المنتدى العربــي منتديــات كل الـعـرب
بيت المقدس .. المكانة والأمانة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك في المنتدى العربي منتديات كل العرب
شكرا بيت المقدس .. المكانة والأمانة 829894
ادارة المنتدي بيت المقدس .. المكانة والأمانة 103798
المنتدى العربــي منتديــات كل الـعـرب
بيت المقدس .. المكانة والأمانة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك في المنتدى العربي منتديات كل العرب
شكرا بيت المقدس .. المكانة والأمانة 829894
ادارة المنتدي بيت المقدس .. المكانة والأمانة 103798
المنتدى العربــي منتديــات كل الـعـرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ثورات الشعوب ليست ضد الاستعمار فحسب بل ضد الانظمة الفاسدة التي هي امتداد للأستعمار بأيادي داخليه
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

» نـــفـحـــــــــــات رمــــــــضـــــــانــــــــــيـةبيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالإثنين يونيو 05, 2017 12:29 am من طرفابوعماد» مناجاة رمضانية بيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالإثنين يونيو 05, 2017 12:27 am من طرفابوعماد» الوحده اليمنيهبيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالجمعة مايو 23, 2014 6:26 am من طرفابوعماد» الوحده اليمنيه في التاريخبيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالجمعة مايو 23, 2014 6:22 am من طرفابوعماد» على كل حال تحياتي لسعادة المدير ابو عمادبيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 7:26 am من طرفالمتميز» الشيخ/ظيف اللةمحمدعبدالرحمن الظبيانيبيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالأحد أكتوبر 13, 2013 4:14 am من طرفاميرباخلاقي» اسمحولي على الغياب الطويلبيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالأحد أكتوبر 13, 2013 4:00 am من طرفاميرباخلاقي» اجمل ترحيب بالاخ عبدالوهاب عبدالكريمبيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالثلاثاء أبريل 23, 2013 12:18 pm من طرفebraheem algobany» تصعيد مسلح في الحصبة يُهدد بحرف مسار مؤتمر الحوار الوطني الشاملبيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالخميس مارس 28, 2013 12:36 pm من طرفالجبني 2011» الرئيس السابق " صالح " يحارب وقت الفراغ بافتتاح صفحة رسمية على موقع ( فيسبوك )بيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالخميس مارس 28, 2013 12:31 pm من طرفالجبني 2011

 

 بيت المقدس .. المكانة والأمانة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
محمد الفاتح
اديب المنتدى
اديب المنتدى
محمد الفاتح


تاريخ التسجيل : 22/08/2009
العمر : 49

بيت المقدس .. المكانة والأمانة Empty
مُساهمةموضوع: بيت المقدس .. المكانة والأمانة   بيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالأحد سبتمبر 13, 2009 9:48 am

بيت المقدس.. المكانة والأمانة


زياد المشوخي | 28/2/1428


بعد مرور 55 عاماً على احتلال فلسطين، وكلما ادلهمت الخطوب واشتدت المحن، فإن المسلم المستنير بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تزيده تلك الأحداث إلا يقيناً بوعد الله الصادق بالنصر والتمكين للمسلمين في الأرض كلها وفي تلك الأرض خصوصاً. وقد ارتبطت قدسية المسجد الأقصى بالعقيدة الإسلامية منذ أن كان القبلة الأولى للمسلمين، فهو أولى القبلتين وقد سمي أيضاً مسجد القبلتين نسبة إلى ذلك.

وتوثقت إسلامية المسجد الأقصى بحادثة الإسراء والمعراج، قَالَ تَعَالَى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (الإسراء:1)، تلك المعجزة التي اختصت برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وما أن أدرك واستوعب المسلمون أهمية هذه المكانة الدينية الرفيعة للمسجد الأقصى وبيت المقدس وعلاقتهما الوثيقة بالعقيدة الإسلامية، حتى بدؤوا بأسلمتهما مادياً وسياسياً. فكان الفتح العمري لبيت المقدس سنة 15 هجرية 636 ميلادية، عندما دخلها الخليفة عمر بن الخطاب سلماً وأعطى لأهلها الأمان من خلال وثيقته التي عرفت بالعهدة العمرية.

حدود المسجد الأقصى: جاء في مجموعة الرسائل الكبرى: [المسجد الأقصى اسم لجميع المسجد …وقد صار بعض النّاس يسمّي "الأقصى" المصلّى الذي بناه عمر بن الخطّاب في المقدمة … وإنّما المسجد الأقصى كل ما حاط عليه سور الحرم].

