عندمـــا يهـــــــوي القمـــــــــــــــــر

تحية بعبق الفل وعوسج البرية وياسمين الحدائف ونرجس بطون الجبال وسوسنات الحقول لنافح الطيب و محمد علي وكل من قرأ هذه الصفحة ونثر دمعة أو قرأ الفاتحة أو جمح فرسه في دنيا الناس الذين عبروا إلى الضفة الأخرى ليستحموا في أشعة الشمس المبهرة أو يلتحفوا نور القمر الساطع في اللية المقمرة سلام عليكم

إقتراحك ياسيدي وبني سيكون محط نظري لعلي أستطيع أن أطرز بعض صفحات هنا من خيوط الشمس وبقدر مايسح به وقتي المشحون حتى الوجع بحب ودفء يحيطني إحاطة الإسورة بالمعصم من الجهات الأربع .. أشكر لكما هذا ألإقتراح وبارك الله فيكما وفي كل الأعضاء الطيبين

ربنا يحميك يا حنظلة الشموخ والإباء .. إضافة رائعة للدكتور الثائر والمعلم والأب لكل رواد الثقافة المقاومة في السعيدة التي كانت يوما ما سعيدة ولابد لها أن تعود وتبقى سعيدة مهما شطح الليل وعوت ذئاب الفساد والمفسدين المسعورة .. المجنونة

عندما يهوي القمر 2

عندما أشرق فيه الوطن وحـــنَّ إلى منبعه الصافي حيث السَّماء تتلاءلاء بالنجوم والأرض تشرق بالقامات التي مضت في سماواته أقماراً ونجوماً تلف كوننا بحزم ضوء يبصرنا بماضينا ومستقبلنا .. ركب الحلم ، وامتطى صهوة الشمس وأقبل مفعماً بالأمل .. يسكن فؤاده زمناً مبهراً حاكهُ من أوجاع الوطن ودروب الغربة .. وفواجع الليالي المشتعلة باللهب يحرق مسالك الجياع الحفاة في وطن الألق والشروق .. تسامقت روحه هـــواً مشتعلا ودرباً محفوفاً بشتى المخاطر.. فالزمن ضباب والناس لايعرفون بعضهم فلهم أسماءً أخر .. وأزمنة تتقاطع وأفكاراً ورؤى تتلاطم في الجرح الغائر في في خاصرة الوطن .. إبراهيم أفضى إلى الله في الليلة السوداء وسقط عن صهوة الفرس واللقاء المرتقب لضفتي الجرح ، واعتلى المهرة الليل ليسترسل الدم في النزف والجرح في الإتساع ويتنائى اللقاء .. يهوي أول الليل في حدقة الصبح وفجر كاد أن يشرق .. غير أن الدماء أمطرت الوطن وسافر الشهداء في عناق يتحدَّى الرصاص .. وسافر الحلم بين الضفتين يبحث عن أشواقه ويسري في الجرح بلسما يحدُّ من هذا الورم .. لكن ذئب الليلة ما زال والرّاعي بين مد وجزر وكر وفر.. وفي أحايين كثيرة يعمد الرَّاعي للإسترخاء في ظل من أزال وريف .. وفي أحايين أخر يعمد الرَّاعي في زحمة هموم عرشه إلى تأجير المستقبل لجيرانه ويرتاح في ضفته من الجرح .. ويتسيّد الذئب عندها ويبكي الوطن فرسانه ..
وفي تلك اللحظة التاريخية كان واحداً من الذين سلكوا الطريق المعاكس لتيار الغربة في الأصقاع السائد حينها .. جاء قامة عالية من قامات الأمل .. الفجر .. عاد إلى حضن الحبيبة وأفاقه لا تحدها حدود .. عانق القصيدة وسرى في الدم الأخضر .. بستان حب في حديقة الوطن .. ناخ الجمل وأسرج فرسه وركب البرق .. ومضى يوزع الحب في الوديان ويزرع الشمس عناقيدا تمشط الأرض من جلادها بشقيه الأسود .. والأسود ..
كأسك ياوطن ،، عمر المختار ،، الرسالة ،، عنترة ،، صلاح الدين الأيوبي ،، جمال عبدالناصر .. مسلسلات ووثائق تاريخية وجغرافية عن الوطن الكبير والألم الكبير والحب الكبير .. كانت تبث من موقده الذي أحرق قلب الليل وأشباحه واستولد الصبح وأفزع الذئبة المسعورة إذ بزغ للحمل الوديع نابا ومخلبا وعينا بصيرة تثقب الليلة الحالكة السواد ..وذات مساء هجم وحش الليل وأطبق حصاره على جبن الأباء وقلعة الشموخ .. أقفلت جميع المنافذ على الجرح النازف وأمطر الليل صواعقه على الحبيبة مطرا من رصاص ودم .. وتأتي قذائف الهاون وكواتيش الدماروالقذائف الصوتية من هناك .. من حيث اسرج الليل ذئابه .. تسقط دونما إنذار فتقع على الجرح جراحا مفتوحة لنزيف الوطن.. فيهوي فلاح في مزرعته .. وطفل يحلم بقمر يحتضنه وسنونوة يقبلها وقطعة حلوى يداعبها بين فكيه، ولعبة تأخذه إلى عالم السحر والخيال .. وأمرأة تعد الطعام للصغار تهوي قبيل استواء العجينة مضرجة بالدماء .. وجمال وحمير وأبقار وبهائم
تسعة أشهر من الحصار المحكم .. ثلاثمأة وعشرون يوما من الجوع والمرض والخوف والترقب للمجهول غادرنا فيها كوكبة من الشهداء .. تسعة أشهر استولد الليل بشقيه مخاضه فجاء الوليد شائها دمويا .. مؤلما .. نزفت جبن خيرت رجالها .. وفي هذه الساعة من الألم والجراح شهدت ضفتي الجرح حراكا خفيا .. صقيعا وبركان .. فأما الصقيع ففتح للجرح بابا لسيل الشباب المدافع عن الأرض يمر في ليل الأرض وتمتصه صحاري الوطن .. وأما البركان ففتح فوهته الهوجاء على بقايا أمل محصور بين ضفتي الموت .. وسقطـــت جبــــن .. سقطت جبــــن ..
ووقع أسيرا بعد أن دُك المنزل الذي تخندق فيه وأسقطت أحجاره حجرا حجرا بمئات من قذائف الآر بي جي مضادات الدبابات .. مضى مع أسروه لكنه لم يعد .. وقبل أن يهوي القمر شهيدا في شعاب من الحلم أرسل قبلا مع عصفورة من الجنة رفرفت بجانحيها وسرت في الليلة الحزينة تسطر الآف القبل فوق سماء جبن والوطن الحلم ووجه الحبيبة وملاكين يرقدان ببراءة حيثما كان يرقد البطل ..الشهيد صالح العليي
يحلم بوطن يشرق فيه الوطن

