَصيحَتِها، وبَقيتُ أَنْتَظِرُ، الْيَوْمَ غَداً، إلى أنِ اجْتَزْتُ الاِمْتِحانَ، ونَجَحْتُ بِتَفَوُّقٍ كَبيرٍ. فَأَتَيْتُها فَرِحاً:

عَلَيْكِ أنْ تَفي بِوَعْدِكِ، ألَيْسَ كَذَلِكَ، ياجَدَّتِي الطَّيِّبَةَ؟

هَزَّتْ رَأْسَها مُوافِقَةً: طَبْعاً، وهَلْ تَظُنُّنِي أُمازِحُكَ؟

إذَنْ، أيْنَ سَتُرْسِلينَنِي؟

أَطْرَقَتْ تُفَكِّرُ وتُفَكِّرُ، ثُمَّ قالَتْ: مارَأْيُكَ في أَنْ تَزورَ (الصّومالَ)؟

قَفَزْتُ في مَكانِي صائحاً، كَأَنَّ ناراً لَسَعَتْنِي:

اَلصُّومالُ؟!.. وتَدَّعينَ أَنَّكِ لا تُمازِحينَنِي؟!

- .. أَلاتَعْرِفينَ أنَّ هُناكَ حُروباً طاحِنَةً؟!

- ولِهَذا لَمْ أَجِدْ خَيْراً مِنْها!

سَأَلْتُها مُسْتَغْرِباً: أَتُحَدِّثينَنِي بِأَلْغازِ؟!

رَبَّتَتْ على رَأْسي: لاتُنْكرْ أنَّنِي رَأَيْتُكَ مَعَ أَصْدِقائكَ في الْحَيِّ تُمَثِّلُ جُنْدِيّاً في ساحَةِ الْمَعْرَكَةِ، وأنْتَ تَحْمِلُ بُنْدُقِيَّةَ ومُفَرْقَعاتِ عاشوراءَ..!

قاطَعْتُها: ياجَدَّتِي، هَذا لا يَعْنِي أَنَنِي أُحِبُّ الْحَرْبَ، وإنَّما أَلْعَبُ أَحْياناً مَعَ أصْدِقائي، أيْ نُمَثِّلُ فَقَطُّ!

هَدَّأَتْنِي وطَمْأَنَتْنِي قائلَةً:

لا تَخْشَ سوءاً، فَأَنا سَأُحْضِرُ لَكَ مِنَ الْقَبْوِ جِلْباباً أَبْيَضَ، وَرِثْتُهُ عَنْ جَدِّي، ما أَنْ تَلْبَسَهُ، حَتَّى تَخْتَفِيَ عَنِ الأَنْظارِ تَماماً. وهَكَذا سَتَتَجَوَّلُ في كُلِّ أَنْحاءِ الصّومالِ، دونَ أنْ يَراكَ أَحَدٌ. كَما أنَّكَ سَتَلْتَقي بِطِفْلٍ صومالِيٍّ في سِنِّكَ، يَصْحَبُكَ خِلالَ الرِّحْلَةِ، وهُوَ أَيْضاً سَيَخْتَفي حينَما تَشْتَبِكَ يَداكُما. والآنَ، كَفى كَلاماً، وهَيَّا مَعي حالاً!

نَزَلْنا الْقَبْوَ دَرَجَةً دَرَجَةً، نَتَلَمَّسُ طَريقَنا في ظَلامٍ حالِكٍ، ونَحْنُ نَتَعَثَّرُ بِأَكْياسٍ وأَوانٍ وفِئْرانٍ، حَتَّى وَجَدْنا صُنْدوقاً خَشَبِيّاً مُزَخْرَفاً!

وبِالْكادِ فَتَحَتْ قُفْلَهُ، فَأَخَذَتْ مِنْهُ الْجِلْبابَ الأَبْيَضَ وأَغْلَقَتْهُ. ثُمَّ صَعِدْنا مِنَ الْقَبْوِ، وكَأَنَّنا كُنَّا نَحْفِرُ بِئْراً؛ فقَدْ تَراكَمَ عَلَيْنا الْغُبارُ وخُيوطُ الْعَنْكَبوتِ، ولَمْ يَعُدْ يَرى أَحَدُنا الآخَرَ إلاَّ بِصُعوبَةٍ!

