بسم الله الرحمن الرحيم
[justify]أدلة الحجاب.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين : أما بعد .فهذة رسالة مختصرة تتعلق بوجوب الحجاب الذي تعبدنا الله به من ستر جميع بدن المرأةعن الأجانب بما في ذلك الوجه والكفان مستدلا" على ذلك بالأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة . وأقوال أهل العلم من الأئمة والعلماء, والإقرار العملي لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم ونساء الصحابة رضي الله عنهن ونساء المؤمنين من بعدهن حيث كن لا يخرجن إلا متحجبات غير سافرات الوجوه ولاحاسرات عن شيء من أبدانهن
وا ستمر العمل به إلى نحومن منتصف القرن الرابع عشر الهجري وقت انحلال الدولة الإسلامية إلى دول ولذلك قال الحافظ ابن حجر في الفتح (9/224)"لم تزل عادة النساء قديما وحديثا أن يسترن وجوههن عن الأجانب"انتهى .,ثم كانت بداية السفور بخلع الخمار عن الوجه في مصر ثم تركيا ثم العراق ثم بلاد الشام ثم انتشرت في الدول الإسلامية انتشار النار في الهشيم بفضل دعاة التبرج والسفور والرزيلة كما سنبين ذلك فيما بعد, حتى بلغت الفتنة مبلغا عظيما في عصرنا اليوم من تبرج وسفور واختلاط وتولى كبر هذة الفتنة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التىقامت على نشر الرزيلة ومحاربة الفضيلة وهدم البقية الباقية من الأخلاق الحميدة من تعاليم ديننا الحنيف باسم حرية المرأة ولسان حالهم -هذة هي المرأة المتحضرة فكوني مثلها_وصدق الله العظيم إذ يقول ({وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً }النساء27.ثم لم يكتف هؤلاء بذلك بل راحوا يسخرون من العفة والطهارة ويحاربون عفة المرأة وحيائها ممثلا في محاربة الحجاب ولسان حالهم (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون). بل وعظم الخطب وعظمت الفتنة بأن دعا إلى سفور المرأة كاشفة عن وجهها أناس ينتسبون إلى العلم والدين فمنهم من قال إن النقاب عادة جاهلية ومنهم من قال إن النقاب ليس فرضا ولا سنة ولا مندوبا بل هو سلوك شخصي يقع في دائرة المباح ومنهم من قال إن النقاب تطرف وزيادة لا دليل عليها, حتى صار الناس بذلك في أمر مريج وتزلزل الإيمان في نفوس كثيرين .لذا كان ولابد من كلمة حق ترفع الضيم عن نساء المؤمنين وتدفع شر المستغربين المعتدين على الدين والأمة وكلمة ندين الله بها وندعوا إليها عملا بقوله تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104. وقد اقتصرت في هذة الرسالة على بعض الأدلة من الكتاب والسنة الواضحة الدلالة على وجوب ستر الوجه والكفين ففيها غنية وكفاية لمن أراد الحق , وقد قمت باختصار النقول عن بعض أهل العلم بقدر الإمكان بما يدخل في موضوع البحث مباشرة , فهي رسالة مختصرة انتقيتها من كتب ورسائل لمشايخ وعلماء أجلاء .,ومن أراد الإستذادة والتحقيق فليرجع إلى الموسوعة العلمية الموثقة لفضيلة الشيخ محمد بن أحمد إسماعيل المقدم حفظه الله, في كتابه الشافي الكافي (أدلة الحجاب),ورأيت من الفائدة أن أذكر نبذة عن بداية ظهور السفور والداعين إليه لعلها تخدم الموضوع . فما كان من توفيق فمن الله وما كان من زلل أو خطأ أو سهو أو نسيان فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه براء والحمد لله رب العالمين. جمع وترتيب / مجدي مصيلحي محمد
* نبذة عن بداية السفور:-
لما أنزل الله آية الحجاب تحجبت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ونساء الصحابة رضي الله عنهن ونساء المؤمنين فكن محجبات غير سافرات الوجوه وفهمن ذلك من الحجاب وظل هذا الأمر أصلا متبعا منذ عصر النبي صلى الله عليه وسلم إلى منتصف القرن الرابع عشر الهجري وأنه على مشارف إنحلال الدولة الإسلامية( الخلافة الإسلامية) في آخر النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري وتوزعها إلى دول دب الاستعمار الغربي الكافر إلى بلاد المسلمين فكانت أول شرارة لضرب الأمة الإسلامية هي في سفور نسائهم عن وجوههن وذلك البداية على أرض الكنانة مصر حيث بعث والى مصر محمد على باشا البعوث إلى فرنسا للتعلم وكان فيهم واعظ البعوث رفاعة الطهطاوي وبعد عودته إلى مصر بذر البذرة الأولى للدعوة إلى تحرير المرأة(السفور) وساعده في ذلك النصراني مرقس فهمي وأحمد لطفي السيد وهو أول من أدخل الفتيات المصريات في الجامعات مختلطات بالطلاب سافرات الوجوه يناصره في هذا طه حسين والذي تولى كبر هذة الفتنة داعية السفور قاسم أمين الذي ألف كتابه تحرير المرأة والذي ساعدت الصحافة على انتشاره ثم ألف على إثره كتاب المرأة الجديدة (أي تحويل المسلمة إلى أوربية) ثم كان منفذ فكر قاسم أمين(داعية السفور):سعد باشا زغلول وشقيقه أحمد فتحي زغلول ثم ظهرت الحركة النسائية بالقاهرة عام1337 هجرية بتحرير المرأة برئاسة هدى شعراوى وكانت هدى شعراوى أول مصرية مسلمة رفعت الحجاب وذلك أن سعد زغلول لما عاد من بريطانيا مسمما بجميع مقومات الإفساد صنع له سرادقان لاستقباله, سرادق للرجال وسرادق للنساء فلما نزل من الطائرة عمد إلى سرادق النساء المحجبات واستقبلته هدى شعراوى بحجابها لينزعه فمد يده فنزع الحجاب عن وجهها فصفق الجميع ونزعن الحجاب وفى اليوم الحزين الثاني قامت صفية هانم زغلول بمظاهرة نسائية أمام قصر النيل فخلعت الحجاب(النقاب) مع من خلعته ود سنه تحت الأقدام ثم أشعلن فيه النار ولذا سمي هذا الميدان ميدان التحرير. وتتابع على تأجج نارهذة الفتنة وانتشارها في مصر إحسان عبد القدوس ومصطفى أمين ونجيب محفوظ وطه حسين يؤازرهم في هذة المكيدة الصحافة التي ساعدت على نشر هذة الفتنة حتى أصدرت مجلة باسم"مجلة السفور" عام1338 هجرية وركزت الصحف على نشر صور النساء الفاضحة وركزت على فكرة المساواة بين الرجل والمرأة .