بعد مضي نحو أسبوعين على إسدال الستار في قضية الرضيع عبد القاهر- الشهيرة (بعملية الختان) الطبية التي قضت فيها محكمة شرقتعز بتغريم الطبيب بمبلغ 26 مليون ريال ينفتح الستار مرة أخرى في قضية اخرى مشابهة بفارق إن "صلاح الدين عارف"- 7 سنوات- أجريت له عملية طبية لإنزال الخصيتين فلم تنزل إلى يومنا هذا منذ أجراء العمليتين في شهر أغسطس الماضي، حسب تأكيدات أطباء وشكوى والده إلى مكتب الصحة، والسكان وتوجيه الأخير باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المستشفى- تتحفظ "نبا نيوز" على اسمه- وعرضها على اللجنة الطبية.
دخل صلاح الدين عارف– المستشفى طالبا الفحص والمعاينة الطبية جراء ارتفاع الخصيتين منذ الولادة. يقول والده: بتعاون الجمعية الخيرية قمت بأجراء عملية إنزال الخصية اليمنى في المستشفى وتم التنسيق لإجرائها في 20 رمضان الفائت, مضيفاً:- قال الأطباء إن ابني يحتاج إلى عملية إنزال الخصيتين مع بعض وكان جوابي:- انتم اعلم
وبفترة لا تزيد عن ربع ساعة قال الأطباء:- لقد تم أجراء العمليتين واخرجوا ولدي من الغرفة وقالوا إن العملية ناجحة 100 %, وأكد: إن مكتب الصحة أشار عليه (بكلمة صلح) مع الطبيب دون النظر إلى ما جري لولده واتخاذ الإجراءات اللازمة. واختتم قائلا:- فجأة سمعت الدكتور نفسه يتحدث عن حاجة ولدي لإعادة أجراء العمليتين من جديد وكأن ولدي (دخل مشرحة للتعليم) في حين أصبح ولدي في حالة صحية سيئة ومتدهورة جدا فالبول لا إرادي وقضيبه لا ينتصب ويتألم ليلا ونهارا منذ أجراء العمليتين وحتى اليوم- طبقاً لتصريحاته لـ"نبأ نيوز".
وفي اطار مواجهة الاخطاء الطبية المتكررة قامت مجموعة من المحامين والمحاميات بتشكيل لجنة تطوعية في تعز للدفاع عن حقوق المرضى لمواجهة الأخطاء الطبية التي تقع في المستشفيات والمستوصفات الخاصة والحكومية والعيادات الخاصة والمراكز الطبية.
وقال المحامي أسامة عبد الاله سلام الأصبحي- رئيس مؤسسة العدالة للمحاماة والاستشارات والتدريب- لـ"نبأ نيوز": أن اللجنة تشكلت من عشرة محامين وخمس محاميات متطوعين لرفع الدعاوى أمام الجهات القضائية لتحصيل حقوق المرضى الذين يتعرضون للإيذاء بسبب أخطاء طبية ناتجة عن إهمال أو تقصير في العلاج خاصة وأن المرضى يصعب عليهم إثبات الخطأ الطبي بدون مساعدة قانونية.
وجاء تشكيل اللجنة بعد تعرض عدد من الأطفال في مدينة تعز لعمليات طبية خاطئة كان اشهرها عملية الختان التي أجريت للرضيع عبد القاهر في مستشفى الثورة العام بتعز ونتج عنها بتقرير اللجنة الطبية بتر عضوه الذكري ما دفع والده إلى مقاضاة المستشفى والطبيب المختص بمساعدة قانونية من مؤسسة العدالة للمحاماة والاستشارات والتدريب ليتم حسم جولة المقاضاة التي استمرت طويلا بحكم لصالح الرضيع قضى بتغريم الطبيب مبلغ 26 مليون ريال. .
المشهد الطبي والصحي بمدينة تعز سجل حوادثاً أخرى في صفحة الأخطاء الطبية التي كان معظم ضحاياها من الأطفال والرضع الصغار.. وفيما لقي محمد لطف قاسم العمراني- 11 عاما- من أهالي قرية العمارنة شرعب السلام محافظة تعز، ربه بعد اجرائه عملية اللوزتين في احدى المستشفيات الخاصة الواقعة بمديرية القاهرة, استغاث محمد دحان العبادي- من أهالي مديرية السياني محافظة اب طالبا النجدة والانصاف لشقيقه "رياض"- 9 سنوات- من احد المستوصفات الخاصة التي كان قد دخل اليها في محاولة لانقاذه من موت محقق على اثر حادث مروري اليم وقع بالقرب من مزرعة سابحة للدواجن القريبة من مدينة القاعدة.
وتلك الطفلة "أميمه" التي تعرضت لخطأ طبي فادح بعد دخلوها احد المستشفيات العامة في المدينة لإجراء عملية استئصال ورم في عمودها الفقري فخرجت وقد فقدت قدميها مما أدى إلى إصابتها بشلل تام أقعدها عن الحركة التامة.. وخرج (رعد) ذي الست سنوات طالب في مدرسة الزبيري مديرية المظفر وقد بترت اصابع قدمه اليمني بعد اجراءه لعملية جراحية في مستشفى مختلط في مديرية القاهرة مدينة تعز.. لتتكرر الاخطاء الطبية في تعز بشكل خاص واليمن بشكل عام بالرغم من وجود مجلس طبي اعلى ووازرة صحة عامة ومليارات تنفق سنويا لهذا القطاع الذي يعاني من شلل تام في اكثر من مرفق بسبب سؤ الخدمات المقدمة وغياب الكوادر الطبية وفساد مستفحل يضرب صحة المواطن اليمني في الصميم.
وامام جهاز رقابة حكومي غائب، ومواطن مصاب بجهل صحي تام، يستمر مسلسل فتح الدكاكين الطبية التي زادت اخطاؤها الطبية، وغالبا ما يكون ضحايا من الاطفال الصغار الذين يدفعون أرواحهم أو مستقبلهم ثمناً للفساد الصحي..!!
|