وهذه جملة من الآيات والأحاديث الواردة في فضائل بيت المقدس وبلاد الشام، تنير الدرب وتبث التفاؤل في النفوس وتشحذ الهمم لنصرة إخواننا المستضعفين والمرابطين على ثرى فلسطين اليوم، فمن خصائص بيت المقدس والشام:

أنها أرض القداسة والبركة: فهي لا تذكر في كتاب الله إلا مقرونة بوصف البركة أو القداسة، قال تعالى عن المسجد الأقصى: "إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ" (الإسراء: من الآية1)، وقال تعالى على لسان موسى عليه السلام: "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ..." (المائدة: من الآية21)، وقال تعالى حكاية عن الخليل إبراهيم عليه السلام في هجرته الأولى إلى بيت المقدس وبلاد الشام: "وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ" (الأنبياء:71). وقال تعالى: "وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا" (الأعراف: من الآية137). وفي قصة سليمان عليه السلام يقول سبحانه وتعالى: "وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا" (الأنبياء: من الآية81) وعند حديث القرآن عن هناءة ورغد عيش أهل سبأ يقول سبحانه: "وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً" (سـبأ: من الآية18) وهي قرى بيت المقدس كما رُوي عن ابن عباس.

بسط الملائكة أجنحتها على الشام: فقد أخرج الترمذي وأحمد وصححه الطبراني والحاكم ووافقه الذهبي من حديث زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا طوبى للشام! ياطوبى للشام! يا طوبي للشام!، قالوا: يا رسول الله وبم ذاك؟ قال: تلك ملائكة الله باسطوا أجنحتها على الشام". قال العز بن عبدالسلام رحمه الله: [أشار رسول الله إلى أن الله سبحانه وتعالى وكل بها الملائكة، يحرسونها، ويحفظونها].

مضاعفة أجر الصلاة في المسجد الأقصى: عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال: تذاكرنا - ونحن عند رسول الله - أيهما أفضل: أمسجد رسول الله أَم بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى هو، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا. قال: أو قال: خير له من الدنيا وما فيها"، أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني. وفي الحديث أن صلاةً في المسجد الأقصى بمائتين وخمسين صلاةً فيما سواه عدا مسجدي مكة والمدينة، وَقَدْ اخْتَلَفَتْ الْأَحَادِيثُ فِي فضل الصلاة في المسجد الأقصى, قَالَ الْجُرَاعِيُّ: [وَرَدَ أَنَّ الصَّلَاةَ فِيهِ بِخَمْسِمِائَةِ, وَقَالَ الشَّيْخُ تَقِيِّ الدِّينِ: إنَّهُ الصَّوَابُ].

زمان تمني رؤية المسجد الأقصى: وحديث أبي ذر السابق يُشير إلى زمان تمني رؤية المسجد الأقصى.

البشرى بفتحه: وذلك من أعلام النبوة أن بَشر صلى الله عليه وسلم بفتحه قبل أن يُفتح ببضع عشرة سنة، عن عوف بن مالك قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أَدم، فقال: أعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار، فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً" رواه البخاري.

دعوة سليمان عليه السلام بالمغفرة لمن صلى في بيت المقدس: فعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: حكماً يصادف حكمه، وملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده, وألاّ يأتي هذا المسجدَ أحدٌ لا يريد إلاّ الصلاة فيه إلاّ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما اثنتان فقد أعطيهما, وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة" أخرجه النسائي وابن ماجة، والرجاء المذكور في الحديث متحقق لنبينا بإذن الله، كما استجاب الله لدعوات سليمان عليه السلام. ولأجل هذا الحديث كان ابن عمر رضي الله عنهما يأتي من الحجاز, فيدخل فيصلي فيه, ثم يخرج ولا يشرب فيه ماء مبالغةً منه لتمحيص نية الصلاة دون غيرها, لتصيبه دعوة سليمان عليه السلام.

ثبات أهل الإيمان فيه عند حلول الفتن: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " بَيْنَما أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ" أخرجه أحمد.

أنها حاضرة الخلافة الإسلامية في آخر الزمان: عن أبي حوالة الأزدي رضي الله عنه قال: وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي أو على هامتي ثم قال: "يا ابن حوالة: إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةِ فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَابِلُ وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْ النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ " أخرجه أبو داود وأحمد.

المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام: عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولاً؟ قال:المسجد الحرام. قال: قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصله، فإن الفضل فيه" رواه البخاري.

قبلة المسلمين الأُولى: كانت القبلة إلى المسجد الأقصى لمدة ستة أو سبعة عشر شهراً قبل نسخها وتحويلها إلى الكعبة ببلد الله الحرام. أخرج البخاري ومسلم بالسند إلى البراء بن عازب رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ثم صرفنا إلى القبلة.

مبارك فيه وما حوله: هو مسجد في أرض باركها الله تعالى، قال تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ" (الإسراء: من الآية1). قيل: لو لم تكن له فضيلة إلا هذه الآية لكانت كافية، وبجميع البركات وافية، لأنه إذا بورك حوله، فالبركة فيه مضاعفة. ومن بركته أن فُضل على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.

مسرى النبي صلى الله عليه وسلم: كان الإسراء من أول مسجد وضع في الأرض إلى ثاني مسجد وضع فيها، فجمع له فضل البيتين وشرفهما، ورؤية القبلتين وفضلهما. أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أُتيتُ بالبراق – وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه – قال: فركبت حتى أتيت بيت المقدس، قال: فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن، فقال جبريل صلى الله عليه وسلم اخترت الفطرة، ثم عرج بنا إلى السماء..".

دعوة موسى عليه السلام: كان من تعظيم موسى عليه السلام للأرض المقدسة وبيت المقدس أن سأل الله تبارك وتعالى عند الموت أن يدنيه منها. روى البخاري في صحيحه مرفوعاً: "فسأل موسى الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر". قال النووي: "وأما سؤاله – أي موسى عليه السلام – الإدناء من الأرض المقدسة فلشرفها".

إليه تشد الرحال: أجمع أهل العلم على استحباب زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وأن الرحال لا تشد إلا إلى ثلاثة مساجد منها المسجد الأقصى، وتلك المساجد الثلاثة لها الفضل على غيرها من المساجد فقد ثبت في الصحيحين من رواية أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا".

مقام الطائفة المنصورة: قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق، ظاهرين على من ناوأهم وهم كالإناء بين الأكلة، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" قلنا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال: "بأكناف بيت المقدس". أخرجه الطبراني في الكبير وصححه الألباني.

صلاح أهلها دليل صلاح الأمة: قال صلى الله عليه وسلم: "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة" أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد وصححه الألباني.

موت منافقيهم هماً أو غيظاً أو حُزناًً: فعن خُرَيْمَ بْنَ فَاتِكٍ الْأَسَدِيَّ قال: "أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ كَيْفَ يَشَاءُ وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ وَلَنْ يَمُوتُوا إِلَّا هَمًّا أَوْ غَيْظًا أَوْ حُزْنًا"، انفرد به أحمد وإسناده صحيح موقوف.

الحث على سكناها: زار عدد كبير من الصحابة والعلماء والصالحين بيت المقدس وسكنوا في بلاد الشام، وصلوا في أكنافه استجابة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد الله، يسكنها خيرته من خلقه، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليسق من غدره، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله" صحيح الجامع الصغير للألباني.

ولقد حرص المسلمون ومنذ الفتح العمري، على شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه ونشر الدعوة الإسلامية، حتى أن الخليفة الفاروق عمر قام بتكليف بعض الصحابة الذين قدموا معه عند الفتح، بالإقامة في بيت المقدس والعمل بالتعليم في المسجد الأقصى المبارك إلى جانب وظائفهم الإدارية التي أقامهم عليها. فكان من هؤلاء الصحابة عبادة بن الصامت أول قاض في فلسطين، وشداد بن أوس، وتوفي هذان الصحابيان في بيت المقدس ودفنا في مقبرة باب الرحمة الواقعة خارج السور الشرقي للمسجد الأقصى.

وممن زار بيت المقدس من الصحابة عمر بن الخطاب وأبو عبيدة عامر بن الجراح وأم المؤمنين صفية بنت حيي زوج رسول الله، ومعاذ بن جبل، وعبدالله بن عمر، وخالد بن الوليد، وأبو ذر الغفاري، وأبو الدرداء، وسلمان الفارسي، وعمرو بن العاص، وسعيد بن زيد من العشرة المبشرين بالجنة، وأبو هريرة، وعبدالله بن عمرو بن العاص، وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين.

