ظهر السلطة صار ملتهباً , لا يحتمل المزيد من الجلد , ما عاد يحتمل التحميل , الأوضاع تستدعي الإشفاق , ليس من الحكمة مواصلة جلد الحاكم رغم استمراره في جلد الجميع , لا تجلدو الحكومة وسياساتها الحكيمة , أنتم أولى بالجلد .
لندع الرئيس وحزبه , لنجلد ظهورنا لطول ما حملت , لنجلد جهودنا التي لم تفعل شيئاً سوى تنمية قدراتنا على التحمل .
نحتاج إلى جلد كثير , لأننا لم نجالد كما ينبغي , ولأننا أدمنا عيش المجلود , ولأننا فتلنا السوط , وصنعنا الجالد , وتهيئنا لجلدٍ يطول .
من أين لي اليقين المتلفز لرجال الحاكم بأن اليمن " ليست في خطر " وإنما في " صعوبات" لا أدري لو كنت قريبــاً من " القربي " أو في مكانه فلربما بدا الوضع غير ما هو عليه .
الأخ وزير الخارجية في حواره مؤخراً مع " الجزيرة " بدا متخففاً من دبلوماسيته المعهودة وهو يتحدث عن المشترك , ربما لكونه من متاع الداخل الذي لا يحتاج للكياسة والدبلوماسية , حمَل الرجل الإعلام مسئولية رسم صورة الوطن المأزوم وثنى بأحزاب المشترك التي أرادت بحسب قوله " أن تكون جزءً من المشكلة لا جزءً من الحل وانتهى بذكر الأزمة الإقتصادية " .
" القربي " لم يقارب الصواب , ولم يكن كلامه وهو " وزير الخارجية " مخارجاً على الإطلاق .
في معرض بحثه عن مبررات للتردي والانهيار إلتمس مشجباً قريباً فلم يجد سوى المشترك قال : خضعنا لضغوط أحزاب المعارضة وكررها " خضعنا لضغوط المشترك " فلم نقم بإنتخابات" .
المشترك كان السبب في عدم إجراء إصلاحات , خاف الحزب الحاكم من المشترك فحبس بركاته عن البلد , هذا خطاب معمم معتمد رغم تهافته , أنا اليوم أشفق على المؤتمر الشعبي من المشترك الحاكم , المشترك هو السبب في كل ما حاق باليمن , المشترك يستحق كل الجلد لأنه يحكم منذ 30 سنه ويحاول توريث الحكم لأبنائه الصغار , هو سبب الهلاك والحراك , وراء حرب صعدة وخلف مهددات الوحدة , خلف الفقر والأوبئة , هو راعي الفساد , والراتع في البلاد , ربما علينا مطالبة المشترك بأن يستقيل كي يستقر الحال , ربما علينا دعوة قادته بالتي هي أحسن وأخشن بأن يلزموا جامع الصالح للإستغفار عما جروه على البلد من ويلات ونكبات .
عن أي إعلامٍ يتحدث السيد الوزير , أي إعلامٍ هذا الذي يحمله وزر الصورة السيئة التي صنعتها قيادته , يدرك هو شخصية نحترمها أن الصحافة الحرة في اليمن هي مما حسن من تلك الصورة الزرية , وأنه لولا وسائل الإعلام الخارجية ما رأى الداخل هذه الجوانب القاتمة .