اللواء عبدالله السلال يتحدث عن ثورة الضباط الاحرار باليمن
--------------------------------------------------------------------------------
الأخوة أعضاء منتدى جبن هذا اليوم أنقل لكم هذه المقابلة التلفزيونية للواء علي عبد الله السلال والتي بثتها قناة اليمن قبل فترة من الزمن كانت على شكل حلقات وكان يتحدث عن الثورة والثور وعن دور كل واحد من الضباط الأحرار بمافيهم والده المرحوم بأذن الله تعالى المشير عبد الله السلال نرجو لكم إطلاع مفيد من هذه المذكرة منقولة عن الكاتب (القدسي )من منتديات الفكر القومي العربي
اللواء علي عبدالله السلال عند قيام الثورة في 26سبتمبر عام 1962م كان من الضباط الشباب الذين اسندت اليهم مهام أدوها بنجاح من ضمنها القيام باعتقال الشخصيات التي كان لها ارتباط بالحكم البائد وحاولت مقاومة الثورة بعيد قيامها.. وكان له أدوار مشهودة في الدفاع عن الثورة خلال الخمس السنوات الاولى التي قاد فيها والده المشير عبدالله السلال رحمه الله مسيرة الثورة.. كما قاد المظاهرات المنددة بوصول اللجنة الثلاثية التي انتدبها مؤتمر الخرطوم بهدف إلغاء النظام الجمهوري وتم إفشال مهمتها لتبقى الثورة والجمهورية.بحديث كشف فيه معلومات جديدة عن أحداث الثورة وملابسات تلك الفترة، مؤكداً أن والده قائد الثورة المشير عبدالله السلال لم يكن يعلم أن انقلاباً سيقوم عليه في الخامس من نوفمبر 1967م في وقت كان يزور فيه عدداً من الدول لكسب الدعم للثورة وبإتفاق كل المسؤولين في الدولة على قيامه بهذه الزيارة، مؤكداً انه يحتفظ بوثيقة تحمل توقيعاتهم.في حديث مع (26 سبتمبر يتحدث عن الدور المصري في ثورة اليمن )
> حاوره: أحمد ناصر الشريف
> بداية حدثنا عن ذكرياتك حول فترة ما قبل قيام الثورة.. وكيف بدأت المخاضات الاولى لإحداث التغيير.. ولماذا لم تنظم الى مجموعة الضباط الأحرار؟
>> قلت أكثر من مرة وفي أكثر من حديث أنني لم أتمكن من الانضمام الى تنظيم الضباط الاحرار بسبب ابعادي عن صنعاء في بداية تشكيل التنظيم بحجة اختياري لافتتاح وتأسيس مركز شرطة في مدينة رداع.. وكنت قد فاتحت أحد افراد تنظيم الضباط الاحرار من ضباط الشرطة هو صديقي الشهيد البطل علي بن علي علاية حول رغبتي الانضمام للتنظيم قبل سفري، وذلك بعد ان سمعت من الاخ اللواء حسين الدفعي مدير شرطة باب اليمن سابقاً واحد ضباط التنظيم، بأن هناك تجمعاً للقوى الوطنية من صنعاء ومن ضباط القوات المسلحة بهدف الإعداد لقيام ثورة.. ولذلك فقد رجوت زميلي وصديقي الشهيد العظيم علي بن علي علاية ان يفاتح الاخوان خصوصاً رئيس الخلية الامنية برغبتي في الانضمام الى التنظيم لأقوم على الأقل بخدمة التنظيم لدى مشايخ واحرار رداع وامير مفرزتها النظامية وكان مسافراً معي الملازم ثاني عبدالله علي جسار شفاه الله.