هكذا صارت البداية المشؤمة للسفور فىهذة الأمة بنزع الحجاب عن الوجه. وماهى إلا سنوات قلائل حتى انتشرت هذة الفتنة والمؤامرة في بلدان كثيرة ففي تركيا أصدر الملحد أتاتورك قانونا بنزع الحجاب عام1338هجرية وفى إيران أصدر الرافضي رضا بهلوى قانونا بنزع الحجاب عام1344هجرية وفى أفغانستان أصدر محمد أمان قرارا بإلغاء الحجاب وفى تونس أصدر أبو رقيبة الهالك فىعام1421هجريةقانونا بمنع الحجاب و تجريم تعدد الزوجات ومن فعل ذلك فيعاقب بالسجن سنة وغرامة مالية,ثم أصدر قرارا بأن المرأة إذا تجاوزت العشرين من عمرها أن تتزوج بدون موافقة والديها. وفى الجزائر والمغرب كانت الحملة المسعورة على نزع الحجاب وانتقلت الحملة إلى بلاد الشام, وفى الهند وباكستان ترجم كتاب قاسم أمين (تحرير المرأة) . وباسم الحرية والمساواة أخرجت المرأة من البيت تزاحم الرجل وخلع منها الحجاب ورفعوا حواجز منع الاختلاط والخلوة إلى آخر ما هنالك من البلاء مما نراه اليوم ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم .
* لماذا الحجاب ؟
من حكمة الله سبحانه وتعالى أن ركب في الإنسان شهوة الفرج تركيبًا قويًا وجعل لها عليه سُلطانًا شديداً ولعل الحكمة من ذلك هو التكاثر والإبقاء على النسل وإعمار الأرض, فإذا ثارت هذه الشهوة كانت أشد الشهوات عصيانًا على العقل, فلا تقبل منه صرفا ولاعدلا, إلا من تحجزه التقوى ويعصمه الله عز وجل بتوفيقه.فإذا تُرك الناس لدواعي أهوائهم فسدت الأعراض واختلطت الأنساب وانتشرت الأوبئة والأمراض, لذا فإن المرأة المسلمة لقيت عناية فائقة من الإسلام بما يصون عفتها ويجعلها عزيزة الجانب سامية المكانة فأحاطها بسياج من الضوابط والقيود فى ملبسها وزينتها وعلاقتها بالرجال وذلك سدا لذريعة الفساد وتجفيفًا لمنابع الافتتان بها, فنراه قد بين لنا مدى خطورة المرأة وحذر من الافتتان بها فقال تعالى {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14 ,وقال حاكيًا عن عزيز مصر: { قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ }يوسف28 . وحذر رسول الله من فتنة المرأة ونصح لأمته أعظم النصح فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (ما تركت بعدى فتنة هي أضر على الرجال من النساء) رواه البخاري(9/41) ومسلم رقم(2740) ,وأخرج البخاري(3/381) ضمن حديث طويل عن أبى سعيد الخدرى بلفظ(ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء) . وعنه أيضا:قال رسول الله (إن الدنيا حُلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها, فناظر كيف تعملون؟ فاتقوا الدنيا , واتقوا النساء, فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت فى النساء) رواه مسلم رقم(2742) . ولذا نرى الشرع الحنيف قد نهى عن التبرج وتوعد فيه بأسوأ مصير , فقال (صنفان من أهل النار لم أرهما:قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس , ونساء كاسيات عاريات, مميلات مائلات, رؤسهن كأسنمة البُخت المائلة, لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها, وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا) أخرجه مسلم رقم(2128). ونرى الشرع الحنيف قد حرم الزنا وجعله قرين الشرك والقتل,قال تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ آثاما } {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً }ا {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } الفرقان(68-70),وبين لنا الشرع الحنيف أن ظهور الفاحشة فى قوم حتى يُعلنوا بها سبب لانتشارالأوبئة و الأمراض المزمنة وسبب لوقوع العذاب والنكبات على المجتمع ,فعن ابن عمر رضي الله عنهما, قال رسول الله:لم تظهر الفاحشة فى قوم حتى يُعلنوا بها ,إلا فشا فيهم الطاعون, والأوجاع التي لم تكن فى أسلافهم الذين مضوا. رواه الحاكم(4/540) وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وحسنه الألباني لشواهده في الصحيحة رقم(106) . وعن ابن عباس رضي الله عنهما, قال رسول الله( إذا ظهر الزنا والربا فى قرية, فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله) , ولذا ترى الشرع الحنيف أيضا قد حرم الخُلوة بالأجنبية فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب , يقول ( لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم, ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم) رواه البخاري(4/86) ومسلم رقم(1341), وحرم الاختلاط المُستهتر(وهو اجتماع الرجل بالمرأة التي ليست بمحرم له اجتماعًا يؤدى إلى ريبة) , وحرم الخضوع بالقول ,قال تعالى {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }الأحزاب32, ونراه قد حرم خروج المرأة مُتطيبة مُتعطرة ,قال (أيما امرأة استعطرت, ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية, وكل عين زانية) رواه الإمام أحمد من حديث أبى موسى (4/414), والحاكم(2/396) وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي .
وحرم أن يُظن بمؤمن سوء وحرم قذف المؤمن أو المؤمنة بالفاحشة ووضع لذلك عقوبة زاجرة(الجلد ثمانين جلدة), وحرم مُجرد حُب إشاعة الفاحشة في البلاد والعباد ,ُفقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }النور19,وأمر بغض البصر وحفظ الفرج عما حرم الله, وشرع الاستئذان وفرض الحجاب على النساء فقال تعالى { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }الأحزاب53 وقال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59 ,واعتبر قرارهن في البيت هو الأصل الأصيل وما عداه استثناء, {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى .الأحزاب33 ,ثم إن هي خرجت تخرج, لا تخالط الرجال, وبشروط أخرى جماعها:حمايتها,وحماية المجتمع من الافتتان بها.يقول ابن مسعود إنما النساء عورة ,وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس,فيستشرفها الشيطان, فيقول إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبته,وإن المرأة لتلبس ثيابها, فيقال:أين تريدين؟فتقول أعود مريضًا, أشهد جنازة , أو أصلى في مسجد, وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها.(رواه الطبراني في الكبير وقال الهيثمى في المجمع رجاله ثقات(2/35) وقال المنذرى:إسناده حسن, ووافقه الألباني). مما سبق يتبين لكل ذي لُب عاقل أن الشرع الحنيف اتخذ التدابير الوقائية اللازمة لسد ذريعة الفساد وتجفيفا لمنابع الفتنة بالمرأة وذلك صيانة للأعراض ومحافظة على النسل وتطهيرا للمجتمع من الرزيلة ولعل من أعظم هذه التدابير هو فرض الحجاب على النساء طُهرة لقلوب الرجال والنساء من الفتنة وذلك أنه إذا لم تر العين لم يشته القلب, أما إذا رأت العين فقد يشتهى القلب, وقد لا يشتهى,والقلب في الجسد بمنزلة الملك والأعضاء بمنزلة الجنود فإذا فسد الملك فسدت الجنود وإذا صلح الملك صلحت الجنود, فكان الحجاب أطهر للقلب, وأنفى للريبة ,وأبعد للتهمة, وأقوى في الحماية والعصمة. مما سبق يتبين لنا أن فرضية الحجاب الشرعي تتواءم مع مقاصد الشريعة التي منها: المحافظة على النسل والعرض وطهارة المجتمع وسعادته في الدنيا والآخرة.
* تعريف الحجاب والنقاب
الحجاب يدور معناه لغة على الستر والحيلولة والمنع ,وسمي الحجاب حجابا لأنه يمنع المشاهدة , يقال حجبه الحاجب أي منعه من الدخول ,ومنه قوله تعالى(حتى توارت بالحجاب) أي احتجبت الشمس وتوارت بالجبال ,ومنه قوله تعالى(فاتخذت من دونهم حجابا) أي ساترا ,وقوله تعالى( فاسألوهن من وراء حجاب) أي من وراء ساتر يمنع الرؤية ومعناه شرعا:-فالحجاب يعنى الستر الواجب على المرأة المسلمة والذي من شأنه منع رؤية الرجال الأجانب لها
النقاب.لغة :فأصله البرقع أو القناع الذي تغطى به المرأة وجهها بحيث تبدى منه عينيها ,وسمي النقاب نقابا لوجود نقبين في مواجهة العينين لمعرفة الطريق
وشرعا:هو أن تغطى المرأة وجهها وذلك بأن تدنى عليه جزءا من جلبابها أو خمارها. وبهذا يعلم أن الحجاب والنقاب ليسا شيئين مختلفين بل الأول أعم من الثاني
تعريف الجلباب : القميص,جمعه ,جلابيب وهو كساء كثيف تشتمل به المرأة من رأسها إلى قدميها,ساتر لجميع بدنها وما عليها من ثياب وزينة . ويقال له الملاءة والملحفة والعباءة .
الخمار : كل ماستر شيئا فهو خماره وهو ما تغطى به المرأة رأسها ووجهها وعنقها وجيبها ويسمى عند العرب المقنع والنصيف ويقال المسفع .
بم يكون الحجاب ؟ يتكون الحجاب من أحد أمرين:- الأول: الحجاب بملازمة البيوت , لأنها تحجبهن عن أنظار الرجال الأجانب والاختلاط بهم. الثاني:- الحجاب باللباس وذلك عند خروجهن من البيوت مستورات الأبدان من الرأس إلى القدم
شروط الحجاب الشرعي:- (كتاب أدلة الحجاب-للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم).
1-استيعاب جميع بدن المرأة (على الراجح )
2- أن لا يكون زينة في نفسه
3- أن يكون صفيقا لا يشف
4- أن يكون فضفاضا غير ضيق .
5- أن لا يكون مبخرا مطيبا
6- أن لا يشبه لباس الرجل.
7- أن لا يشبه لباس الكافرات.
8- أن لا يكون لباس شهرة.