قالَتْ لي، وهِيَ تَنْفضُهُ وتَعْطِسُ: حاوِلْ أَلاَّ تَخْلَعَهُ، كَيْلا تَنْكَشِفَ لَهُمْ!..وعِنْدَما تَلْبَسُهُ، قُلْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ: سَلَّمْتُ نَفْسي لِجِلْبابِي الْجَوَّالِ لِيَحْمِلَنِي إلى بِلادِ الصُّومالِ!

وبِمُجَرَّدِ أَنْ أَدْخَلْتُ جِسْمي فيهِ، وغَطَّيْتُ رَأْسي بِقُبِّهِ، اخْتَفَيْتُ عَنْ جَدَّتِي، بَلْ عَنْ عَيْنَيَّ، ولَمْ أَعُدْ أَرى إلاَّ الْخَواءَ!.. ثُمَّ رَدَّدْتُ الْجُمْلَةَ الْمَعْلومَةَ ثَلاثاً، فَوَجَدْتُنِي في (الْقَرْنِ الإفْريقي) تُحيطُ بِي الأُسودُ والنُّمورُ والتَّماسيحُ والْفِيَلَةُ والْحُمُرُ الْوَحْشِيَّةُ والْغِزْلانُ وأَفْراسُ النَّهْرِ، الَّتي كانَتْ تَأْتِي مِنَ الْغاباتِ الْكَثيفَةِ لِتَسْتَحِمَّ وتَشْرَبَ مِنْ نَهْرَيْ (جوبا) و(شَبيلي). إذْ ذاكَ تَمَنَّيْتُ لَوْ أَسْتَطيعُ أَنْ أَسْتَحِمَّ مَعَها، لَكِنَّنِي تَذَكَّرْتُ نصيحَةَ جَدَّتِي، فَخِفْتُ أنْ يَصيرَ جِسْمي الْفَتي لُقْمَةً سائغَةً بَيْنَ فَكَّيْ تِمْساحٍ!

وسَرَّحْتُ عَيْنَيَّ شَمالاً، فَرَأَيْتُ (خَليجَ عَدَنَ) و(جيبوتِي) تَحُدُّها بِثَمانينَ كيلومِتْراً، ووَلَّيْتُ وَجْهي نَحْوَ الشَّرْقِ والْجَنوبِ، فَشاهَدْتُ (الْمُحيطَ الْهِنْدِيَّ) وأمَّا في الْغَرْبِ، فَـ(أَثْيوبْيا) تَحُدُّها بِأَلْفٍ وخَمْسِمِئَةِ كيلومِتْرٍ، و(كينْيا) بِسَبْعِمِئَةٍ.

سِرْتُ قَليلاً، وإذا بِسَاحِلِها طَويلٌ، يَمْتَدُّ ثَلاثَةَ آلافٍ وثَلاثَمِئَةِ كيلومِتْرٍ، أَيْ الأَكْبَرُ في الْعالَمِ الْعَرَبِيِّ، والثَّانِي في إفْريقْيا. قُلْتُ في نَفْسي: يالَها مِنْ أرْضٍ خِصْبَةٍ!..لَوْ عَمَّها السَّلامُ والأَمْنُ، لَكانَتْ مِنْ أغْنى دُوَلِ الْعالَمِ الْعَرَبِيِّ!

في تِلْكَ اللَّحْظَةِ، وأنا أَتَأَمَّلُ هَذِهِ الأَرْضَ الطَّيِّبَةَ، لَمَحْتُ طِفْلاً صَغيراً في سِنِّي، نَحيلَ الْجِسْمِ، طَويلَ الْقامَةِ، بُنِّيَّ اللَّوْنِ، يرْعى جَمَلاً، فَتَقَدَّمْتُ مِنْهُ بِخُطًى بَطيئَةٍ:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ، أَخي!

فَالْتَفَتَ نَحْوَ صَوْتِي، ورَدَّ مُرْتَعِشاً: بِاسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ!.. مَنْ يُكَلِّمُنِي؟!.. وأَيْنَ أَنْتَ؟!

طَمْأَنْتُهُ، وهُوَ يُحَرِّكُ عَصاهُ في الْهَواءِ، يَميناً ويَساراً:

ـ لاتَخْشَ سوءاً، أَنا إنْسِيٌّ في سِنِّكَ، جِئْتُ في رِحْلَةٍ سِياحِيَّةٍ بِبِلادِكَ الْجَميلَةِ!

