بسم الله الرحمن الرحيم
نكذب على أنفسنا إذا قلنا أن علاقة حماس بإيران جاءت بعد دراسة متأنية من قبل حماس، أو أن حماس كانت مخيرة في هذه العلاقة..
ما حدث في الواقع عبارة عن اختراق إيراني رافضي لقيادة حماس، بكل ما تعنيه كلمة اختراق من معنى.
واصبح يتعذر على حركة حماس الابتعاد عن طهران وسوريا. – إلا إذا شاء الله - لأن قواعد اللعبة أصبحت كلها بيد الحرس الثوري، ولان المسألة بين قيادة حماس والحكومة الإيرانية قد تحولت إلى زواج كاثوليكي، لا يمكن فسخه، والعصمة بيد إيران طبعا.
ولو فرضنا أن خالد مشعل تمرد ( وهو طبع لن يتمرد لأن فاقد الشيء لا يعطيه أنما لنفترض أن ذلك سيحدث) فبكل سهولة وفي ظرف نصف ساعة يمكن جمع قيادة حماس في الخارج، لاختيار البديل، وبعدها يصدر تصريح باسم حماس بأن خالد مشعل توفي بأي سبب ( نوبة قلبية، ذبحة صدرية.. الخ )، وأنه قد تم اختيار فلان ( أعتقد أنه سيكون موسى أبو مرزوق ) ذلك أن كل القيادات الحمساوية متواجدة في دمشق وبيروت وطهران تحت المراقبة الدائمة وفي وضع أشبه بوضع الرهائن الفاقدين لحريتهم والمقيدة حركتهم، وما شاء الله عندهم وفرة في القادة وبعضهم أكثر شبقا للسلطة من بعض، وبعضهم أكثر مرونة واستعدادا للخضوع والتشكيل، وهذا سيكون عاملا مهما لتسهيل المهمة:
حب الرياسة داء لا دواء له ** وقلما تجد الراضين بالقسم
وسوف لا يكون بوسع قيادة الداخل سوى التسليم بما حدث لأن قطع الدعم والتمويل والمرتبات والمعاشات عن جحافل أتباع الحركة من سياسيين وعسكريين وإداريين ونشطاء أعلامين وكوادر حزبيين سيكون سيفا مصلتا على رقبتها ، وإلا واجهت ثورة هؤلاء الأتباع الجياع، كما كان يفعل الانكشارية في أواخر عهد الدولة العثمانية عندما كانت تتأخر مرتباتهم.
وإليكم الأتي
كشفت مصادر سورية أمس, أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل استجاب لطلب إيراني بدعم المتمردين الحوثيين في حربهم مع القوات الحكومية في شمال اليمن والجيش السعودي على الشريط الحدودي, بعد انكشاف عمق ضلوع طهران و"حزب الله" في دعمهم معنوياً وعسكرياً, وتضييق صنعاء الخناق على الإيرانيين من خلال توقيف سفينة تابعة لهم وإغلاق مراكزهم الطبية التي كانت تستخدم أوكاراً للتجسس ومراكز لدعم المتمردين.
وأوضحت المصادر أن قائد قوة "القدس" التابعة ل¯"الحرس الثوري" الايراني في لبنان حسن مهدوي اجتمع, خلال زيارة خاصة إلى دمشق الأسبوع الماضي, مع خالد مشعل, بغية التشاور معه بشأن استغلال البنية التحتية الواسعة لحركة "حماس" في اليمن, وخاصة الطلاب الفلسطينيين في الجامعات اليمنية, مشيرة إلى أن مشعل وافق على الطلب الايراني, على مضض, جراء خشيته علم السلطات السعودية بالأمر, وذلك بعد أن مارس عليه مهدوي ضغطاً نفسياً, عن طريق تصوير ما يدور في اليمن ب¯"المجزرة" اليمنية السعودية بحق مسلمين "أبرياء".
وأضافت المصادر ان موافقة مشعل على الطلب الإيراني كانت مشروطة بموافقة رئيس شعبة المخابرات العسكرية في الحركة عبد الفتاح قدسية, الذي أعطى في ما بعد الضوء الأخضر لذلك, مشيرة إلى أن مشعل طلب من ممثل "حماس" في اليمن جمال عيسى تقديم الدعم للإيرانيين ول¯"حزب الله" بشكل سري للغاية, ونبهه إلى خطورة أن يكشف الأمر سواء للسلطات اليمنية أو السعودية.
وفي هذا الإطار, طلب مشعل من عيسى إقصاء عدد من الطلاب الفلسطينيين في الجامعات اليمنية التابعين لحركة "حماس" بغية مساعدة الإيرانيين و"حزب الله" في مهام تكتيكية كنقل وتحويل الأموال الى اليمن, من دون أن يكشف لهم عن الجهة الحقيقية التي تبعث هذه الأموال أو التي تتلقاها, كما طلب منه توفير وثائق سفر فلسطينية للإيرانيين أو عناصر الحزب, لمن يستطيع تقديم نفسه على أنه عربي خاصة لجهة اللهجة, وخصوصا أولئك الذين لا يملكون وثائق سفر ويرغبون بمغادرة اليمن عن طريق المعابر الحدودية.
وطلب مشعل من عيسى أيضاً استغلال العلاقات الطيبة بين ضباط يمنيين وتجار فلسطينيين بغية تقصي المعلومات حول حقيقة ما يدور على الحدود السعودية اليمنية.
المصدر:
جريدة القبس الكويتية والسياسة الاكترونية وعدة صحف أخرى