* أدلة النقاب ( وجوب ستر الوجه والكفين )
[b][size=21]
[color=darkgreen]أولا القرآن الكريم : الدليل الأول- وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }الأحزاب53- 1- سبب نزول الآية وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم لما بنى بزينب بنت جحش رضى الله عنها جلس أصحابه عنده فأطالوا الجلوس فتهيأ للقيام والخروج ومعه أنس رضي الله عنه لكى يقوموا فلم يفعلوا فعل ذلك أكثر من مرة حتى خرجوا فأنزل الله هذة الآية فيقول أنس فضرب بينى وبينه سترا , والستر هو الحجاب الذى حجب أنس رضى الله عنه عن زوجات النبى صلى الله عليه وسلم
2- أقوال بعض أهل العلم من المفسرين فى الآية :-
ابن جرير الطبرىيقول (وإذا سألتم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين اللواتى لسن لكم بأزواج متاعا فا سألوهن من وراء حجاب يقول من وراء ستر بينكم وبينهن) ؛ جامع البيان( 22/39) القرطبىيقول: ( في هذه الآية دليل على أن الله تعالى أذن فى مسألتهن من وراء حجاب فى حاجة تعرض
أو مسألة يستفتين فيها ؛ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى ؛وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة فلا يجوز كشف ذلك إلا لحاجة كالشهادة عليها أوداء يكون ببدنهاأوسؤالها عما يعرض وتعين عندها )؛ الجامع لأحكام القرآن(14/227)
ابن كثير :-المجلد3 ص55 (أي وكما نهيتكم عن الدخول عليهن كذلك لا تنظروا إليهن بالكلية ولو كان لأحدكم حاجة يريد تناولها منهن فلا ينظر إليهن ولا يسألهن حاجة إلا من وراء حجاب) الشنقيطى صاحب أضواء البيان (6/584)-واعلم أن مع دلالةالقرآن على احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب قد دلت على ذلك أيضا أحاديث نبوية . فمن ذلك ما أخرجه الشيخان من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار يا رسول الله أريت الحمو؟ قال الحمو الموت؛ فهذا الحديث دليل واضح على منع الدخول عليهن وسؤالهن متاعا"
إلا من وراء حجاب لأنه من سألهن متاعا" لا من وراء حجاب فقد دخل عليهن ،
وقال رحمه الله وإذا علمت بما ذكرنا أن حكم آية الحجاب عام وأن ما ذكرنا معها من الآيات فيه الدلالة على احتجاب جميع بدن المرأة عن الرجال الأجانب، علمت أن القرآن دل على الحجاب،
2-الدليل الثاني- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
أقوال بعض أهل العلم من المفسرين في الآية:-
ورد أثر عن بن عباس رضى الله عنه فى هذه الآية, في إسناده كلام ولكن يعضد بغيره. قال ,أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن فى حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤسهن
بالجلابيب ويبدين عينا" واحدة.
وورد أثر صحيح عن عبيدة السليمانى وهو من التابعين لما سئل عن هذه الآية ,تقنع بردائه وغطى أنفه
وعينه اليسرى وأخرج عينه اليمنى وأدنى رداءه من فوق حتى جعله قريبا" من حاجبه أوعلى الحاجب. كما ورد أثر حسن عند الطبري عن قتادة (من أئمة التابعين) في الآية قال,أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وقد كانت المملوكةإذامرت تناولوها بالإيذاء فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء
ابن جرير الطبري , يقول تعالي ذكره لنبيه صلي الله عليه وسلم : يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك
ونساء المؤمنين لا تتشبهن با لإماء فىلباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يعرض لهن فاسق إذاعلم أنهن حرائر بأذى من قول.(جامع البيان عن تأويل القرآن 22/45)
-القرطبى-لما كانت عادة العربيات التبذل وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن وتشعب الفكرة فيهن أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن إذا أردن الخروج إلى حوائجهن فيعلم الفرق بينهن وبين الإماء فتعرف الحرائر بسترهن. (الجامع لأحكام القرآن15/243)
تفسيرالإمام جلال الدين المحلى:. – (يدنين عليهن من جلابيبهن) جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة (ذلك أدنى) أقرب إلى (أن يعرفن) بأنهن حرائر (فلا يؤذين) بالتعرض لهن بخلاف الإماء فلا يغطين وجوههن فكان المنافقون يتعرضون لهن
(وكان الله غفورا) لما سلف منهن لترك الستر (رحيما) بهن إذ سترهن.(قرة العينين على تفسير الجلالين ص 560)
قال السيوطى :- هذة آية الحجاب في حق سائر النساء ففيها وجوب ستر الرأس والوجه عليهن .(عون المعبود 4/106)
ابن كثير- ذكر نحوا مما سبق واستشهد بقول عبيدة وقتادة والحسن البصري وبأثر بن عباس.(تفسير القرآن العظيم 3/534)
الألوسى- قال- والظاهر أن المراد بمعنى (يدنين عليهن) أي على جميع أجسادهن وقيل رؤسهن أو على
وجوههن لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه.(روح المعاني فىتفسير القرآن العظيم والسبع المثانى 22/88)
العلامة الشوكانى:- في فتح القدير قال في الآية –والجلابيب جمع جلباب وهو ثوب أكبر من الخمار قال الجوهري:الجلباب الملحفة، وقيل القناع،وقيل هو ثوب يستر جميع بدن المرأة كما ثبت في الصحيح من حديث أم عطية أنها قالت:يارسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب، فقال لتلبسها أختها جلبابها، قال الواحدى:قال المفسرون يغطين وجوههن ورؤسهن إلا عينا واحدة،فيعلم أنهن حرائر فلا يعرض لهن بأذى.(فتح القدير 4/304) .
