انا هنا ليس من اجل بذر التفرقة بين ابناء الوطن الواحد ، ولا من الداعيين للعنصرية المقيتة بين الفئات المختلفة العقائد على ارض اليمن الواحد ، وكلنا يمنيين يجب ان نحب لبعضنا الخير بشكل عام ، ولكن مادعاني الى كتابة هذا الموضوع هو الأنتماء الأديولوجي الخارجي الذي جعل من الساحة اليمنية بؤرة صراع بين هذه الفئات التي تدعي على انها تقاتل من اجل نصرة الأسلام ، وانا في اعتقادي ان الأسلام من تلك المعتقدات براء ولا له دخل في ما يجري ،
على سبيل المثال في تنظيم ,, الشباب المؤمن ,, الذي تربى تربية اصولية تقوم على تأويل التراث الشيعي ، سوى كان هذا التراث نصياً ام عملياً ، بما يخدم التوجهات الفكرية والسياسية لهذه الحركات الخارجة من عباءة الأصولية الشيعية المعاصرة .
وقد اهتم الحوثيون بأمرين لهما علاقة بالأصولية الخمينية في بعدها التأويلي ، البعد الأول هو تدريس مادة عن الثورة الأسلامية ضمن المادة التربوية للحركة الحوثية ، كان يدرسها محمد بن بدر الحوثي ، الأخ الأكبر لحسين الحوثي قائد التمرد المسلح عام 2004 ، والأمر الثاني هو تدريس كتاب ,, عصر الظهور ,, لمؤلفه الشيعي على الكوراني في الحوزة العلمية الشيعية في مدينة قم الأيرانية ، وقد تلقى اعضاء هذا التنظيم دروساً مفادها ان الأمام المهدي يتهيأ للخروج وان علامة ظهوره سوف تكون من خلال ثورتين تمهدا لهذا الظهور ، الأولى ايرانية ، والثانية يمانية ، وفي هذا التصور انه سوف يخرج رجل يماني يثور ، وبثورته تكون ممهدة لظهور الأمام المهدي ، ويقول الكوراني في كتابه هذا , وردت في الثورة اليمنية الأسلامية الممهدة للمهدي عليه السلام احاديث متعددة عن اهل البيت عليهم السلام .. وهي تؤكد حتمية هذه الثورة الممهدة لظهور المهدي عليه السلام وتنصره ، وهذه الرواية تقول ان الثائر اليماني اسمه حسن او حسين وانه سيخرج من قرية اسمها كرعة ، وكرعة مكانها في بني خولان قرب صعدة ، ولا يشكون ان من وقع عليه التأويل انما هو حسين بدر الدين الحوثي الذي أريد له ان يكون نواة ,, الثورة الأسلامية في اليمن ,, حسب التصور الأصولي الشيعي لهذه الثورة ، وحسين الحوثي هو من سيرفع الراية حتى يسلمها للأمام المهدي عليه السلام ، وعلى الرغم من مقتل حسين الحوثي الا ان اتباعه يعتقدون انما هو مختفي ولم يمت وسيعود لاكمال المهمة التي ستنتهي بظهور المهدي ، وقد شكك بدر الدين الحوثي في حواره ذات مرة ان ابنه مات مما دعم فترة الغيبة هذه لحسين الحوثي لدى العامة الذين يقبلوا بكل ماقالوه لهم سادتهم في بيئة محفوفة بالجهل والفقر والأمية ، في محاولة لمواصلة التأويل لأتمام سياستهم الهدامة بعيداً عن دقة التأويل من عدمها ، وقد وجدت الكثير من النصوص الذي يشهد اتباع الحوثي على ان سيدهم حسين الحوثي هو حجة الله في ارضه في هذا الزمان ، ويبايعونه على السمع والطاعة والتسليم والأقرار بولايته وأني سلم لمن سالمه وحارب لمن حاربه ، وهذا الفكر انما حل على اصحابه بالكوارث المتوالية على من تأثر بالأصولية الخمينية في نظرتها الخرافية للتأويل ، ويدعم ذلك سفر الحوثي الأب والأبن لايران ولبنان ولقاء عدد كبير من المراجع الخمينية في ,,قم ,, والحوثيين ليس الأولين في اتباع لمثل هذا الفكر الأصولي بل قد سبقهم الكثير من الحركات الأصولية المتطرفة في التاريخ الأسلامي تلك الحركات التي يجمع بينهم رابط ,, التأويل العنيف ,, المرتبط بالعنف وحتى الحركات الوطنية انما انبثقت من باطنها وهي الظروف ذاتها التي ادت الى ما وصولوا اليه ، وكذلك شخصية اليماني او ,, القحطاني ,, المذكورة في بعض الأحاديث الضعيفة يتنازعها مع الشباب المؤمن تنظيم اخر وهو تنظيم القاعدة الذي يذهب بعض اتباعه على ان ,, القحطاني هو اسامة بن لادن الذي اصوله يمانية ,, بينما يرى الحوثيين ان هذا اليماني انما هو حسين الحوثي الذي سوف يسلم الراية للمهدي عليه السلام حال خروجه ، اذاً مثل هذه الخرافات التي تجعل من ظروف الفقراء والجهلاء والأميين بيئة صالحة لنشر مثل هذه الأفكار الهدامة التي حلت على شعبنا المسكين بالمصايب وراح الكثير منهم ضحية فكر ليس من الأسلام في شيئ .
هذه المشاركة قد تكون الأخيرة كوني اخذت اجازة سنوية من المنتدى ولكم مني السلام .
التوقيع ( في الصميم )