أن أفواجاً من المتمردين شوهدت مساء أمس الخميس وهي تقوم بتسليم نفسها لقوات الأمن، وأن لجنة مشتركة تتولى عملية الاستقبال اتخذت لنفسها مقراً وسط المدينة، بانتظار وصول المزيد من العناصر خلال الساعات القادمة، في أكبر انهيار في صفوف التمرد، تسبب به مقتل واستسلام عدد من كبار القادة الحوثيين، بجانب تواتر الأنباء التي تتناقلها مختلف الأوساط عن انكسارات كبيرة منيت بها قوات التمرد على الصعيد الميداني لمختلف المحاور، التي تعتبر معاقلها الرئيسية.
وأفادت المصادر: أن قيادات وزارة الداخلية، وقيادات حكومية، وعدد من المشائخ شكلوا لجنة مشتركة لاستقبال العناصر المستسلمة، في أعقاب قيام أربعة من القادة الميدانيين- إثنان منهم بمحور المدينة- بتسليم أنفسهم بعد ظهر الخميس، وأخذ "عهد الأمان" لأتباعهم، الذين بدءوا بالتوافد لتسليم أنفسهم منذ ما بعد صلاة عشاء أمس.
وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن وحدة من القوات الخاصة، هاجمت صباح الخميس حشداً للمتمردين الذين تسللوا في جنح ظلام الليلة السابقة الى إحدى المناطق الجبلية الواقعة الى الجنوب الغربي من القصر الرئاسي بصعدة، فيما بدا تحضيراً لهجوم جديد، غير أن القوات الحكومية داهمتها قبل استكمال استعداداتها، وخاضت معها مواجهات شرسة استمرت طيلة نهار الخميس، وهي الآن تحاصرها من جميع الجهات، وباسناد من وحدة طائرات مروحية، وسط توقعات ترجح استسلام عناصر التمرد خلال الساعات القادمة على خلفية الحصار المحكم، وانقطاع أملها في وصول أي تعزيزات.
وفيما كشف المصدر اونلاين عن مقتل "حسن ثورة"- أحد القادة الميدانيين للحوثي وعضو لجنة الوساطة سابقا- و"فرحان مقيت" شقيق شيخ قبائل لواء الشام في منطقة باقم شرق صعدة، فإنه أكد أيضاً مقتل شقيق "وضاح نصير"- القائد الميداني للتمرد بمدينة صعدة، الذي قتل منتصف رمضان- ظهر يوم الخميس على يد قناص من أفراد الجيش، وقيام شقيقيه الآخرين بتسليم نفسيهما للنائب الشيخ عثمان مجلي، وأن أجهزة الأمن ألقت القبض على اثنين آخرين من المقاتلين الحوثيين في حي السفال بمدينة صعدة القديمة.
وأكد أيضاً طبقاً لمصدر عسكري في اللواء 105 سيطرة الجيش يوم الخميس على "المنزالة" و"مفرق ذويب" ووصولهم إلى "جبال الجنائز" جنوب "الملاحيظ"، منوهاً إلى أن أفراد الجيش تمكنوا من أسر خمسة من الحوثيين، بينما استشهد جندي وأصيب آخر، في نفس الوقت الذي واصل الطيران قصف عدد من المناطق القريبة من "الطلح" بمديرية "سحار"، التي يعتقد تواجد المتمردين فيها.
وعلى الصعيد ذاته، فإن مصادر محلية كشفت لـ"نبأ نيوز" أن القصف الذي استهدف مقر قيادة التمرد في "الجميمة" و"مران" تسبب بمقتل أحد قيادات التمرد، وعدد من العناصر، وتفجير مخزناً للذخيرة سمع دوي انفجاراته على مسافات بعيدة.. مؤكدة أن المتمردين تكبدوا خلال عمليات الخميس خسائراً فادحة في جميع محاور القتال، وأنهم يشهدون انكسارات لم يشهدوا لها مثيلاً من قبل.
هذا وكان مصدر عسكري أكد مساء الخميس قيام القوات المسلحة بتدمير أوكار ومتارس عناصر الإرهاب والتمرد في "جهور" و"وادي حرف" و"طلان" و"الوريدة" و"جبل حرم" و"وادي المجزاف" و"قرية صلاح".
وأضاف المصدر: إن وحدات عسكرية وأمنية نجحت في تدمير أوكار الإرهابيين في "تبة الكبشين" والمناطق الواقعة على طريق صعدة "عين"، وتمشيط المزارع الواقعة بالقرب من تلك الأوكار.. وأن وحدة عسكرية متخصصة بأعمال القنص تعاملت بحرفية قتالية عالية مع مجموعة إرهابية كانت تقوم بالقنص على المواطنين وأفراد القوات المسلحة والأمن في المناطق المحيطة بنقطة المقاش، بالاضافة الى التصدي لمجاميع إرهابية تسللت الى مناطق "غلفقان" و "آل البعران" و"سودان" و"العند"، وأوقعت في صفوف تلك العناصر الارهابية خسائراً كبيرة.
كما أشار إلى أن وحدات الجيش تصدت في محور سفيان لمحاولات مستميتة للمتمردين في منطقة "صيفان"، وقامت بتمشيط المنطقة من تلك العناصر، وتدمير سيارة كانت تحمل مؤن وأسلحة على طريق الجوف، فيما تمكنت وحدة هندسية من اكتشاف كمية من الألغام والمتفجرات التي زرعتها العناصر الإرهابية على الطرق لاعاقة حركة السير ومنع وصول الامدادات للمواطنين في منطقة "السنارة" وتم ابطال مفعولها.. في نفس الوقت الذي أشار الى أن القوات المسلحة دكت تحصينات لعناصر الإرهاب والتمرد في "الملاحيظ"، ودمرت عدداً من أوكارهم، كما قامت بتدمير عدد من السيارات التابعة للمتمردين كانت تحمل عتاداً وأسلحة.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع ما نقلته "نبأ نيوز" من سقوط أكثر من (60) متمرداً قتيلاً في معارك مساء الأربعاء وصباح الخميس، في محوري سفيان ودماج، ومناطق أخرى استهدفتها القوات الجوية بعدة طلعات بعد أن لاذ الفارين من المناطق التي تم تطهيرها اليها بينها منطقة "كولة الحيرة"، التي تحولت الى ثاني أكبر معاقل المتمردين، بعد سيطرة الجيش على "الشقراء" وما حولها.. لتتوالى بذلك أوسع عمليات تطهير تشهدها محافظتي صعدة وعمران، وبتلاحم منقطع النظير من أبنائهما المتطوعين الذين أصبحوا ظهيراً مؤازراً للجيش.