الشنقيطى في أضواء البيان (فقد قال غير واحد من أهل العلم أن معنى يدنين عليهن من جلابيبهن أنهن يسترن بها جميع وجوههن ولايظهرمنهن شيء إلا عين واحدة تبصر بها وممن قال به ابن مسعود وابن عباس وعبيدة السليمانى وغيرهم).(أضواء البيان 6/586)
وقال الزمخشرى في الكشاف(يرخينها عليهن ويغطين بها وجههن) الكشاف عن حقائق التنزيل 3/274
أبو بكر الرازي الحنفي- وفى هذة الآية دلالة على أن المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبيين وإظهار الستر والعفاف عند الخروج لئلا يطمع أهل الريب فيهن.( أحكام القرآن 3/371)
البيضاوي- يغطين وجوههن وأبدانهن بملاحفهن إذا برزن لحاجة.(أنوار التنزيل وأسرار التأويل 2/280)
الحافظ بن حجر- قال في- قوله وليضربن بخمرهن على جيوبهن-يغطين وجوههن, ثم ذكر رواية عائشة أن نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله وليضربهن بخمرهن على جيوبهن-شققن مروطهن فاختمرن بها.وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه بالجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع.(فتح الباري 8/490)
شيخ الإسلام ابن تيمية- فقد ذكر فىجوابه واستنباطه من معاني سورة النور قال –وأمر الله بإرخاء الجلابيب لئلا يعرفن ولا يؤذين وقد ذكر عبيدةالسلمانى وغيره: أن نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلابيب من فوق رؤسهن حتى لا يظهر إلا عيونهن لأجل رؤية الطريق,وثبت في الصحيح أن المرأة المحرمة تنهى عن الإنتقاب والقفازين وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتى لم يحرمن وذلك يقتضى ستر وجوههن وأيديهن وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل بصفية ,قال أصحابه: إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه ., فضرب عليها الحجاب. وإنما ضرب الحجاب على النساء لئلا ترى وجوههن وأيديهن.(مجموع الفتاوى 15/370) وقال أيضا رحمه الله-(وعكس ذلك الوجه واليدان والقدمان ليس لها أن تبدى ذلك للأجانب على أصح القولين بخلاف ما كان قبل النسخ بل لا تبدى إلا الثياب) . (مجموع الفتاوى 22/117)
ابن قيم الجوزية قال: (وإنما نشأت الشبهة أن الشارع شرع ذلك للحرائر أن يسترن وجوههن عن الأجانب وأما الإماء فلم يوجب عليهن) .(القياس في الشرع الإسلامىص69)
الإمام الخطيب الشربينى :-(يدنين) يقربن (عليهن) أي على وجوههن وجميع أبدانهن فلا يدعن شيئا منها مكشوفا.(السراج المنير3/371)
ابن حبان الأندلسى وقال السدى (تغطى إحدى عينيها وجبهتها والشق الآخر إلا العين), وكذا عادة بلاد الأندلس لا يظهر من المرأة إلا عينها الواحدة, ومن في (جلابيبهن) للتبعيض ,و(عليهن)شامل لجميع أجسادهن , أو (عليهن) على وجوههن,لأن الذي كان يبدو منهن في الجاهلية هو الوجه . (البحر المحيط 7/250)
محمد الطبري المعروف ب ( ألكيا الطبري) قال:- , الجلباب هو الرداء فأمرهن بتغطية وجوههن ورؤسهن ولم يوجب على الإماء ذلك (تفسير ألكيا الهراس الطبري 4/354)
الإمام عبد الله بن أحمد النسفى قال:-(يرخينها عليهن ويغطين بها وجوههن وأعطافهن).-مدارك التنزيل وحقائق التأويل3/79
عبد الرحمن السعدي قال: (وهن اللاتي يكن فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه,أي يغطين بها وجوههن)تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 6/122
أبو بكر الجزائري قال :-هذة الآية أبطلت دعوى الخصوصية في الحجاب حيث أشركت في الخطاب نساء المؤمنين باللفظ الصريح, وهى تطالب المؤمنات إذا خرجن من بيوتهن لحاجة استدعت ذلك أن يغطين وجوههن ويسترن محاسنهن, والمقصود من الكلام أن هذة الآية مؤكدة لفرضية الحجاب ومقررة له.(فصل الخطاب في المرأة والحجاب ص38)
الشيخ عبد العزيز بن خلف قال:-فقوله تعالى(ذلك أدنى أن يعرفن )يدل على تخصيص الوجه ,لأن الوجه عنوان المعرفة فهو نص على وجوب ستر الوجه ,وقوله تعالى (فلا يؤذين) هو نص على أن في معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولغيرها بالفتنة والشر, ولذلك حرم الله عليها أن تخرج من بدنها ماتعرف به محاسنها أيا كانت.(نظرات في حجاب المرأة المسلمة ص48)
العلامة عبد العزيز بن باز قال:-أمر الله سبحانه جميع النساء بإدناء جلابيبهن على محاسنهن من الشعور والوجه وغير ذلك حتى يعرفن بالعفة فلا يفتتن ولا يفتن غيرهن فيؤذيهن.(رسالة تبحث في مسائل السفور والحجاب ص 6)
الدليل الثالث- {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور60
قال القرطبى القواعد: العجز اللواتي قعدن عن التصرف من السن وقعدن عن الولد والحيض هذا قول أكثر أهل العلم. وقد وردت عدة آثار في تفسير هذة الآية نقتصر على بعضها الذي يمثل رأى الجمهور- فقد ذكر ابن جرير أثرا صحيحا عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه يقول في هذة الآية (فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن ) قال الجلباب. جامع البيان (18/127) وقد ذكر البيهقى(7/93) أثرا صحيحا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه كان يقرأ(أن يضعن ثيابهن) قال الجلباب . وقد قيل أن الجلباب هو الملحفة وقيل القناع(يرجع إلى كلام الشوكانى كما ذكرنا سابقا). قال ابن كثير –وقوله(وان يستعففن خير لهن). أي وترك وضعهن لثيابهن –وإن كان جائزا –خير وأفضل لهن والله سميع عليم. ويفسر لنا الآية والمقصود من الجلباب هذا الأثرالذى ذكره البيهقى(7/93)- عن عاصم الأحول قال كنا ندخل على حفصة بنت سيرين وقد جعلت الجلباب هكذا وتنقبت به فنقول لها رحمك الله قال الله تعالى(والقواعد من النساء اللاتى لايرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن) .هو الجلباب قال فتقول لنا أي شيء بعد ذلك فنقول (وأن يستعففن خير لهن).فتقول.هو إثبات الجلباب. هكذا فهمت حفصة بنت سيرين التابعية الجليلة أن معنى وأن يستعففن خير لهن هو الجلباب وتطبيقها العملي له هو التنقب أي ستر الوجه.