سَأَلَنِي مُتَلَعْثِماً: ولِماذا.. لاتَظْهَرُ، إذا.. كُنْتَ فِعْلاً.. إنْسِيّاً؟!

أَجَبْتُهُ باسِماً: هَكَذا تُريدُنِي جَدَّتِي!.. لَكِنْ، يُمْكِنُكَ أنْ تصيرَ مُخْتَفِياً مِثْلي!

تَلأْلأَتْ عَيْناهُ دَهْشَةً: أَحَقّاً تَقولُ، ياهَذا؟!

شَبَكْتُ يَدي بِيَدِهِ، وقُلْتُ لَهُ: اُنْظُرِ الآنَ، هَلْ تَرى جِسْمَكَ؟

لا، واللَّهِ!..إنَّكَ لا تَكْذِبُ عَلَيَّ!.. هَكَذا نَسْتَطيعُ أَنْ نَتَجَوَّلَ مُطْمَئِنَّيْنِ في كُلِّ أَنْحاءِ بِلادي!..أَلاَ قُلْ لِي: ما اسْمُكَ؟

عُمَرُ، وأَنْتَ؟

عُثْمانُ!..أُساعِدُ والِدي أَحْيانا في رَعْيِ هَذا الْجَمَلِ!

وسَكَتَ قَليلاً، قَبْلَ أَنْ يَزيدَ: ماذا تَنْتَظِرْ؟!.. هَيَّا نَرْكَبْهُ!

وبِخِفَّةِ أرْجُلِنا قَفَزْنا فَوْقَ ظَهْرِ الْجَمَلِ، فَصِرْنا، نَحْنُ الثَّلاثَةَ، مُخْتَفينَ. غَيْرَ أَنَّ بَعْضَ النَّاسِ كانوا يُحِسُّونَ بِحَرَكَتِنا، وكَذَلِكَ الْحَيَواناتُ الَّتي تَتَمَيَّزُ بِحاسَّةِ الشَّمِّ الْقَوِيَّةِ، لَكِنَّها لا تَسْتَطيعُ تَحْديدَ مَكانِنا!

سَأَلْتُ صَديقي عُثْمانَ: حَدِّثْنِي عَنْ تاريخِ بِلادِكَ، فَالْكَثيرُ لا يَعْرِفونَ عَنْها إلاَّ النَّزْرَ الْيَسيرَ!

اِرْتَسَمَتْ على شَفَتَيْهِ ابْتِسامَةٌ خَفيفَةٌ: حَقّاً ماقُلْتَ، أَخي!.. قَبْلَ الْقَرْنِ التَّاسِعِ الْميلادي، سادَ بِلادي الإسْلامُ واللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ، وهُما اللَّذانِ وَحَّدا قَبائِلَها الْمُتَفَرِّقَةَ، كَقَبيلَةِ (عيسى) و(إسْحاقَ) و(دارودَ) و(الْهُويَةِ) و(الْمَدْجانِ) فَحَكَمَتْها مَمْلَكَةُ (عَفَّةُ). ولَمَّا قَضى عَلَيْها الأَثْيوبِّيُّونَ في الْقَرْنِ الرَّابِعَ عَشَرَ، قامَتْ مَمْلَكَةُ (عادِلٍ) فَمَمْلَكَةُ (مُظَفَّرٍ).. وسَنَةَ 1887 غَزاها الْبريطانِيُّونَ والإيطالِيُّونَ لِيَسْتَوْلوا على ميناءِ (مَقْديشو) ويسْتَقِرَّ جُنودُهُما فيها، فَتَصَدَّى لَهُمُ الزَّعيمُ مُحَمَّدٌ عَبْدُاللَّهِ حَسَنٌ عامَ 1899. وفي 1 يولْيو 1960 نالَتِ اسْتِقْلالَها التَّامَّ.

