حقيقة هي ورقة عمل متكامله لكنها وللأسف الشديد لن تخرج عن كونها مجرد تمنيات نطمح جميعنا تحقيقها عملياً على أرض الواقع، وبداية الشعب الفلسطيني ينادي اخوته ليذكرهم بواجبهم بنصرته فهو جزء من هذه الأمة التي يجب عليها الاضطلاع بمسؤوليتها والتخلي عن صمتها وموقفها السلبي تجاه ما يجري في فلسطين من قتل ممنهج للانسان والارض على حد سواء، فوقوف الامه الاسلاميه بجانب الشعب الفلسطيني هو واجب تخلت عنه وتركته وحيداً في معركة الشرف ضد الصهيونيه التي تستبيح كل عالمنا ولن تتوانى عن احتلال المزيد من اراضينا ان بقينا ساكتين.
اقتصاديا: للاسف هناك مستثمرين عرب لكنهم يستثمرون لدى الكيان الصهيوني من اجل البحث عن الربح المادي فقط فهذا ما يمثله لهم الاقتصاد ولا معنى عندهم لما يمر به الشعب الفلسطيني او اي شعب اخر المهم بالنسبة للربح والخساره وتضخيم الحسابات البنكيه.
اما المقاطعة فللأسف الشديد نرى بأم اعيننا شعوبنا تلهث خلف كل ما هو مستورد وهي تعلم علم اليقين بأن هذه المؤسسات ان لم يكن كلها فمعظمها صهيونيه تخصص جزء كبير من ارباحها لدعم الكيان الصهيوني الذي يقتل ابنائنا، بمعنى ان مواقفنا تحمل صفة النفاق لأننا نثور ونغضب لكننا بنفس الوقت ندعم ونقتل واسواقنا مستباحه من محيطها الى خليجها للسلع الصهيونيه وبعض دولنا لتمعن بخداعنا تساعد الصهيوني بأن تخفي اسمه وتضع اسماء شركات وهمية باسماء عربيه.
ماديا: من يفرض الحصار على غزه لتجويعه وقتله بشكل بطيء لا يمكن له ان يساعد مادياً وحتى التبرعات التي يمكن جمعها من الشعوب العربيه تذهب باتجاه واحد للسلطه الفلسطينيه ليذهب الى جيوب المتنفذين وارصدتهم في الخارج اما الشعب فلا يصله شيء (في الغالب) حتى لا يكون هناك تعميم لكن هذا لا يمنع تقديم المساعدات بالنسبة لغزه ودخول الوفد البحريني لغزه خير دليل على ان بامكان الدول العربيه “لو ارادت” ان تقدم المساعدات الكبيره، ونذكر حينما كسر اخواننا الحصار لم يجدوا من ينتظرهم على الحدود المصريه الا قوات الامن التي حاولت مجبره ولم يُقدم لهم المساعدات من دولنا التي تهب لمساعدة حديقة حيوانات في لندن او انقاذ شركه امريكيه من الخساره او شراء طائرات شخصيه او نوادي ر ياضيه.
اما بالنسبة للمجالات السياسيه فبالتأكيد الكل يعلم مدى ما تمارسه الانظمه من قمع وما تثير لها قضية فلسطين والتضامن مع شعبها من حساسيه تستنفر لها اجهزتها الامنيه وتستخدم كل وسائلها القمعيه بوجه شعوبها، تمنع المظاهرات، المؤتمرات، المهرجانات ولا تكتفي بذلك بل تزج بسجونها كل من يعلن تضامنه مع قضية الامة وهذا بلا شك كجزء من مخطط يُراد منه نسيان القضية التي تجتمع عليها الامة والامثله في هذا المجال لا تنتهي، فكيف اذا توصل الامر لفتح الحدود العربيه؟ بالتأكيد هذا لن يحدث في حتى في المستقبل القريب، لأن دولنا أصبحت تتغنى بقطريتها وتغرس باذهان ابنائها حب الوطن بطريقه معيبه باعتباره منفصلاً عن باقي الامه ليتقوقعوا داخل حدود وهميه زرعها الاستعمار عندما خطها بقلم رصاص ودار ظهره ومشى لكننا لم نتركها وتشبثنا بها واصبحنا ندافع عن انتهاكها من قبل اخوة لنا متناسين ان الارض التي فتحها سلفنا الصالح لن تكون يوماً ملكية خاصه لأحد فهي لمجموع المسلمين بلا استثناء يجوبونها بلا هوية او جواز سفر، تلك الحدود الوهميه تباكى عليها اصحاب الاقلام الصفراء حينما دخل اخواننا في غزه للأراضي المصريه ليستقبلهم اخوتهم على الجانب المصري بكل ترحاب وموده، وغاب عنهم ان الصهيوني ينتهك كل اراضينا ويدخلها بلا ختم جواز سفر، اليست هذه مفارقه عجيبه، نمنع اخواننا ونفتح حدودنا لمن يقتلنا ويستبيحنا ولا يرضى الا بأن يتمدد ليسلبنا ما بقي لنا. بكل أسف لن تُفتح الحدود وستقيم الدول جدران عازله كتلك التي تتلوى بأرض فلسطين من قبل الصهيوني، أصبحنا نمارس نفس ما نرفض ونتغنى بدول كرتونيه استقلالها وهمي.
المجالات الدينيه: اعتقد بأن حال الامه لا يخفى على احد، وبالذات اقصد علماء الامه، القاده الحقيقيون في ظل غياب القياده، لكنهم ايضا غائبون الا في مناسبات تسمح بها الدول، فأين كلمة الحق مما يجري لأخواننا في فلسطين اليس هذا الصمت للعلماء مريباً، من أولى الناس بقيادة الامة غيرهم، شخصياً اتحفظ على كل علماء الامة بلا استثناء فدورهم لا يرقى لمستوى رجال الدين البوذيين في بورما الذين قادوا ثورة الشعوب ضد النظام واخضعوه لرغبتهم. هذا أقل ما يمكن ان يقدموه لهذه الأمه. أمه تعدادها يفوق المليار وتنتهك بطريقه معيبه وبصمت مخزي، من يرضى بهذا الا امة ضعيفه تمسكت بعروبتها على حساب دينها. وقل ما شئت بالنسبة للاعلام ولن نقول عنه صهيوامريكي لكن بكلمه واحد سأقول بأنه ينحاز ضد قضايا الامة ومن يملك دليل على غير ذلك فليأتيني به وعندها سأناقشه لعلي اكون على خطأ.
الاصل بهذه الامه ان تتكاتف وتكون امه واحده كما يفترض بها على الاقل لترعى ابنائها بكافة المجالات بغض النظر عن الانتماء الوطني.
اعتذر عن الاطاله لكنه بحث لا يمكن تخطيه ابداً
تحياتي لك اخي صلاح الدين ودمت بألف خير