قلت يفهم من الآية أن العجائز من النساء وهن اللاتى قعدن عن الحيض والولد ولا رغبة لهن فىالزواج,يجوز لهن كشف الوجه والكفين بشرط أن يكن غير متبرجات بزينة( الزينة التي توضع على الوجه والكفين)
فليس عليهن جناح في ذلك أي ليس عليهن إثم وغيرهن من الشابات عليهن جناح في كشف وجوههن وأيديهن أمام الأجانب الذين ليسوا لهن بمحارم . وماذا يفهم من قوله تعالى( أن يضعن ثيابهن)؟ أيفهم منه أن تنخلع المرأة من ثيابها وتتعرى؟ أم أن المقصود منه أن تضع جلبابها الذي على وجهها وهو ما تغطى به المرأة وجهها كما بينت حفصة بنت سيرين رحمها الله وكما قالت أمنا عائشة رضي الله عنها في حديث الإفك حيث قالت (فخمرت وجهي بجلبابي) وهو في الصحيح.؟ كذلك قوله تعالى(غير متبرجات بزينة) يبين لنا محل وضع الثياب وهو الوجه والكفين حيث أن الزينة غالبا توضع على الوجه كالكحل في العينين والأحمر على الخدين والشفتين وغيرها من أدوات الزينة وكذلك قوله تعالى (وأن يستعففن خير لهن) أي يبقين على ترك وضعهن لثيابهن أي يبقين على تغطية وجوههن وأيديهن
الدليل الرابع- { وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ -الآية31 النور
يقول الشيخ محمد ابن العثيمين رحمه الله-يعنى لا تضرب المرأةبرجلها فيعلم ما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرجل فإذا كانت المرأة منهية عن الضرب با لأرجل خوفا من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف بكشف الوجه. فأيهما أعظم فتنة أن يسمع الرجل خلخالا بقدم امرأة لا يدرى ماهى وما جمالها لا يدرى أشابة أم عجوز, أيهما أعظم فتنة هذا أو أن ينظر إلى وجه سافر جميل ممتلىء شبابا ونضارة بما يجلب الفتنة ويدعو إلى النظر إليها. ؟ إن كل إنسان له إربة في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظم وأحق بالستر والإخفاء. رسالة الحجاب (9) الدليل الخامس:- قوله تعالى {لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً }الأحزاب55 . قال ابن كثير في تفسيرهذةالآية(3/506)-لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب عنهم,كما استثناهم في سورة النور عند قوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ }النور31. وجاء في تفسير الجلابين في الآية
لاجناح عليهن أن يروهن ويكلموهن من غير حجاب ).انتهى .وهذا استثناء من الأصل العام وهو فرض الحجاب ففي الآية نفى الجناح بخروج المرأة أمام محارمها كالأب والابن غير محجبة الوجه والكفين أما غير المحارم فواجب على المرأة الاحتجاب عنهم .
ثانيا- الأدلة من السنة:- -الدليل الأول-حديث المرأة عورة
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان- رواه الترمذي (1173) وصححه الألباني في الإرواء273 وحققه الشيخ مصطفى العدوى في رسالة الحجاب وقال رجاله ثقات ويصلح الاحتجاج به – أما قوله المرأة عورة فقال المباركفورى في تحفة الأحوزى(3/337) (جعل المرأة نفسها عورة لأنها إذا ظهرت يستحيى منها كما يستحى من العورة إذا ظهرت والعورة السوأة وكل ما يستحى منه إذا ظهر , وكلمة استشرفها أي زينها في نظر الرجال). قلت ووجه الاستدلال هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرأة عورة أي عمم جميع المرأة ولم يستثنى منها الوجه والكفين.أنهما ليسا بعورة فدل ذلك على أن جميع بدن المرأة عورة بما فيه الوجه والكفين ووجب ستره وتضمن ذلك ستر الوجه والكفين
الدليل الثاني-الإذن للنساء في الخروج لحاجتهن
قال الإمام البخاري(فتح8/528) عن عائشة رضي الله عنها قالت –خرجت سودة –بعدما ضرب الحجاب لحاجتها,وكانت إمرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر بن الخطاب فقال يا سودة, أما والله ما تخفين علينا,فانظري كيف تخرجين,قالت:فانكفأت راجعة,ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنه ليتعشى وفى يده عرق,فدخلت فقالت يارسول الله , إني خرجت لبعض حاجتي فقال لىعمركذا وكذا:فأوحى الله إليه,ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه فقال:إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن). والحاصل أنه لما نزلت آية الحجاب بالغ فىتحجبهن فقصد بعد ذلك أن لا يبدين أشخاصهن أصلا ولوكن مستترات فمنع منه ,وأذن لهن في الخروج لحاجتهن دفعا للمشقة ورفعا للحرج . ووجه الاستدلال هنا على مشروعية ستر الوجه أن عمر رضي الله عنه ما عرف سودة إلا بطولها وجسامتها كما أخبرت عنها عائشةرضى الله عنها في الحديث فدل ذلك على أن وجهها كان مستورا ولو كانت كاشفة لوجهها لما احتاج أن يقول ما تخفين علينا
.الدليل الثالث-فعل عائشة رضي الله عنها.