ولِمَ سُمِّيَتْ بِهَذا الاِسْمِ؟

كانَ الْمِصْرِيُّونَ الْقُدامى يُسَمُّونَها (أَرْضَ الآلِهَةِ والْبُخورِ والْعُطورِ) والإغْريقُ والرُّومانُ (بَرْبَرا) والْمُسْلِمونَ مَرْفَأَ (زَيْلَعَ) يُصَدِّرُونَ مِنْهُ السِّلَعَ. وفي الْقَرْنِ الْخامِسَ عَشَرَ، أَمَرَ مَلِكُ الْحَبَشَةِ (أَثْيوبْيا) أَميراً مِنْ أُمَرائِهِ، اسْمُهُ (صومَّا) بِدُخولِها، فَسُمِّيَتْ بِاسْمِهِ. ثُمَّ زيدَ فيهِ اللاَّمُ وحُذِفَتِ الشَّدَّةُ، لِتَدُلَّ على مَعْنى (اِذْهَبْ واحْلُبْ) لأَنَّ بِلادي تَتَوَفَّرُ على ثَرَواتٍ حَيَوانِيَّةِ تُدِرُّ حَليباً، كَالْمَعْزِ والنُّوقِ والْبَقَرِ..!

مرَرْنا بِإحْدى الْبِناياتِ، فَرَأَيْتُ الْعَلَمَ الأَزْرَقَ يُرَفْرِفُ فَوْقَها، حَتّى يَكادَ يَخْتَلِطُ مَعَ لَوْنِ السَّماءِ، لَوْلا النَّجْمَةُ الْبَيْضاءُ الَّتي تَتَوَسَّطُهُ، فَسَأَلْتُهُ: ماذا تَعْنِي تِلْكَ النَّجْمَةُ الْخُماسِيَّةُ الْبَيْضاءُ؟

إنَّها تَرْمُزُ لِصُبْحٍ مُشْرِقٍ سَيَأْتِي لِتَتَوَحَّدَ فيهِ الْمَناطِقُ الْخَمْسُ الْمُكَوِّنَةُ لِوَطَنِي، الَّذي تَصِلُ مِساحَتُهُ سِتَّمِئَةٍ وسَبْعَةً وثَلاثينَ أَلْفاً، وسِتَّمِئَةٍ وسِتِّينَ كيلومِتْراً مُرَبَّعاً، ويَبْلُغُ سُكَّانُهُ تِسْعَةَ مَلايينَ نَسَمَةٍ، يَشْتَغِلونَ بِزِراعَةِ الذُّرَةِ والْقَمْحِ وقَصَبِ السُّكَّرِ وأَعْشابِ الْبُخورِ. وبِرَعْيِ الْغَنَمِ والْمَعْزِ والإبِلِ، وصَيْدِ السَّمَكِ. وبِصِناعَةِ الْجُلودِ والْمَنْسوجاتِ والسُّكَّرِ.. كَما أنَّ أَرْضي تَدَّخِرُ مَعادِنَ، كَالْحَديدِ والْقَصْديرِ...!

قُلْتُ لَهُ: حَسَناً، هَيَّا بِنا نَزُرْ مُدُناً صومالِيَّةً!

أَشارَ إلى إحْدى الْمُدُنِ الْكَبيرَةِ الْمُقامَةِ على شاطِئِ الْبَحْرِ: اُنْظُرْ!..هَذِهِ (مَقْديشو) عاصِمَةُ وَطَني، تُطِلُّ على الْمُحيطِ الْهِنْدِيِّ بِمينائِها الْعَصْرِيِّ ومَطارِها الدَّوْلِيِّ. وتَتَمَيَّزُ بِشَوارِعِها الْفَسيحَةِ، وأَسْواقِها وحَدائِقِها، ومَتْحَفِها الرَّئيسِيِّ (جَريزا) الَّذي يَعْرِضُ لِزائِريهِ مُؤَلَّفاتٍ مَخْطوطَةً ووَثائِقَ تَحْريرِ الْعَبيدِ، وبَعْضَ التُّحَفِ التّقْليدِيَّةِ. وهَذِهِ (بَيْدَوا) يُسَمُّونَها (سَويسْرا) لِجَمالِ بِناياتِها وسِحْرِ طَبيعَتِها، ولِجَوِّها الْمُعْتَدِلِ والصِّحِّيِّ، الَّذي يُغْري مَرْضى الصَّدْرِ والسُّكَّرِ والْقَلْبِ والْهُزالِ لِقَضاءِ أيَّامٍ بَيْنَ أَحْضانِهِ. فَهُناكَ يَجِدونَ الرَّاحَةَ والْهُدوءَ، وأَنْواعاً مِنَ الْفَواكِهِ النَّافِعَةِ لأَجْسامِهِمْ، كَالتِّينِ واللَّيْمونِ والْمَوْزِ، والْبابايْ (فاكِهَةٌ خَضْراءُ، وصَفْراءُ كَالْمانْجو، ذاتُ رائِحَةٍ زَكِيَّةٍ، تُساعِدُ على الْهَضْمِ، وتَقْضي على الدِّيدانِ في الْمَعِدَةِ والأَمْعاءِ، وتُقَلِّلُ مِنْ خَطَرِ الإصابَةِ بِأَمْراضِ الْقَلْبِ والسَّرَطانِ)..كَما يَكْـثُرُ فيها الْعَسَلُ الأَبْيَضُ..!