وواصل علماء الإسلام من كل حدب وصوب شد الرحال إلى المسجد الأقصى للسكنى والتعليم فيه، فكان منهم مقاتل بن سليمان المفسر، والإمام الأوزاعي فقيه أهل الشام، والإمام سفيان الثوري إمام أهل العراق، والإمام الليث بن سعد عالم مصر، والإمام محمد بن إدريس الشافعي أحد الأئمة الأربعة.

أرض المحشر والمنشر: في بيت المقدس الأرض التي يحشر إليها العباد، ومنها يكون المنشر، فعن ميمونة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله! أفتنا في بيت المقدس؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "أرض المحشر والمنشر"، وفي رواية أبي داود: "ائتوه فصلوا فيه _ وكانت البلاد إذ ذاك حرباً – فإن لم تأتوه وتصلوا فيه، فابعثوا بزيت يُسرج في قناديله"رجاله ثقات وقواه النووي في المجموع وصححه الألباني، فمكة مبدأ الخلق والقدس معادهم، وكذلك كان مبعثه صلى الله عليه وسلم من مكة، وظهور دينه وتمامه حيث يخرج المهدي بالشام، وقوله صلى الله عليه وسلم:"فابعثوا بزيت يُسرج في قناديله" وصية نبوية كريمة بعمارته والعناية به، وها هي أجيال المسلمين تبعث بالزيت لقناديله، بل وتبعث بالدماء للذود عنه وصونه من انتهاكات الصليبيين واليهود من بعدهم، فلعلنا نبعث بالكلمات والمال وبكل ما نقدر عليه لنصرته أهلنا المجاهدين والمرابطين في فلسطين الحبيبة.

الحث على الهجرة إليها: ففي سنن أبي داود والحاكم والمسند عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ستكون هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم تقذرهم نفس الله وتحشرهم النار مع القردة والخنازير".

نزول عيسى ومقتل الدجال: ففي صحيح مسلم: عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ... فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ..."، واللد مدينة معروفة في فلسطين، قال النووي:[بِضَمِّ اللَّام وَتَشْدِيد الدَّال مَصْرُوف , وَهُوَ بَلْدَة قَرِيبَة مِنْ بَيْت الْمَقْدِس]. فنهاية الدجال _ وهو رجل من يهود - في بلاد الشام وحول بيت المقدس كما كانت نهايات أكبر أعداء الإسلام من الصليبيين – في حطين – والتتار – عين جالوت - فيها وكذلك الملحمة الكبرى.

أرض الملحمة الكبرى: ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ"، قال النووي: [وَ(الْأَعْمَاق وَدَابِق) مَوْضِعَانِ بِالشَّامِ بِقُرْبِ حَلَب].

فلا يجوز من مسلم أن يقلل من شأن القدس وأرض فلسطين والشام عموماً بعد كل هذه الفضائل، وإن تدنيس اليهود لها اليوم من أعظم البلاء والامتحان لهذه الأمة، التي ورثت راية الدعوة إلى الله، كما ورثت ولاية الأنبياء، والثأر لهم جزء من تلك الولاية، وعودة اليهود قتلة الأنبياء لأرض الأنبياء من قدر الله ليكون الثأر منهم على يد هذه الأمة، بل إن الصحيح من أقوال أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات شهيداً بسم المرأة اليهودية، فقد أخرج البخاري في بَاب مَرَضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَوَفَاتِهِ عن عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: يَا عَائِشَةُ: مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ".

ولإيضاح ولاية المسلمين للأنبياء جميعهم فنشير هنا إلى أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، الذي نفى عنه رب العالمين اليهودية والنصرانية بقوله تعالى: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" (آل عمران:67) ويؤكد رب العالمين أن أبناء إبراهيم هم المسلمون وليسوا اليهود، ويسجل القرآن الكريم دعاء إبراهيم عليه السلام: "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ" (البقرة: من الآية128) ويسجل أيضاً: "إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ" (آل عمران:68)، وقال تعالى: "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ" (المائدة:55) واليهود ليسوا كذلك؛ لأنهم كفروا بالله والرسالات، وانتهكوا الحرمات، واستحلوا الدماء والأعراض والأموال، والكافر لا يرث مسلماً، وتتضح هنا الحقيقة الشرعية والتاريخية في رد الله تعالى على إبراهيم عليه السلام حينما أكرمه الله بإمامة المسلمين؛ فطلب من الله أن تكون الإمامة في عقبه من بعده، وجاء الرد: "لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" (البقرة: من الآية124). فكل من كان ظالماً، لم يكن نبياً ولا خليفة، ولا حاكماً ولا مفتياً، ولا إمام صلاة، ولا يقبل عنه ما يرويه عن صاحب الشريعة، ولا تقبل شهادته في الأحكام. واليهود ظلمة، ومن ثم فلا حق لهم في وراثة إبراهيم عليه السلام، ويؤكد ذلك قول الله تعالى: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" (الأنبياء:105).