وبعد أن غاب الشهيد علاية وقطع الاتصال بي لعدة ايام عاد ليخبرني بأن الانضمام لتنظيم الضباط الاحرار ليس بالسهولة التي اعتقدها او السرعة التي اتصورها.. حيث هناك سرية تامة وإجراءات هامة لابد من التأكد منها قبل قبول اي عضو في التنظيم حتى لو غادرت صنعاء.. وقال: إنه في غيابي سيبلغني بما تم أو انه سيمكنني من المشاركة في الثورة القادمة بإذن الله اذا تحدد موعدها عبر رسالة مع من يثق به او رسول مضمون محددداً الموعد بشفرة بيني وبينه مفادها ان كريمته ستزف الى زوجها يوم كذا وان عليّ سرعة العودة لحضور حفل الزفاف ولا قبول لأي عذر.. وقد نشرت رسالة الشهيد علي علايه في كتاب وثائق قيام الثورة الذي اصدره مركز الدراسات والبحوث بصنعاء ضمن اربعة كتب صدرت عن المركز.
اما كيف تمت المخاضات الاولى لقيام الثورة فقد ذكرتها لجنة تنظيم الضباط الاحرار في الكتاب الذي أصدروه باسم التنظيم، وهو اول وثيقة علنية للتنظيم لخصوا فيها نشأة التنظيم وذكروا المخاضات الأولى لإحداث التغيير ومن أراد أن يطلع على تفاصيلها انصحه بالرجوع الى هذا الكتاب الوثيقة.
تحري السرية
> متى نشأ تنظيم الضباط الاحرار وكيف تأسس وكيف كانت علاقة المشير عبدالله السلال بأعضائه؟
>> نشأة التنظيم بدأت في عام 1961م وقد تأسس على قاعدة تحري السرية التامة حفاظاً عليه من الاختراق اولاً وانكشاف خلاياه وقيادته ثانياً.. وبالعودة الى مذكرات والدي المرحوم المشير عبدالله السلال فقد بدأت علاقته بالتنظيم من خلال رسالة شفهية حملها للوالد المرحوم اللواء محمد الجرموزي الى الحديدة عندما كان الوالد مديراً لميناء الحديدة، وكان من أبرز ضباط التنظيم في بداية نشوئه اللواء حمود بيدر اطال الله في عمره.
ثم توالت الاتصالات بعد ذلك من قبل التنظيم بنزول الملازمين الشهيد علي عبدالمغني والملازم المرحوم ناجي علي الاشول الى الحديدة والاجتماع بوالدي هناك.
> ما هي المهام التي اسندت اليك ليلة قيام الثورة وبعدها؟
>> لقد تسلمت مهمة اسندها اليّ تنظيم الضباط الاحرار من أحد اعضائه البارزين والذي كان ضمن خلية اللواء حمود بيدر وهو الرئيس اول حسين محمد الدفعي مدير شرطة باب اليمن حينها وكانت المهمة محددة في اسماء من اقوم أنا وزميلاي الملازم الشهيد محمد الاشموري رحمه الله والملازم الشهيد علي الخولاني من تنظيم الضباط ومن ضباط كلية الطيران باعتقالهم.. وقد نفذنا المهمة بنجاح وقمنا باعتقال جميع من وردت اسماؤهم في القائمة وسلمناهم لقيادة الثورة والاسماء موجودة في مذكراتي الشخصية التي سأبدأ بنشرها قريباً ان شاء الله وقد ساعدنا في عملية الا عتقالات فريق مكون من خمسة اشخاص من قوات الامن، دعمنا بهم المرحوم الملازم علي شمسان رحمه الله اذكر منهم العريف احمد الترابي والعريف عبدالله الفراص وثلاثة جنود آخرين لم أعد اتذكر اسماءهم.
دور معروف
> ماذا عن دور المشير السلال في إذكاء الوعي الوطني خلال عمله مع نظام الإمام عندما كان قائد «الحرس الملكي»؟
>> لعل الدور الذي قام والدي به قبل قيام الثورة لإذكاء الوعي الوطني خلال عمله مع الإمام كقائد لحرس ولي العهد ثم مديراً لكلية الطيران وقائداً لفوج البدر ثم تعيينه مديراً عاماً لميناء الحديدة وعودته مرة أخرى لتولي قيادة حرس البدر ولي العهد هو دور معروف، فقد شارك والدي في اجتماعات عديدة كان يعقدها ضباط الكلية الحربية القدامى من خريجي الكلية الحربية في عهد البطل الشهيد جميل جمال العراقي ذلك القائد العسكري للثورة الدستورية عام 1948م ومنهم على سبيل المثال الملازم البطل الشهيد محمد عبدالله العلفي والملازم الشجاع الشهيد عبدالله اللقية اللذين انهيا خرافة قداسة الإمام الطاغية احمد وشجاعته وعدم القدرة على قتله فأقدما بفدائية متناهية بمحاولة اغتياله في مستشفى الحديدة.. وتلك المحاولة ازالت عقدة الخوف منه ومن نظام الإمامة وقادت الى التفكير في نشأة تنظيم الضباط الأحرار واقدامهم على القيام بثورة فدائية اعتبرها الخبراء العسكريون معجزة من معجزات التغيير في العالم العربي.
وقد ظلت اجتماعات والدي مع أولئك الضباط الذين انضم معظهم لتنظيم الضباط الاحرار ومنهم اللواء الشهيد محمد الرعيني واللواء حسين محمد الدفعي واللواء المرحوم احمد الجرموزي ومجموعة ضباط الكلية الحربية القديمة دفعة الشهيد جمال جميل، الى جانب مواصلة اتصالاته بتنظيم الضباط الأحرار من خلال الشهيد البطل علي عبدالمغني والشهيد البطل صالح الرحبي والمرحوم ناجي علي الاشول وكانت كل اجتماعاته مخصصة لمتابعة ما توصل اليه التنظيم وإذكاء الروح الوطنية والثورية في صفوف جميع من التقى بهم والدي قبل قيام الثورة.. ولعل أهم عمل قام به مع صديقه الوطني الغيور اللواء عبدالله الضبي اطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية.. هذا العمل الوطني الهام هو حماية التنظيم وأفراده من اختراق اجهزة الإمامة له والدفاع عن كل عضو فيه حتى لا يتعرض للمطاردة او الاعتقال وكشف كل المعلومات التي كانت ترفع لأجهزة الإمامة من قبل بعض الخونة من الضباط والمدنيين التابعين للحسن، الذين كانوا يدعون الثورية والوطنية وهم كانوا في الحقيقة مجرد جواسيس لولي العهد محمد البدر وغيره من القوى الرجعية الملكية التي كانت تتربص بالثوار والقوى الوطنية للإيقاع بها قبل تفجير الثورة المباركة.
وفي مذكرات المرحوم والدي اشارة صريحة لأمثال هؤلاء الذين لولا الاسراع في تفجير الثورة لأفشلوها بعد أن كشفوا كل اسرارها للإمام الجديد محمد البدر الذي تولى الإمامة بعد وفاة والده الطاغية الإمام احمد متأثراً بجراحه من الرصاصات القاتلة التي اطلقها عليه الفدائيان البطلان الملازم محمد عبدالله العلفي والملازم عبدالله اللقية.
متمسكون بالوصية
> لماذا حتى الآن لم تنشر مذكرات المشير السلال وهل الاشكالية في مضمونها أم اختلاف داخل الأسرة بشأنها؟
>> ليس هناك خلاف داخل الأسرة حول مذكرات والدي رحمه الله لا في مضمونها ولا حول ضرورة نشرها بعد أن اصبحت ملكاً للتاريخ ولأبناء الشعب اليمني.. لكن المشكلة الحقيقية هي في وصية والدي الذي أوصى رحمه الله بنشرها كاملة بدون التدخل في اسلوب كتابتها او سردها التاريخي او وقائعها التاريخية التي كشفت جانباً مهماً من محاولات افشال الثورة وكشف أسرار التنظيم من قبل أناس لايزال معظمهم أحياء.. وأنا متأكد أننا في نهاية هذا العام أو بداية العام القادم سنتمكن من التغلب على هذه المشكلة بإذن الله.