قاطَعْـتُهُ مُتَعَجِّباً: اَلْعَسَلُ الأَبْيَضُ؟!..أَنا لاأَعْرِفُ إلاَّ الْعَسَلَ الأَحْمَرَ!

رَدَّ بِابْتِسامَةٍ: قالَ عَنْهُ تَعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} يَحْتَوي على أَكْثَرَ مِنْ سَبْعينَ مادَّةً عِلاجِيَّةً ووِقائِيَّةٍ. كَما يُسَمُّونَ بَيْدَوا (هِبَةَ الْعُيونِ) لِوُجودِ مَنابِعَ مائِيَّةٍ عَذْبَةٍ صافِيَّةٍ!

أَرْسَلْتُ عَيْنَيَّ بَعيداً، فَشاهدْتُ مدينَةً صَغيرَةً، يَخْتَرِقُها نَهْرٌ هادِئٌ، فَسَأَلْتُهُ: ما اسْمُ هَذِهِ الْمَدينَةِ، ذاتِ الْمَراعي الْخُضْرِ؟

إنَّها (جَوْهَرُ) نِسْبَةٌ إلى ذَلِكَ الْمَعْدِنِ الْكَريـمِ الْغالي الَّذي تَتَزَيَّنُ بِهِ النِّساءُ، لأَنَّ اللَّهَ مَنَحَها حَدائِقَ وبَساتينَ غَنَّاءَ، مَفْروشَةٍ بِالْوُرودِ والزُّهورِ، وأَشْجارِ الْفَواكِهِ. وأَمَّا النَّهْرُ، فَهُوَ (شَبيلي) ثانِي أَكْبَرِ الأَنْهارِ بِوَطَني، يَسْقي حُقولَ قَصَبِ السُّكَّرِ!

وهُناكَ مُدُنٌ أُخْرى، مِثْلَ (هَرْجيسا) عاصِمَةِ الشَّمالِ، و(بَرْبَرا) الْمَدينَةِ التَّاريخِيَّةِ الْواقِعَةِ على خَليجِ عَدَنَ، و(كِسْمايو) الْقَريبَةِ مِنَ الْمُحيطِ الْهِنْدِيِّ، و(بوصاصو) الْمَرْكَزِ التِّجارِيِّ بِأَقْصى الشَّمالِ.

ولَمَّا بَرَدَ الْهَواءُ، وحَلَّ الْمَساءُ، وبَدَأَتِ الشَّمْسُ تَخْتَفِي وَراءَ (جِبالِ سورْدْ إدْ) الْتَفَتُّ إلى عُثْمانَ مُوَدِّعاً:

شُكْراً لَكَ، صَديقي، وأَدْعوكَ إلى زِيارَتِي، فَنَحْنُ أَخَوانِ، مَهْما طالَتِ الْمَسافَةُ بَيْنَنا!

ثُمَّ رَدَّدْتُ بَيْننِي وبَيْنَ نَفْسي: سَلَّمْتُكَ نَفْسي، جِلْبابي، لِتَعودَ بِي مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ الْخصيبَةِ إلى بِلادي الْحَبيبَةِ!

في الْحينِ، وقَبْلَ أَنْ أُكْمِلَ جُمْلَتِي، وَجَدْتُنِي مَاثِلاً بَيْنَ يَدَيْ جَدَّتِي، فَسَأَلَتْنِي بِعَيْنَيْنِ مُتَلأْلِئَتَيْنِ :

هَلْ أَعْجَبَتْكَ الصُّومالُ؟

أَجَلْ، يا لَهُ مِنْ بَلَدٍ ساحِرٍ!.. ولَمْ تَغِبِي عَنْ ذِهْنِي وأنا أَتَجَوَّلُ بَيْنَ رُبوعِهِ الْجَميلَةِ، فَقَدْ أَحْضَرْتُ لَكِ مِنْهُ حَبَّةً شَهِيَّةً مِنْ فاكِهَةِ الْبابايْ!

