<table cellSpacing=0 cellPadding=0 align=left border=0><tr><td></TD></TR> <tr><td class=imageCaption>الأطفال يرسمون في ساحة المسجد</TD></TR></TABLE>
"لم أنم ليلة أمس وأنا أفكر بالرحلة إلى المسجد الأقصى للمشاركة في مهرجان الرسم، لقد وضعت كل التصورات لأرسم لوحة جميلة تعبر عن حبي للأقصى..".. بهذه الكلمات العفوية البريئة عبر الطفل الفلسطيني هلال الخطيب ابن الأعوام الثمانية عن شعوره، فيما كانت يده ترسم لوحة للقدس والمسجد الأقصى، مفترشا بلاط أرضية حرمه المشهور، هو ونحو 3500 طفل من أطفال "صندوق طفل الأقصى" وأولياء أمورهم، جاءوا من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948. بؤرة الاستهداف الأطفال اندمجوا في "مهرجان الرسم الأول لأحباب الأقصى"، الذي نظم في المسجد الأقصى وباحاته تحت شعار "بأناملهم نرسم الطريق إلى الأقصى"، وختم بمهرجان خطابي وفني في المصلى المرواني، ألقى فيه الطفل نسيم عرابي كلمة أشبال الأقصى قال فيها: "لقد بات المسجد الأقصى في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي بكل ساحاته وقبابه وأسواره، فزيفت الأسماء والأماكن، فصار حائط البراق يسمى حائط المبكى ظلما وتزويرا، وأضحت ساحات الأقصى مزارا للسائحين، تحته فراغ وفوقه خلاء، وفيه يسمع صوت المرابطين المقيمين فيه ليل نهار للدفاع عنه". المهرجان جرى تنظيمه برعاية "الهيئة الشعبية المقدسية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009"، وبإشراف ثقافي من قبل "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث"، في حين وفرت "مؤسسة البيارق" نحو سبعين حافلة عبر "مسيرة البيارق للمسجد الأقصى المبارك"؛ لنقل المشاركين من قرى ومدن الداخل الفلسطيني. خربشات طفولية آلاف الأطفال انتشروا مع أولياء أمورهم في ساحات المسجد الأقصى برفقة عشرات المرشدين، وتجمعوا منذ الصباح الباكر في المصلى المرواني، ثم تم تسليم كل طفل ورقة وألوان رسم، ليعبروا عما يدور في ذهنهم ويترجموا أحاسيسهم ومشاعرهم عبر "خربشات" طفولية طاهرة بريئة. قبالة صحن قبة الصخرة تجمع الأطفال ورددوا التكبيرات وهتافات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، ولم تثنهم محاولات شرطة الاحتلال الصهيوني إعاقة دخولهم على أبواب المسجد، حيث احتجزت هذه الشرطة البطاقات الشخصية لكل المرشدين، وأرجعتها فقط بعد انتهاء المهرجان، كما قامت باحتجاز كمية من أدوات الرسم، ورغم أنها حذرت المرشدين من ترديد الشعارات والتكبيرات داخل الأقصى، فإن آلاف الأطفال ومرشديهم جعلوا من التكبيرات والتهليلات داخل المسجد الأقصى وساحاته، أبرز فقرات المهرجان. في القلوب والعقول الشيخ علي أبو شيخة عضو الهيئة الشعبية المقدسية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، ومستشار الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني لشئون القدس والأقصى، قال في بيان إعلامي وصلت "إسلام أون لاين نت" نسخة منه: "الهدف من مهرجان الرسم هو أن يرسم أطفالنا معاناة المسجد الأقصى، ويرسموا أبنية وجدران المسجد المشققة بسبب حفريات الاحتلال الإسرائيلي، ويرسموا كيف يحاصر المسجد الأقصى وتنتهك حرمته من قبل هذا الاحتلال، كما أن في مهرجان الرسم الأول رسالة واضحة من أطفالنا أن المسجد الأقصى متجذر في قلوبهم وعقولهم، بالإضافة إلى أن هذه الفعالية هي فعالية رباط وحماية للمسجد الأقصى في ظل ما يجرى من حملات التهويد والاقتحام للمسجد الأقصى من قبل الجماعات والمنظمات الصهيونية المتطرفة، ونحن نأمل أن تتحول هذه الفعالية إلى مهرجان عالمي يرسم من خلاله أطفال العرب والمسلمين المسجد الأقصى وما يمثله أو يعاني منه تحت الاحتلال". رسومات الأطفال عبرت بشكل واضح عن حبهم للمسجد الأقصى، ولم يغب عنهم وضع الأقصى المحاصر والمحتل، حيث قاموا برسمه وهو مقيد، ولوحات أخرى رسمت بها قبة الصخرة وعلم فلسطين يرفرف فوقها. رمز السلام والأمان وفي المصلى المرواني أدى الأطفال وذووهم صلاة الظهر ثم أقيم مهرجان فني تولى عرافته الشيخ مهدي مصالحة الذي قال: "إن أشبال وزهرات فلسطين قاموا برسم المسجد الأقصى المبارك للتأكيد أنه مسجد إسلامي رغم الممارسات الإسرائيلية اليومية داخله"، مضيفا: نحن نرسم القدس والأقصى لأننا نعرفه ونرسم به السلام والأمان، أما الاحتلال إذا رسمه فهو يرسم القتل والظلام والدماء، متمنيا أن تفتح الحدود والسدود وتكسر الحواجز ليتمكن أطفال فلسطين وباقي أطفال العالم من الوصول إلى الأقصى وأداء الصلاة فيه. وتحدث باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ مؤيد العقبي، حيث أكد أن الأطفال عبروا من خلال رسوماتهم عن مدى حبهم وانتمائهم للمسجد الأقصى، وقال: "جاء الأطفال إلى المسجد ورسموا بأيديهم الطاهرة لوحات مختلفة؛ لأنهم هم حماة ومحررو الأقصى، مضيفا: من خلال الرسومات أعلن الأطفال عن مدى ارتباطهم بهذه الأرض المباركة. |