..

أشكرك أخي وصديقي أبا عبدالناصر على مرورك الكريم وأرجو لك من الله الصحة والسلامة وأسأل الله أن يجعل كل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وباركك الله وإنهم إخواننا الذين غادرونا فليس أقل من أن نقول فيهم كلمة تسجل لهم ثباتهم على قيمهم وصدق الوعد عندهم وبسالتهم في الموقف وعند اللقاء باركهم الله وأسكنهم فسيح جناته

شكرا لإبنتي الكريمة مرورك الذي اسعدني كثيرا واشكرك على التعليق والتوضيح وأرجو من الله أن يعينني على أن يكون ماأكتبه مما يفهم بعيدا عن الترميز اسأل الله العون ولك السلام


والشكر موصول لنافح الطيب لمروره وتعليقه فله مني أصدق تحية .. تحية الوطن الواحد الذي بذر بذرته شهدائنا الأبرار الأبطال سلام الله عليك

عن الحبوب محمد

باركك الله أيها العربي الصادق وكم نحن في حاجة للصادقين لقد رسمت لنا هنا معالم مرحلة مأساوية من تاريخ المنطقة واليمن بشطريه والأمة الجريحة .. فأبدعت وتساميت وإنه لجرح دامي وألم دامي وجراح نزفت في مرحلة التشطير التي لن نسمح بعودتها وسنحمي الوحدة بأرواحنا فنحن الذين كنا ندفع الثمن نحن الجرح في خاصرة الوطن .. نحن دموع الأرامل والأيتام الذين فقدوا أعزَّ مايملكوه ولم يجدوا من يقف إلى جانبهم ويهون عليهم مصابهم وفجيعتهم ..
نعم سيدي العربي .. إن الوحدة خط أحمر .. ولن نقبل بالعودة إلى سؤة الماضي فهي عزائنا الوحيد .. وهي ثمن الدَّم الغالي الذي نزفناه .. وستحرسها أرواحنا حتى لو متنا مئات المرات ..
غير أن ذلك لا يعني التسليم بواقع الفساد والأستئثار بالسلطة .. نحن لسنا مع الفساد والمفسدين في الأرض صغروا أم كبروا .. نحن في صف الحق المطالب بتغليب سيادة القانون .. ودولة المؤوسسات والتبادل السلمي الحقيقي وليس الزائف للسلطة ولن نقبل بسوى ذلك ولن نسمح بأن يرفع الحاكم أو سواه في وجهنا سيف الأنفصاليين يهددنا بهم أو هم يهددونا بالأنفصال كلما رفعنا في وجوههم صوت الشعب التواق إلى مجتمع تسوده الديمقراطية الحقيقية فالشعب قد كبر على هذه الدعوات الرجعية .. والطفل الوليد قد شب وبلغ سن الرجولة وآن له أن يحمي نفسه
سيدي العربي .. في الماضي المشطر كنَّا الجرح المفتوح في خاصرة السعيدة .. وكان الدمار والموت والإرهاب يحكم سيطرته علينا .. وعندما كان يسجل الأرهاب المنظم ظربة موجعة لمناطقنا المسالمة، يرسل العرش عسكره علينا حملات تؤدبنا! نحن الذين نبكي شهدائنا .. فيأتي سيلا منهم يفتشوا فينا " الفيد " ويدخلوا منازلنا ليرتاحوا ويأكلوا طعامنا وملحنا ودجاجاتنا وحق القات !
وأذكر ذات مرة في بداية السبعينيات من القرن الماضي والوالد غائب .. ذهب البحر يشقى علينا كما قالت أمي .. نزلت حملة عسكرية بعد إنفجار مجموعة من الألغام ذهب ضحيتها مجموعة من شباب المنطقة من ظمنهم عبدالله بن عبدالله القفري إنفجر به لغم وهو يسوق حراثة ويحرث بها الأرض الطيبة .. واستشهد ومعه الحداد وجرح معهم عبدالله الشعيبي ، وانفجر لغم آخر بحراثه أخرى جرح جراح بالغة الأخ عباد الجبري .. وعندما وصلت الحملة وزعت على منازل المدينة لإيوائهم وأرسل منهم عشره ليبيتوا في منزلنا وبيتنا ليس فيه إلَّا نساء ونحن الأطفال .. قمت وإخوتي بإغلاق البيت من الخارج ووقفنا في الباب والأحجار في أيادينا مستعدة للتصدي لمن تسول له نفسه الإعتداء على حرمة المنزل حتى جآء الوالد عمر موسى أمين الحاره وحلَّ الإشكال بتوزيعهم على أماكن أخرى! ذكرني هذا بأطفال فلسطين أطفال الحجارة .. وذكرني هذا بحادث آخر .. في فترة التجنيد الألزامي في منطقة جبن نهاية الثمانينات وقبيل الوحدة المباركة كنت أزاول عملي الصباحي في المركز التعليمي عندما جائني من قال لي وهو يلهث " إلحق أولادك إشتبكوا مع العسكر ..! أي أولاد ياهذا ؟ صالح عشر سنوات وإبراهيم سبع سنوات لكني أخذت الأمر على محمل الجد .. وعد ت إلى البيت مسرعا فرأيت عجبا ومنظرا أدهشني .. كان صالح وإبراهيم يحملوا أحجارا ويحاصروا الضابط المسؤول ومساعده في زاوية من المكتب وبعض الأحجار كانت ملقاه على أرضية المكتب وحين رآني الضابط متجها ناحية الأولاد صاح بي دعهم لا تغضب عليهم .. هؤلآء رجال .. المشكلة أنه جاء بمجموعة من المجندين وتم تصويرهم وتصوير بعض المستندات ومن ثم أراد الخروج وهو يقول لهم سجلوا فوق الحساب وهم ليس في قاموس مفرداتهم اللغوي كلمة فوق الحساب فاعتقدوا أن الرجل إستصغرهم وأراد خداعهم فكان ما كان .. وعندما سألت أولادي فيما بعد عن الأمر قالوا لي تصورناهم عساكر من الذين يطاردون أطفال الحجارة في فلسطين ويسرقوا أرضهم ويهدموا منازلهم فتصرفنا كما يتصرفوا وكانت حينها الإنتفاضة الأولى في أوجها .. كان ضابطا مهذبا فله خالص التحية .. وسامح الله أولئك الذين تعاملوا معنا وكأننا بقرة حلوب وشياه وديعة تصلح لكل شيء الًّا أن تنال حقها في الحرية والعدل والمساواة وعدم المنَّ والأذى .. المشكلة أن اصحاب المصالح المستئثرين بها دون سواهم والذين ضاعت منهم .. يبحثوا عنها في الماضي الغابر .. ويتعاملون معنا بعقليات سادت ثم بادت .. المشكلة أنهم لم يستوعبوا الدرس .. الماضي .. درس أوجاع الوطن والمواطن .. الجراح المفتوحه في شروخ الوطن وأخير لا نعتقد أنهم استوعبوا أن الوحدة اليمنية بالنسبة للشعب الذي ذاق مرارة التشطير انّ الوحدة خط أحمــــــــــر ..
الوحدة لا رجعة عنها إذ أن الوحدة هـــي الثابت الوحيد .. والحكومات والزعامات والأشخاص متغيرات ليس لها ثبات ويمكن النظر فيها بل والثورة عليها .. ويبقى الوطن صرخة مدوية في ضميـــر الوطـــــن .. الوحــــــــــدة أو المــــــــــــوت .

سرورت كثيراً بهذا الاسلوب الراقي
والغني عن التعريف وأنا مل اصابعي
خانتني ولساني يعجز عن التعبير لك
يا قرت العين وضياها
لك مني باقة متنوعة من كل الازهار
والورود والرائحة الزكية
تقبل مروري السريع ولك فائق الاحترام والتقدير
يا ضوء مديرية جبن

رحمه الله الشهيد ناصر
وبارك الله فيك
وشكرا اخي العربي

شكرا للولد محمد عبد الحافظ وأبو عـــــادل مرورهما الكريم ولهما التحية وجزيل السلام