أَطْلَقَتْ ضَحْكَةً عالِيَةً، وقالَتْ مازِحَةً: إذَنْ، هيِّئْ نَفْسَكَ، فَسَأُرْسِلُكَ في الْعُطْلَةِ الْقادِمَةِ إلى جَزيرَةِ (الْواقْ واقْ)!


العربي بنجلون
مجلة العربي الصغير - عدد نوفمبر 2010م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيرالمهاجر
عضو نشيط
عضو نشيط
الطيرالمهاجر


تاريخ التسجيل : 13/04/2009
العمر : 76

جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Empty
مُساهمةموضوع: رد: جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون   جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالسبت ديسمبر 18, 2010 4:26 pm

قصة رائعة استجولنا بها العربي وقد استمعت كثير ومعي عمي .. وأدركنا جمال الأرض الأفريقي في عالمه العربي الأسلامي .. كنا متابعين ومن روعة في السرد لم نعلم السر للجده الكريمة .. فحدّثنا شعور فيه من الصدق ولا يقبل بغيره كما احسب الجميع إن ارادوا النجاة من واق الواق ..
فليس كل مرة تسلم الجرة .. نطالب للهدهد أن يعود من جديد حتى يصلح ما افسده الجميع وإن كان اخوه .. حتى ينجوا الجميع ونسعد الجدة بنت السعيد .. استاذي العربي العربي الكبير :
رفضت نفسي أن تملي غير ذلك فحتى لو كنت الصغير إلا إنك تبقى كبير .. حبيت بعد أن قرأت القصة الجميلة أن أشعرك أني قرأتها وما كنت مُعلق لولى ذلك ليس إلا لروعة القصة فما عساني أن أخط بعد هذا التنقل والجمال الفريد لهذا الكاتب المبجل ..!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالجليل عبدالغني قرطيط
قلم ذهبي
قلم ذهبي
عبدالجليل عبدالغني قرطيط


تاريخ التسجيل : 17/11/2010
العمر : 47

جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Empty
مُساهمةموضوع: رد: جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون   جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالأحد ديسمبر 19, 2010 4:30 am

قالَتْ جَدَّتِي باسِمَةً، وهِيَ تُدَغْدِغُنِي في إبْطي: أَعِرْنِي أُذُنَيْكَ، واسْمَعْنِي جَيِّداً، أَيُّها الشُّوَيْطِنُ




ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
تسلم أخي (العربــ الصغير ــي) على هذة القصة الروعة التي امتعتنا بما فيها من جمال وضحك





جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون ALeqM5jwbYjJd9TKfyUC07GSx3Arux2ekQ?docId=photo_1291892296623-1-0&size=l
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صقر
عضو مميز
عضو مميز
صقر


تاريخ التسجيل : 24/11/2010
العمر : 44

جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Empty
مُساهمةموضوع: رد: جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون   جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون Emptyالأحد ديسمبر 19, 2010 3:32 pm

مشكور اخي العربي الصغير على القصه الجميله والشيقه والتي تحكي قصه بلاد عربي واسلامي عزيز على قلوبنا وهوى الصومال الشقيق
اخي لقد ابدعة بصيغ القصه وبلاغة العبارت ودقة المعاني

ان الصومال بلاد غني بخيراته الطبيعيه وموقعه الجغرافي الاستراتيجي المميز

ان لدى الصومال ثروه طبيعي وخيرات عظيمه وهي الانهار والسهول والثروه الحيوانيه الكبيره التي تستطيع ان تغذي العالم العربي وتزيد ان استغلات واستقر البلاد نسال الله تعالى ان يعين اهله ويديم الامن والامان عليهم ويبعد عنهم الفتن والتفرقه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جَوْلَةٌ في الصُّومالِ!.. بقلم: العربي بنجلون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  حكايات الحيوان .. بقلم: السيد نجم
» الاستاذ الفاضل العربي العربي على كرسي الاعتراف
» العربي في حوار مع الشباب العربي
» أردغان درس آخر. بقلم / علي الظفيري
» حقوق الرجال بقلم امراة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربــي منتديــات كل الـعـرب  :: الأسرة والمجتمع :: الطفــــــل-
انتقل الى: