يا امير الكلمة الحرة محمد الفاتح الملتزمة والمعبرة عن الام الشعوب المقهورة
لك مني عاطر التحية والتقدير واطيب المنى
واسمحلي انقل هذه الاضافه في موضوعك
من اجل القدس
يا قُدسُ صبراً فانتصاركِ قادمٌ **** واللِّصُّ يا بَلَدَ الفداءِ جَبَانُ
حَجَرُ الصغير رسالةٌ نُقِلَتْ على **** ثغر الشُّموخ فأصغت الأكوانُ
يا قدسُ، وانبثق الضياء وغرَّدتْ **** أَطيارُها وتأنَّقَ البستانُ
يا قدس، والتفتتْ إِليَّ وأقسمتْ **** وبربنا لا تحنَثُ الأَيمانُ
واللّهِ لن يجتازَ بي بحرَ الأسى **** إلاَّ قلوبٌ زادُها القرآنُالقدس هي اسلامية وحقها ثابت في القران والسنة :
الارض المباركة فلسطين :
واول ما ينبغي معرفته ان الله تعالى ذكر القدس وما حولها وخصها بالبركة في مواضع متعددة من كتابه ، وانظر الى ( الاعراف 137 ، واية الاسراء ،
و الانبياء 71 ، 81 ، وسبأ 18) ، وقد فسر العلماء البركة التي اودعها الله في ارض الاسراء انها بركات الدين التي اودعها الله في ارض الاسراء ،
انها بركات الدين والدنيا ، اما بركات الدين فلانها مبعث اكثر الانبياء عليهم السلام ، واما بركات الدنيا فلكثرة خيراتها .
وهذه البركات خص الله بها المؤمنين الموحدين من عباده وليس في الدنيا موحدين متبعون للانبياء الا اهل الاسلام ، وقد كان اخر من حل في ارض الاسراء
من الانبياء محمد عليه الصلاة والسلام ، فالاسراء عنوان وراثة البركات الدينية وان اتباع محمد صلى الله عليه وسلم هم الذين اختارهم الله لعمارة ارض الاقصى .
وقد جاءت الاحاديث الصحيحة تقدم التفسير لمعنى الاسراء بكون ارض فلسطين بخاصة ، والشام بعامة ، هي ملك المسلمين :-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ستجندون اجنادا : جندا بالشام ، وجندا باليمن ، وجندا بالعراق ، فقال الحوالي : يا رسول الله ، اختر لي ، فقال :
عليك بالشام ، فانها خيرة الله من ارضه ، يجتبي اليها حزبه من عباده فمن ابى ، فليلحق بيمنه ، وليسق من غدره –جمع غدير- فان الله قد تكفل لي بالشام واهله "
قال الراوي وكان الحوالي – الصحابي راوي الحديث – يقول : من تكفل الله به ، فلا ضيعة عليه " .
حديث صحيح رواه الامام احمد عن عبدالله بن حوالة الازدي
قال ابن تيمية : في هذا الحديث مناقب المهاجرة ، ويؤيد هذا الحديث ما رواه ابو داود باسناد حسن عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"ستكون هجرة بعد هجرة ، فخيار اهل الارض الزمهم مهاجر ابراهيم ... "
وفي الحديث الصحيح الذي رواه الحاكم وابو نعيم في الحلية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اني رايت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فنظرت فاذا
هو نور ساطع ، عمد به الى الشام ، الا ان الايمان -اذا وقعت الفتن- في الشام "
القدس للمسلمين ،
والاقصى موجود قبل ان يعرف اسم الهيكل :
وهذا ليس ادعاء وانما هو حق قرره الله تعالى في القران والكتب السماوية السابقة ، فقد ثبت ان المسجد الاقصى بني في المدة التي بني فيها مسجد مكة ، وان بين بناء مسجد
مكة والمسجد الاقصى اربعين سنة ، ولما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري واحمد عن ابي ذر قال : قلت يا رسول الله ، اي المساجد وضع في الارض اول ؟
قال : المسجد الحرام ، قال : قلت ثم اي ؟ قال : المسجد الاقصى ، قلت : كم كان بينهما ، قال اربعون سنة .
وقد سماه الله مسجدا قبل ان يفتح المسلمون القدس ، فلا يمكن ان يكون المسجد الاقصى هو الهيكل المزعوم ، فسليمان عليه السلام جاء بعد زمن طويل من زمن سيدنا ابراهيم
عليه السلام ، لان الله سمى اماكن العبادة للديانات الثلاث ، وخص كل ملة بمسمى فقال تعالى في سورة الحج " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع
وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ... "
فلو كان المسجد الاقصى يوم نزول اية الاسراء موضعا لعبادة النصارى او اليهود ، لسماه باسمه الخاص بهم ، ولكن الله سماه مسجدا ، لانه كان وسوف يصبح مسجدا
للمسلمين ، ولعله كان يومها مسجد لقلة قليلة من الناس الذين يعبدون الله على ملة ابراهيم ، لا تنتمي الى النصارى ، ولا الى اليهود ، لان مكان المسجد الاقصى لم يكن
يوم نزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معبدا للنصارى .
لان النصارى اتخذوا كنيسة القيامة معبدا لهم ، ولم يكن معبدا لليهود ، لان اليهود لم يؤمنوا برسالة عيسى عليه السلام ، ولهذا فان من بقي منهم على يهوديته كان يعد كافرا
، لانه كفر بالنبي عيسى عليه السلام الذي ارسله الله تعالى بالانجيل ، وقد سمى الله المسجد الاقصى مسجدا ، لانه يسجد فيه لله تعالى وحده ، والذي يسجد لله وحده يؤمن
بانبيائه ، واليهود كفروا باخر نبي ارسل اليهم ، فهم كفار ، ولا يعد مكان عبادتهم مسجدا .
ولو كان مكان المسجد الاقصى معروفا باسم اليهكل لذكره الله تعالى بهذا الاسم فيفهم الناس المراد ، لان رحله الاسراء كانت معجزة لنبينا يتحدى بها العرب المشركين ،
برحلته الى مكان يعرفونه ، ولم ينقل ان احد من العرب اعترض على اسم المسجد الاقصى ، مع معرفتهم مكانه ، واسمه ، لكثرة رحلاتهم الى نواحيه للتجارة ، ولكثره من
يقدم من الشام الى مكة للهدف نفسه .
ومنذ تاسيس المسجد الاقصى ، في الزمان الغابر ، بقي مقصد اهل التوحيد ، واقدم من عرفنا من عماره "ملكي صادق" ملك اليبوسيين احدى القبائل الكنعانية العربية
التي بنت مدينة القدس ، وكان "ملكي صادق" موحدا ويقدم قرابينه في ساحة المسجد الاقصى وعاصر ابراهيم عليه السلام وانعقدت بينهما اواصر المودة ، ولو لم يكن
"ملكي صادق" موحدا ما انعقدت هذه المودة بين ابراهيم عليه السلام نبي التوحيد وبين "ملكي صادق" .
وعندما هاجر ابراهيم عليه السلام ، الى فلسطين ، كانت قداسة المسجد الاقصى مشهورة عند اهل التوحيد ، لان الله تعالى اخبر انه نجى ابراهيم ولوطا الى الارض التي
بارك فيها للعالمين ، وقلنا ان البركة هي بركة الدين والدنيا ، وهي بركة اودعها الله هذه الارض في الزمن القديم قبل ابراهيم عليه السلام .
وقد اشارت التوراه الى استجابه الله لدعوة ابراهيم عليه السلام ووعده بتكثير ذريته من اسماعيل عليه السلام ، وان يكون من ذريته نبي في جبال "فاران"
التي هي جبال مكة ، وذلك النبي هو محمد صلى الله عليه وسلم ، كما ذكرت التوراه ايضا اخبار موسى قومه بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وجاء اسمه بلفظ "مادماد "
ولكن اليهود لغبائهم ، لم يعرفوا معناه ، فلم يمحوه من توراتهم ، كما ذكر السمؤال في رسالته ( افحام اليهود ) واخيرا بشر عيسى عليه السلام قومه برسول ياتي من
بعده اسمه احمد ، كما جاء في القران الكريم .
ولان القدس مبعث غالب الانبياء ، ثم كان مبعث نبينا في مكة فقد اراد الله ان يربط بين مكة والقدس برباط التوحيد ، ايذانا بان اسماعيل عليه السلام ، اكبر ابناء
ابراهيم عليه السلام ، هو الوارث لعقيدة التوحيد ، وان ذريته التي وعد الله ابراهيم بتكثيرها هي التي تتولى نشر هذه العقيدة تحت لواء الاسلام الذي ارسل الله به
محمد صلى الله عليه وسلم ومن هنا كان الاسراء الى القدس ثم العروج منها الى السماء .
حكمة الاسراء بالرسول اولا الى بيت المقدس :
وقد تكلم العلماء في الحكمة من الاسراء بالرسول اولا الى بيت المقدس ، قبل المعراج وذكروا اسبابا كثيرة ، ولكن اقواها - والله اعلم – ان يجمع تلك الليلة بين
المسجدين ، مركزي التوحيد "انظر تفسير ابن كثير .. سورة الاسراء " ولذلك يقول سيد قطب – رحمه الله – في ظلال القران : "والرحلة من المسجد
الحرام الى المسجد الاقصى ، رحلة مختارة من اللطيف الخبير ، تربط بين ديانات التوحيد الكبرى من لدن ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ، الى محمد خاتم النبيين ،
وتربط بين الاماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعا وقد اريد بهذه الرحلة العجيبة اعلان وراثه الرسول الاخير لمقدسات الرسل قبله ، واشتمال رسالته على هذه المقدسات
، وارتباط رسالته بها جميعا " ص 15/12
وقال الشيخ محمد الغزالي في كتابه "فقه السيرة " :
"ان هذا يرجع بنا الى تاريخ قديم ، فقد ظلت النبوات دهورا طوالا وهي وقف على بني اسرائيل ، وظلت بيت مهبط الوحي ومشرق انواره على الارض ، فلما اهدر
اليهود كرامة الوحي ، واسقطوا احكام السماء حلت بهم لعنة الله ، وتقرر تحويل النبوة عنهم الى الابد ، ومن ثم كان مجيء الرسالة الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،
انتقالا بالقيادة الروحية في العالم من بلد الى بلد ، ومن ذرية اسرائيل –يعقوب- الى ذرية اسماعيل –العرب- ومضت ارادة الله وحملت الامة الجديدة رسالتها ،
وورث النبي العربي تعاليم ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب وقام يكافح لنشرها وجمع الناس عليها فكان من وصل الحاضر بالماضي وادماج الكل في حقيقة واحدة ،
ان يعد المسجد الاقصى احد ثلاثة مساجد تشد اليها الرحال ، وان ينتقل اليه الرسول في اسرائه .