> هل تفكر بكتابة مذكرات باعتبار أنك أحد الضباط المناضلين والمشاركين في الدفاع عن الثورة؟
>> لقد كتبت مذكراتي فعلاً وبعض وقائعها مودع ضمن الوثائق المحفوظة في ارشيف جريدة "26سبتمبر" ولم يتبقَ لدي سوى بعض الذكريات رغم انني مقتنع قناعة كاملة بأنني لم أقم سوى بما يمليه عليّ واجبي الوطني وضميري الثوري وان العمل كان لله وحده تعالى.. ولم أفكر يوماً ما بالحديث عن دوري ليلة الثورة أو بعد قيامها رغم انه يستحق التسجيل والنشر بعد أن اصبحنا ملكاً للتاريخ واصبح ما عملناه ملكاً لأجيالنا القادمة ورغبة في الرد على المتطاولين ومدعي الثورية وسارقي الأدوار الحقيقية لمن صنعوا الثورة وشاركوا فيها.
الدور المصري
> الدور المصري كان محل جدل بين الثوار وكنت احد المشاركين في مسيرة ضد اللجنة الثلاثية التي أُقرت في مؤتمر الخرطوم عام 1967م وعلى أساسها تم سحب القوات المصرية.. هل تحدثنا عن ملابسات تلك الفترة؟
>> اقولها بتجرد وشهادة كاملة للتاريخ ان الدور المصري غير متحيز ولا متأثر بالاحداث الدامية التي حدثت بعد وصول اللجنة الثلاثية الى صنعاء.. هذا الدور هو الذي مكن الثورة اليمنية من الصمود والاستمرار حتى تحقيق الانتصار في حصار السبعين يوماً بفضل صمود ضباط القوات المسلحة وشبابها الخريجين من مدارس وكليات مصر واليمن على أيدي الخبراء العسكريين المصريين والدعم الشخصي المتواصل لزعيم الثورة العربية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر طيب الله ثراه.. ولقد تشرفت في تلك الفترة وبعد وصول اللجنة الثلاثية برئاسة المجموعة المسلحة من الحرس الجمهوري التي تولت ايقاف ملاحقة الضباط والجنود من الاشقاء ابناء القوات المسلحة المصرية.. ومنع مواصلة الاعتداء عليهم وانقاذ الجرحى ونقل جثث الشهداء بعد ان تمكنت مجموعات من القوات الملكية والحزبية المعادية للوجود المصري من تحريك مجموعات من خبراء الصاعقة والمظلات ودفعهم للاعتداء على الأشقاء من أبناء القوات المسلحة المصرية بحجة ان قائد الصاعقة الشهيد البطل عبدالرقيب احمد عبدالوهاب قد قتل على أيدي القوات المسلحة ومعه المرحوم حمود ناجي قائد المظلات، وهو ما أثار غضب جنود وحداتهما فأقدموا بالاعتداء على جنود الجيش المصري وضباطه ممن شاركوا في حماية الثورة والدفاع عنها.. فكانت تلك الاحداث وصمة في جبين ابناء شعبنا رغم ان المتظاهرين الذين خرجوا للتظاهر ضد اللجنة الثلاثية ورفض وجودها في بلادنا قد سجلوا موقفاً ثورياً وجمهورياً أفشل قرارات مؤتمر الخرطوم الذي كان من قراراته الخطيرة إقامة دولة اسلامية بدلاً عن النظام الجمهوري.
وقراراً آخر بإجراء استفتاء شعبي ليختار شعبنا النظام الذي يريد وهذان القراران اتخذا بدون مشاركة الجمهورية العربية اليمنية حينها أو وفدها الذي كان موجوداً أثنائها في الخرطوم مما دفع رئيس الوفد المشير الراحل عبدالله السلال رحمه الله الى رفض قرارات وقمة الخرطوم باسم الشعب اليمني والإصرار على الدفاع عن النظام الجمهوري والثورة اليمنية حتى لو فكرت مصر بسحب قواتها من اليمن.. وقد تمكن شعبنا وشباب القوات المسلحة والقوات الشعبية من المتطوعين من صد الهجمة الملكية الشرسة وتحقيق الانتصار النهائي للثورة والنظام الجمهوري الذي ماتزال اعلامه مرفوعة حتى يومنا هذا وإلى الأبد.. رغم مغادرة القوات المصرية التي تم سحبها لمواجهة العدوان الصهيوني على مصر بعد نكسة يونيو 1967م.
وما يزال الشعب العربي يواجه نتائج ذلك العدوان الوخيمة حتى اليوم.
قائد الثورة
> يثار دائماً حديث حول القائد الفعلي للثورة.. هل هو علي عبدالمغني ام المشير السلال؟
>> رغم اختلاف الروايات حول من هو القائد الفعلي والحقيقي للثورة السبتمبرية فإنني أؤكد أنه كان المرحوم المشير عبدالله السلال رحمه الله بعد ان تم انتخابه من قبل التنظيم وابلغ بذلك بواسطة الوالد المناضل والثائر الاول القاضي عبدالسلام صبرة والشهيدين البطلين الملازم علي عبدالمغني والملازم صالح الرحبي.. وبالنسبة للشهيد علي عبدالمغني والشهيد الشجاع محمد مطهر زيد فقد كانا أبرز ضباط التنظيم ومن قادته الاوائل الى جانب مجموعة من قيادات التنظيم كاللواء حمود بيدر واللواء صالح الاشول واللواء احمد الرحومي واللواء عبدالكريم السكري واللواء المرحوم عبدالله الجائفي وغيرهم من الهيئة القيادية العليا.
> كتابة تاريخ الثورة اليمنية تواجه مشاكل من المدعين.. كيف يمكن ان تتم كتابة تاريخ موحد للثورة حتى تتعرف عليه الأجيال الجديدة؟
>> لحسن الحظ هناك مذكرات ستظهر قريباً لمجموعة من اعضاء تنظيم الضباط الاحرار كاللواء حسين محمد المسوري واللواء عبدالله الراعي واللواء المرحوم عبدالله عبدالسلام صبرة وستساعد هذه المذكرات على اظهار الحقيقة وكشف الدور الحقيقي لصانعي الثورة وكشف الأدوار المزيفة لمن يدعون انهم صنعوا احداث الثورة وكان لهم أدوار في صنعها.
انقلاب 5 نوفمبر
> لو عدت بذكرياتك الى الأيام السابقة لإنقلاب 5 نوفمبر 1967م.. ماذا يمكن ان تقول.. وهل المشير السلال كان يعرف انه سيحدث عليه انقلاب؟
>> لقد كان المشير عبدالله السلال رحمه الله ضحية موقفه الوطني والثوري المتشدد في مؤتمر الخرطوم.. وكان لابد من إزاحته لأنه كان يمثل عقبة كأداء في طريق الحل الوسط الذي كان البعض يطرحه وهو اقامة دولة اسلامية بدلاً من النظام الجمهوري.. لكن الثوار او مخططي ومدبري انقلاب الخامس من نوفمبر عام 1967م والذين تولوا إزاحة السلال لم يمكِّنوا اصحاب هذه الفكرة من تحقيق هدفهم.. وقد كانت نصيحة المشير السلال لهم: ان حافظوا على النظام الجمهوري وتمسكوا بأهداف الثورة ولا يهم الاشخاص او من يحكم فليس الحكم وراثة او حكراً على شخص بعينه بعد ان انهت الثورة الحكم الإمامي الوراثي.. وليس معنى كلام والدي الذي أبلغه لقادة الانقلاب ونشر عبر وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية بعد قيام الانقلاب ان والدي كان يعلم انه سيحدث انقلاب ضده.. لأن رحلته الى مصر والعراق والاتحاد السوفيتي سابقاً كانت بموجب اتفاق مسبق مع نائبه القاضي عبدالرحمن الارياني على أن يذهب الى هذه الدول لطلب العون والمساعدة خصوصاً طلب سلاح الطيران من الاتحاد السوفيتي السابق ولدي بين أوراق المرحوم المشير السلال وثيقة وقع عليها كل مسؤولي الدولة حينها، وبينهم بعض قادة انقلاب الخامس من نوفمبر ومستعد لإرسالها لنشرها في صحيفة «26سبتمبر» لتكذيب ان والدي كان يعلم بقيام انقلاب ضده.
> ما هي وجهة نظرك في اسباب الإطاحة بالمشير السلال؟
>> سبق ان ذكرت في هذا الحديث ان والدي كان ضحية لموقفه الوطني واصراره اشراك اليمن وهي الطرف الرئيسي فيما اتخذ من قرارات في اجتماع الخرطوم الذي عقد بين الرئيس الراحل عبدالناصر والمرحوم الملك فيصل برعاية العراب الاكبر رئيس وزراء السودان حينها الراحل محمد أحمد محجوب.