ويجب على كل مسلم ومسلمة السعي لتحرير الأرض المباركة من دنس اليهود الغادرين الذين وصفهم الله عز وجل بقوله: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا" (المائدة: من الآية82)، الذين نعتهم القرآن بكل صفات الغدر والخيانة "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ" (المائدة: من الآية64) وهم قتلة الأنبياء ونحن ورثة الأنبياء، وورثة ثأرهم والانتصار لهم، قال تعالى: "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ" (الأعراف:167) قال الطبري: [إن الآية في اليهود وإن الذين يسومونهم محمد صلى الله عليه وسلم وأمته إلى يوم القيامة]. وسيرتهم مع رسول الله وإخوانه من الأنبياء خير شاهد على أحوالهم.
فالمسجد الأقصى قلب بلاد الشام وهي ملك أمة محمد صلى الله عليه وسلم، احتلها اليهود اليوم لينفذ قدر الله بأن تأخذ أمة محمد شرف الانتصار للأنبياء الذين عاشوا فيها وقتلوا على أيدي اليهود فيها.

نعم يا أيتها الأرض الطاهرة المباركة التي قدسها الله، نعم يا مسرى رسول الله أنت أكبر من مؤامراتهم ومكائدهم ومخططاتهم، وكما نتمنى اليوم أن لو كنا مع جيش عمر رضي الله عنه عند فتح بيت المقدس، أو لو كنا مع جيش صلاح الدين رحمه الله عند تحرير بيت المقدس، فسوف تأتي أجيال من المسلمين تتمنى أن لو أدركت زماننا هذا لتشارك في شرف تحرير بيت المقدس، ولا يزال بيد الشعوب المسلمة اليوم الكثير من الوسائل لنصرة المسجد الأقصى ولم تعد هذه الشعوب تعول على الكثير مما كانت تعول عليه في الماضي.

فالكثير من الشعارات والأقنعة قد زالت، وبدأت الشعوب بنفسها تتجاوز المراحل، وغدت الأفكار الغريبة في الماضي القريب قناعات اليوم العصيب، وسينتج عن هذه الجرائم والانتهاكات تيارات أشد قوة وصلابة، وستحظى بتأييد الشرائح الكبرى من المجتمعات الإسلامية، التي لن ترضى بأن يهان أو يمس بأذى المسجد الأقصى المبارك، قال تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" (التوبة:105)..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد عباد الجبري
مشرف واحة ملتقى الأعضــــــــــــــــاء
مشرف واحة ملتقى الأعضــــــــــــــــاء
محمد عباد الجبري


تاريخ التسجيل : 06/07/2009
العمر : 60

بيت المقدس .. المكانة والأمانة Empty
مُساهمةموضوع: رد: بيت المقدس .. المكانة والأمانة   بيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالأحد سبتمبر 13, 2009 7:09 pm


بيت المقدس .. المكانة والأمانة Qatarya_NUbIndwcCg

يا امير الكلمة الحرة محمد الفاتح الملتزمة والمعبرة عن الام الشعوب المقهورة
لك مني عاطر التحية والتقدير واطيب المنى
واسمحلي انقل هذه الاضافه في موضوعك
من اجل القدس

يا قُدسُ صبراً فانتصاركِ قادمٌ **** واللِّصُّ يا بَلَدَ الفداءِ جَبَانُ
حَجَرُ الصغير رسالةٌ نُقِلَتْ على **** ثغر الشُّموخ فأصغت الأكوانُ
يا قدسُ، وانبثق الضياء وغرَّدتْ **** أَطيارُها وتأنَّقَ البستانُ
يا قدس، والتفتتْ إِليَّ وأقسمتْ **** وبربنا لا تحنَثُ الأَيمانُ
واللّهِ لن يجتازَ بي بحرَ الأسى **** إلاَّ قلوبٌ زادُها القرآنُ