ويدلك على صحه هذا التاويل : ان رحلة الاسراء اتخذت المسار الذي كان يسلكه ابراهيم عليه السلام في تردده بين مكة والارض المباركة ، واسكن سارة وابنها
اسحق في فلسطين ، ولو كانت الحكمة اثبات معجزة الاسراء فقط لاسرى الله بنبيه الى اي مكان اخر بعيد لا يعرفه العرب ولا يعرفه رسول الله من قبل .
ومما يقوي هذا التاويل ايضا : ما ذكره ابن كثير في تفسيره القران العظيم ، حيث قال : ( والمسجد الاقصى هو بيت المقدس الذي بايلياء ، معدن الانبياء
من لدن ابراهيم الخليل ، ولهذا جمعوا لرسول الله كلهم هناك ، فامهم في محلتهم ودارهم ، فدل على انه هو الامام الاعظم والرئيس المقدم ، وقد ورد في الاحاديث الصحيحة ،
ما يؤكد ان النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع بالانبياء في السموات ثم نزل الى بيت المقدس ثانية ، وهم معه ، وصلى بهم فيه "
التوجيه الالهي بان تكون فلسطين وما حولها ، تحت قيادة الاسلام :
وقد تتابعت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية ، نحو تحقيق هذا التوجيه الالهي ، اما السنة القولية ، فتتمثل في المعاني التالية :
1. مدح ديار الشام ، ومنها القدس ، والترغيب في سكناها ، والرباط فيها ، والاحاديث الواردة انفا في هذا المقال تثبت ذلك .
2. بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضائل بيت المقدس ، وسن الاحكام الفقهية التي يسن اتباعها نحو المسجد الاقصى ، وكاَن المسجد بيد المسلمين ،
متحقق فتحه ، من ذلك ما رواه الامام احمد ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان نستقبل القبلتين ببول او غائط جـ 2 / 210. وبين رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان المسجد الاقصى احد ثلاثة مساجد لا تشد الرحال الا اليها ، والحديث متواتر ، رواه ستة من الصحابة ، وله عنهم ست عشر طريقا ، ورغب النبي صلى الله عليه
وسلم في الصلاة بالمسجد الاقصى ، في الحديث الذي رواه الامام احمد عن ذي الاصابع قال : قلت يارسول الله : ان ابتلينا بعدك بالبقاء اين تامرنا ، قال :
عليك ببيت المقدس ، فلعله ان ينشأ لك ذرية يغدون الى ذلك المسجد ويروحون " جـ 4 /67 .
وبين رسول الله ثواب الصلاة في المسجد الاقصى في الحديث الذي رواه الامام احمد عن ميمونه مولاة رسول الله قالت : يا نبي الله ، افتنا في بيت المقدس ، فقال :
ارض المنشر والمحشر ، ائتوا فصلوا فيه ، فان صلاة فيه كالف صلاة فيما سواه ، قالت : ارايت من لم يطق ان يتحمل اليه وياتيه ؟ قال : فليهد اليه زيتا يسرج فيه
، فان من اهدى له ، كان كمن صلى فيه ".
وجاء في الحديث " لا يقرب الدجال اربعة مساجد ، مسجد الحرام ، ومسجد المدينة ، ومسجد الطور ، والمسجد الاقصى "
وروى ابن ماجة : " من اهل بعمرة من بيت المقدس ، كانت كفارة لما قبلها من الذنوب " .
وارسل صلى الله عليه وسلم رسله الى الافاق لتبليغ رسالته ، واداء الامانة ، فاوفد رسله الى ملوك الارض يدعوهم الى الاسلام ، فكان دحية بن خليفة الكلبي ،
رسول رسول الله الى قيصر ملك الروم ( هرقل ) فوصلت الرسالة الى هرقل وهو بالقدس ، حيث جاء يحتفل بانتصاره على الفرس ، باذن الله ، كما ذكر
القران الكريم في سورة الروم ، ونعتقد ان توقيت وصول الرسالة الى هرقل وهو بالقدس له دلالاته في هذا السياق .
التقرير اعداد : محمد شرف
شاهد ايضا: مخطط اليهود لتقسيم المسجد الأقصى
فلاش جميل يوضح مخطط اليهود وخططهم التاريخية لتقسيم المسجد الأقصىابوعباد