قرار شجاع
> كيف تقيم لفتة الرئيس علي عبدالله صالح الانسانية بعودة الزعماء السابقين والتي مكنتهم من العودة الى الوطن وانعكاساتها الانسانية على الأسرة؟
>> لقد قلت عند عودتي من القاهرة ان الرئيس علي عبدالله صالح من أشجع الرؤساء الذين خلفوا والدي المشير عبدالله السلال، وان قراره الشجاع والتاريخي بعودة والدي المشير عبدالله السلال رحمه الله والقاضي عبدالرحمن الارياني رحمه الله وكل المناضلين والشخصيات السياسية التي كانت منفية نتيجة حقد شخصي او خلاف سياسي في وجهات النظر.. هذا القرار لم يسجل للرئيس شجاعته فحسب بل سجل له ثقته بنفسه وسجل اول حدث سياسي رائع وبادرة سياسية عربية شجاعة في وقت لم يجرأ حاكم عربي او رئيس ممن سبقوه على اتخاذ هذا القرار السياسي الرائع او تلك المبادرة الشجاعة.. وقد لا تصدق ان بعضاً منا ممن كانوا في المنفى لم يتمكنوا من دفن أعز الناس لديهم.. فوالدي مثلاً لم يتمكن من المشاركة في جنازة أخيه الاكبر، وأنا لم أتمكن من المشاركة في دفن والد زوجتي او حتى السماح لزوجتي للمشاركة بدفن أبيها وهي لاتزال تتذكر هذا الموقف الحزين وغير الانساني حتى اليوم ثم تجهش بالبكاء.
بينما مكنتنا العودة من لم شمل الاسرة ومعالجة الجروح التي سببتها الغربة عن الوطن لفترة طويلة امتدت نحو اربعة عشر عاماً.. ثم ان الاهم من كل ذلك ان عبدالله السلال رحمه الله قد لقي ربه وهو في ارض الوطن ودفن في ترابه المقدس كما كان يتمنى وكما كان يناشد كل الرؤساء الذين تعاقبوا على الحكم من بعده ان يسمحوا له بأن يعود ليعيش مواطناً عادياً معاهداً إياهم انه لن يتدخل في السياسة او يقوم بأي نشاط سياسي.
واتذكر انه عندما سمح له الاخ الرئيس بالعودة وبطريقته الساخرة ذهب ليستأذن من الرئيس محمد حسني مبارك ويقدم له ولمصر شكره الجزيل وعرفانه بجميل مصر وشعبها وعلى الاستضافة التي طالت ورغبته في العودة في أقرب وقت.. فقال له الرئيس مبارك ان الرئيس انور السادات سيشيع جثمانه غداً وهو صديق لك فأجل السفر يوماً او يومين حتى تؤدي واجب العزاء.. فأجابه والدي قائلاً: سأترك ابني الاكبر علي وبقية اخوانه هنا لينوبوا عني في تشييع جثمان الرئيس السادات ولابد من سفري غداً لأنني اخشى ان يقلبوا الاخوان في صنعاء ويغيروا رأيهم رغم ثقتي بوعد الاخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي اتصل بي تلفونياً اليوم واستعجلني بالعودة.
وكل ما اتمناه ان تظل أسرة المشير عبدالله السلال الكبيرة وبقية اسر الشهداء المناضلين تحت رعاية الاخ الرئيس خصوصاً وانهم جميعاً قد تركهم عائل الاسرة وهم فقراء معوزون ولم يصلوا الى درجة الغناء الفاحش الذي وصل اليه من اخترعوا لأنفسهم ادواراً ثورية ومواقف وطنية ليس لها اية صلة بحدث الثورة العظيم في السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م ونحتفل اليوم بمرور 46 عاماً على اطلالته ومناسبة ذكراه الخالدة وهو أشد قوة وصلابة رغم ما واجهت الثورة والى اليوم من مؤامرات داخلية وخارجية
الرئيسية
المنشورات