القدس هي اسلامية وحقها ثابت في القران والسنة :
الارض المباركة فلسطين :
واول ما ينبغي معرفته ان الله تعالى ذكر القدس وما حولها وخصها بالبركة في مواضع متعددة من كتابه ، وانظر الى ( الاعراف 137 ، واية الاسراء ،
و الانبياء 71 ، 81 ، وسبأ 18) ، وقد فسر العلماء البركة التي اودعها الله في ارض الاسراء انها بركات الدين التي اودعها الله في ارض الاسراء ،
انها بركات الدين والدنيا ، اما بركات الدين فلانها مبعث اكثر الانبياء عليهم السلام ، واما بركات الدنيا فلكثرة خيراتها .
وهذه البركات خص الله بها المؤمنين الموحدين من عباده وليس في الدنيا موحدين متبعون للانبياء الا اهل الاسلام ، وقد كان اخر من حل في ارض الاسراء
من الانبياء محمد عليه الصلاة والسلام ، فالاسراء عنوان وراثة البركات الدينية وان اتباع محمد صلى الله عليه وسلم هم الذين اختارهم الله لعمارة ارض الاقصى .
وقد جاءت الاحاديث الصحيحة تقدم التفسير لمعنى الاسراء بكون ارض فلسطين بخاصة ، والشام بعامة ، هي ملك المسلمين :-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ستجندون اجنادا : جندا بالشام ، وجندا باليمن ، وجندا بالعراق ، فقال الحوالي : يا رسول الله ، اختر لي ، فقال :
عليك بالشام ، فانها خيرة الله من ارضه ، يجتبي اليها حزبه من عباده فمن ابى ، فليلحق بيمنه ، وليسق من غدره –جمع غدير- فان الله قد تكفل لي بالشام واهله "
قال الراوي وكان الحوالي – الصحابي راوي الحديث – يقول : من تكفل الله به ، فلا ضيعة عليه " .
حديث صحيح رواه الامام احمد عن عبدالله بن حوالة الازدي
قال ابن تيمية : في هذا الحديث مناقب المهاجرة ، ويؤيد هذا الحديث ما رواه ابو داود باسناد حسن عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"ستكون هجرة بعد هجرة ، فخيار اهل الارض الزمهم مهاجر ابراهيم ... "
وفي الحديث الصحيح الذي رواه الحاكم وابو نعيم في الحلية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اني رايت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي ، فنظرت فاذا
هو نور ساطع ، عمد به الى الشام ، الا ان الايمان -اذا وقعت الفتن- في الشام "

القدس للمسلمين ،
والاقصى موجود قبل ان يعرف اسم الهيكل :