في حديث الإفك- قالت عائشة:..وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكوانى من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي,فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني,وكان يراني قبل الحجاب,فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني,فخمرت وجهي بجلبابي.." الحديث أخرجه البخاري(8/452) ومسلم ص (2129)
قال الحافظ ابن حجر(فتح البارى8/463) قوله فخمرت: أي غطيت . قلت ووجه الاستدلال هنا أن عائشةرضى الله عنها أفادت عن سبب معرفة صفوان بن المعطل لها حين رآها أنه رضي الله عنه كان يراها قبل نزول الحجاب فدل ذلك على أنه بعد نزول الحجاب أنها سترت وجهها فلم تعرف بعد ,وكذلك أنها لما كانت وحدها في هذا المكان الذي غادره الجيش ولم يكن فيه أحد نامت وقد رفعت الجلباب عن وجهها ولما أصبح صفوان بن المعطل عندها عرفها لأنه كان يراها قبل نزول الحجاب فقال إنا لله وإنا إليه راجعون فاستيقظت رضي الله عنها باسترجاعه فتحجبت منه فغطت وجهها بجلبابها,ففي هذا الحديث الصحيح دليل واضح لكل أخت مؤمنة لها في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله وزوجتة في الجنة أسوة حسنة في ستر الوجه والكفين .هذا وقد ورد أثر صحيح آخر عند الإمام مسلم والحديث برقم(1211) .عن صفية بنت شيبة.قالت:قالت عائشة رضي الله عنها,يا رسول الله أيرجع الناس بأجرين وأرجع بأجر؟فأمر عبدا لرحمن بن أبى بكر أن ينطلق بها إلى التنعيم,قالت فأردفنى خلفه على جمل له ,قالت فجعلت أرفع خماري أحسره عن عنقي,فيضرب رجلي بعلة الراحلة,قلت له وهل ترى من أحد ؟, قالت فأهللت بعمرة ثم أقبلنا حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحصبة. (رواه مسلم . والمعنى أن عائشة رضي الله عنها أحزنها أن ترجع إلى المدينة ولا تأتى بعمرة مع الحج كما فعل الناس فشكت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم .فأمر أخوها عبد الرحمن أن ينطلق بها إلى خارج الحرم ( التنعيم) لتحرم من هناك بعمرة فركبت خلفه على الجمل فلما رأت السيدة عائشة أنها في خلاء ليس فيه أحد جعلت تكشف خمارها وتبعده عن وجهها من أسفل عنقها فجعل عبد الرحمن يضرب رجلها بعود بيده عامدا لها حيث تكشف خمارها غيرة عليها وظاهر أمره أنه يضرب الراحلة ,فقالت له رضي الله عنها ردا على فعله هذا ,وهل ترى من أحد ؟ أي نحن في خلاء وليس هنا أجنبي أستتر منه .فلله در أم المؤمنين ما أعظم حياؤها وعفتها,مع أن الله برأها من فوق سبع سماوات وتوعد الذين ينالون منها بأشد العذاب فقال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور23 ومع هذا كله تحرص رضي الله عنها على الالتزام والامتثال لأمر الله بالحجاب وهذا يذكرنا بقول الله عز وجل {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36 .كما أورد الإمام الذهبىأثرأ في سير أعلام النبلاء(3/491), وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى(4/308),(عن أحمد بن محمد الأزرقى:أنبأنا عبد الرحمن بن أبى الرجال عن ابن عمر,قال لما اجتلى رسول الله- صفية رأى عائشة متنقبة في وسط النساء فعرفها,فأدركها, فأخذ بثوبها, فقال:ياشقيراء كيف رأيت؟ قالت رأيت يهودية بين يهوديات),وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى(8/99). والحديث رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاع بين عبد الرحمن وابن عمر إلا أنه يشهد له ماسبق من الآثار الصحيحة عن عائشة , ومما سبق رد على من زعم أن النقاب لا أصل له فى الدين, وفيه أيضا بيان لصفة الحجاب الشرعى الذى أمر الله به فى الآيات حيث كان هذا هو التطبيق الفعلى له من قبل عائشة رضى الله عنها ولو كان غير ذلك لبينه النبى صلى الله عليه وسلم لعائشةرضى الله عنها.
الدليل الرابع- فعل الصحابيات:
عن صفية بنت شيبة أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول لما نزلت هذه الآية(وليضربن بخمرهن على جيوبهن)أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحوا شى فاختمرن بها.رواه البخاري (فتح البارى8/489)ورواه البخاري من طريق آخر معلقا عن عائشة قالت :يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله(وليضربن بخمرهن على جيوبهن)شققن مروطهن فاختمرن بها. قال الحافظ ابن حجر(فتح
)قوله فاختمرن :أي غطين وجوههن وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه بالجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنع .ووجه الاستدلال هو فعل الصحابيات رضي الله عنهن وسرعة استجابتهن لأمر الله وتفسير كلمة خمرهن بستر الوجه.وعن فاطمة بنت المنذر رحمها الله قالت(كنا نخمر وجوهنا, ونحن محرمات مع أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنهما).أخرجه الإمام مالك في الموطأ(1/328) والحاكم(1/454) وصححه ,ووافقه الذهبي . وفى هذا دليل على أن عمل النساء في زمن الصحابةرضى الله عنهم كان على تغطية الوجوه من الرجال الأجانب , وأن هذا الأمر كان عاما في النساء لا في زمن الصحابة فقط بل فيما بعدهم أيضا.
