تُعـاتبني وتُغـرِق فـي عتـابي
فـأُحْجمُ عن مُتـابعةِ الجـواب
وتُلـزمني التَّـرقّبَ كيـف تُنهي
على مَهَـلٍ مواضيـع العتــاب
فتنعتنـي بــأَنّي كـلّ يــوم
أُبـدِّلُ زهـرةً فـوق الثيــاب
وأَنـي أنتشـي في البُعْـد عنهـا
وأَنـي نحـوها أغلقـت بــابي
وأعشـق غيـرها , هـذا لأَنّـي
كسـوْت الشِّـعر باللَّون الضبابي
وأَنـي شـاعرٌ أدنـو فتبــدو
على شـفتيه ألـوان الرِّغــاب
وأقضي ليلتـي مـع زائــراتٍ
أتيْـنَ إلـيَّ من بيـن السَّـحاب
وتُسـهب في العتـاب كأَنَّ نفسي
تدق الشَّـر في عيـن الصَّـواب
وأَن مشـاعري أضحـت هبــاءً
وزهر الروض يشـكو من عقابي
فهـل حقـاً بقايـا العمر تكفـي
لنُنفقهـا بحــزنٍ واكتــئابِ ؟؟
أعيـدي للحيـاة بهـا صباهــا
ولا تسـقي الكهولـةَ للشــباب
فبعضُـكِ غيـرةٌ فيهـا عتــابٌ
وبعضـك مثل أزهـار الـرَّوابي
وبعض الغيـرة العميــاء تُفضي
إلـى هـمٍّ وقهـرٍِ واحتــراب
فـلا تَدَعي الوسـاوس حاكماتٍ
تقـود سـفيننا نحـو الخـراب
فعنـدي للحبيـبِ قـديـم عهـدٍ
كوشـمٍ لا يـزولُ عن الإهــاب
أُعـاهدهـا وتُلزمني عهــودي
بأَنْ تبقـى عروسـاً في كتـابي
وأعشـقُها ولم أعرفْ سـواهـا
تنافسـها وتُبحـر فـي عبـابي
وأُبقيهــا متوَّجــةً بقلبــي
تُوجـه نبضـه نحـو الصَّــواب
ويُسـعدني بـأنْ أبقـى حبيســًا
بصـدر حبيبتـي تحت الحجــاب
أُوَشْـوِشُ قلبهـا عن سـرِّ نفسي
عن الزَّفرات تخـرج في التهـاب
عـن الأيـام تجمعنـا سـويـًا
وتنثُـرُ سِـحرهـا فوق القِبـاب
وتمنحنـا مزيجــًا من حنــانٍ
وأشـواقٍ بطعــمٍ مُسـتطـاب
فيُبحـرُ مركـب الأحـلامِ همسـًا
إلـى شـطٍّ بأشــرعةٍ عِــذاب
فننسـى يومنـا والعمـر يمضـي
ونضحـكُ من سـويعات العتـاب