الدليل الخامس:فعل أسماء رضي الله عنها:
عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبى بكررضى الله عنهما قالت (كنا نغطى وجوهنا من الرجال,وكنا نمتشط قبل ذلك فىالإحرام) أخرجه الحاكم(1/454) وقال صحيح على شرط الشيخين , ووافقه الذهبي
وللحديث شاهد آخر عند أبى داود وأحمد والبيهقى(5/48)من حديث عائشة رضي الله عنها قالت( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزنا كشفناه) ولكن في إسناد هذا الحديث يزيد بن أبى زياد وهو ضعيف ولكن هذا الحديث يقويه حديث أسماء السابق.قال الشوكانى في( النيل) واستدل بهذا الحديث على أنه يجوز للمرأة إذا احتاجت إلى ستر وجهها لمرور الرجال قريبا منها أن تسدل ثوبها من فوق رأسها على وجهها . وقال ا بن المنذر (أجمعوا على أن المرأة تلبس المخيط والخفاف , وأن لها أن تغطى وجهها فتسدل الثوب سدلا خفيفا تستتر به عن نظر الرجال) . نيل الأوطار(5/77) الدليل السادس:-عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فقالت أم سلمة,كيف يصنع النساء بذيولهن ؟ قال يرخين شبرا فقالت إذن تنكشف أقدامهن,قال فيرخينه ذراعا ولا يزدن عليه. رواه الترمذىوأبوداود وصححه الألباني(2/776) وفى رواية عن ابن عمر ( أنهن قلن إن شبرا لا يستر من عورة فقال:اجعلنه ذراعا ,فكانت إحداهن إذا أرادت أن تتخذ درعا أرخت ذراعا فجعلته ذيلا .)المسند (2/90).وقد أقرهن النبي صلى الله عليه وسلم على جعل القدمين عورة. هذا وإذا كان القدمان من العورة فما الظن بالوجه الذي يفتتن الرجال برؤيته, فهل يعقل أن يأمر الإسلام المرأة أن تستر شعرها وقدميها وأن يسمح لها أن تكشف وجهها ويديها؟ وأيهما تكون الفتنة فيه أكبر الوجه أم القدمان؟. الدليل السابع:قصة عائشة رضي الله عنها مع عمها من الرضاعة- وهو أفلح أخو أبى القعيس- لما جاء يستأذن عليها بعد نزول الحجاب,فلم تأذن له حتى أذن له النبي صلى الله عليه وسلم,لأنه عمها من الرضاعة. متفق على صحته قال الحافظ ابن حجر في الفتح(9/152) وفيه وجوب احتجاب المرأة من الأجانب. الحديث رواه البخارى8/392) ومسلم رقم(1444)
الدليل الثامن:حديث أم عطيةرضى الله عنها, فىصحيح مسلم–أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد,قلن:يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب,فقال النبي صلى الله عليه وسلم لتلبسها أختها من جلبابها. ووجه الدلالة أن المرأة لا يجوز لها الخروج من بيتها إلا متحجبةبجلبابها الساتر لجميع بدنها , وقد تكلمنا في معنى الجلباب فيما سبق .
الدليل التاسع:-احتجاب أمهات المؤمنين:- فقد أورد ابن سعد في الطبقات فقال أخبرنا محمد بن عمر حدثنا إبراهيم ابن زيد المكي وسفيان ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبى جعفر قال:كان الحسن والحسين لا يريان أمهات المؤمنين...,فقال ابن عباس:إن رؤيتهن لهما تحل. الطبقات الكبرى(8/178) , وقال: أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد لله بن أبى يحيى عن بُثينة بنت حنظلة عن أمها, أم سنان الأسلمية قالت :لما نزلنا المدينة لم ندخل حتى دخلنا مع صفية منزلها, وسمع بها نساء المهاجرين والأنصار,فدخلن عليها متنكرات , فرأيت أربعا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم متنقبات:زينب بنت جحش , وحفصة, وعائشة ,وجويرية... الحديث-الطبقات الكبرى (8/126)
الدليل العاشر:عن أنس رضي الله عنه في قصة زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفية رضي الله عنها:فقال المسلمون إحدى أمهات المؤمنين أو مما ملكت يمينه؟ ,فقالوا إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين وإن لم يحجبها فهى مما ملك يمينه ,فلما ارتحل وطأ لها خلفه ومد الحجاب بينها وبين الناس(رواه البخاري) ومسلم رقم(1365) , وفى رواية أخرى عن أنس رضي الله عنه قال :فلما قرب البعير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج, وضع رسول الله صلى اله عليه وسلم رجله لصفية لتضع قدمها على فخذه,فأبت ووضعت ركبتها على فخذه. وسترها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملها وراءه وجعل رداءه على ظهرها ووجهها ثم شده من تحت رجلها وتحمل بها وجعلها بمنزلة نساءه . , قال الشيخ عبد العزيز بن خلف:- وهذا الحديث من أدلة الوجوب أيضا لأنه من فعله صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة فهو عمل كامل, حيث إنه صلى الله عليه وسلم ستر جسمها كله, وهذا هو الحق الذي يجب إتباعه, فهو القدوة الحسنة, ولو لم يكن دليل من النصوص الشرعية على وجوب ستر المسلمة وجهها وجميع بدنها ومقاطع لحمها إلا هذا الحديث الصحيح, لكفى به موجبا وموجها إلى أكمل الصفات. نظرات في حجاب المرأة المسلمةص97
ثالثا:الاعتبار الصحيح والقياسنتبع