وهذا ليس ادعاء وانما هو حق قرره الله تعالى في القران والكتب السماوية السابقة ، فقد ثبت ان المسجد الاقصى بني في المدة التي بني فيها مسجد مكة ، وان بين بناء مسجد
مكة والمسجد الاقصى اربعين سنة ، ولما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري واحمد عن ابي ذر قال : قلت يا رسول الله ، اي المساجد وضع في الارض اول ؟
قال : المسجد الحرام ، قال : قلت ثم اي ؟ قال : المسجد الاقصى ، قلت : كم كان بينهما ، قال اربعون سنة .
وقد سماه الله مسجدا قبل ان يفتح المسلمون القدس ، فلا يمكن ان يكون المسجد الاقصى هو الهيكل المزعوم ، فسليمان عليه السلام جاء بعد زمن طويل من زمن سيدنا ابراهيم
عليه السلام ، لان الله سمى اماكن العبادة للديانات الثلاث ، وخص كل ملة بمسمى فقال تعالى في سورة الحج " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع
وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ... "
فلو كان المسجد الاقصى يوم نزول اية الاسراء موضعا لعبادة النصارى او اليهود ، لسماه باسمه الخاص بهم ، ولكن الله سماه مسجدا ، لانه كان وسوف يصبح مسجدا
للمسلمين ، ولعله كان يومها مسجد لقلة قليلة من الناس الذين يعبدون الله على ملة ابراهيم ، لا تنتمي الى النصارى ، ولا الى اليهود ، لان مكان المسجد الاقصى لم يكن
يوم نزل الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معبدا للنصارى .
لان النصارى اتخذوا كنيسة القيامة معبدا لهم ، ولم يكن معبدا لليهود ، لان اليهود لم يؤمنوا برسالة عيسى عليه السلام ، ولهذا فان من بقي منهم على يهوديته كان يعد كافرا
، لانه كفر بالنبي عيسى عليه السلام الذي ارسله الله تعالى بالانجيل ، وقد سمى الله المسجد الاقصى مسجدا ، لانه يسجد فيه لله تعالى وحده ، والذي يسجد لله وحده يؤمن
بانبيائه ، واليهود كفروا باخر نبي ارسل اليهم ، فهم كفار ، ولا يعد مكان عبادتهم مسجدا .
ولو كان مكان المسجد الاقصى معروفا باسم اليهكل لذكره الله تعالى بهذا الاسم فيفهم الناس المراد ، لان رحله الاسراء كانت معجزة لنبينا يتحدى بها العرب المشركين ،
برحلته الى مكان يعرفونه ، ولم ينقل ان احد من العرب اعترض على اسم المسجد الاقصى ، مع معرفتهم مكانه ، واسمه ، لكثرة رحلاتهم الى نواحيه للتجارة ، ولكثره من
يقدم من الشام الى مكة للهدف نفسه .
ومنذ تاسيس المسجد الاقصى ، في الزمان الغابر ، بقي مقصد اهل التوحيد ، واقدم من عرفنا من عماره "ملكي صادق" ملك اليبوسيين احدى القبائل الكنعانية العربية
التي بنت مدينة القدس ، وكان "ملكي صادق" موحدا ويقدم قرابينه في ساحة المسجد الاقصى وعاصر ابراهيم عليه السلام وانعقدت بينهما اواصر المودة ، ولو لم يكن
"ملكي صادق" موحدا ما انعقدت هذه المودة بين ابراهيم عليه السلام نبي التوحيد وبين "ملكي صادق" .
وعندما هاجر ابراهيم عليه السلام ، الى فلسطين ، كانت قداسة المسجد الاقصى مشهورة عند اهل التوحيد ، لان الله تعالى اخبر انه نجى ابراهيم ولوطا الى الارض التي
بارك فيها للعالمين ، وقلنا ان البركة هي بركة الدين والدنيا ، وهي بركة اودعها الله هذه الارض في الزمن القديم قبل ابراهيم عليه السلام .
وقد اشارت التوراه الى استجابه الله لدعوة ابراهيم عليه السلام ووعده بتكثير ذريته من اسماعيل عليه السلام ، وان يكون من ذريته نبي في جبال "فاران"
التي هي جبال مكة ، وذلك النبي هو محمد صلى الله عليه وسلم ، كما ذكرت التوراه ايضا اخبار موسى قومه بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وجاء اسمه بلفظ "مادماد "
ولكن اليهود لغبائهم ، لم يعرفوا معناه ، فلم يمحوه من توراتهم ، كما ذكر السمؤال في رسالته ( افحام اليهود ) واخيرا بشر عيسى عليه السلام قومه برسول ياتي من
بعده اسمه احمد ، كما جاء في القران الكريم .
ولان القدس مبعث غالب الانبياء ، ثم كان مبعث نبينا في مكة فقد اراد الله ان يربط بين مكة والقدس برباط التوحيد ، ايذانا بان اسماعيل عليه السلام ، اكبر ابناء
ابراهيم عليه السلام ، هو الوارث لعقيدة التوحيد ، وان ذريته التي وعد الله ابراهيم بتكثيرها هي التي تتولى نشر هذه العقيدة تحت لواء الاسلام الذي ارسل الله به
محمد صلى الله عليه وسلم ومن هنا كان الاسراء الى القدس ثم العروج منها الى السماء .
حكمة الاسراء بالرسول اولا الى بيت المقدس :
وقد تكلم العلماء في الحكمة من الاسراء بالرسول اولا الى بيت المقدس ، قبل المعراج وذكروا اسبابا كثيرة ، ولكن اقواها - والله اعلم – ان يجمع تلك الليلة بين
المسجدين ، مركزي التوحيد "انظر تفسير ابن كثير .. سورة الاسراء " ولذلك يقول سيد قطب – رحمه الله – في ظلال القران : "والرحلة من المسجد
الحرام الى المسجد الاقصى ، رحلة مختارة من اللطيف الخبير ، تربط بين ديانات التوحيد الكبرى من لدن ابراهيم واسماعيل عليهما السلام ، الى محمد خاتم النبيين ،
وتربط بين الاماكن المقدسة لديانات التوحيد جميعا وقد اريد بهذه الرحلة العجيبة اعلان وراثه الرسول الاخير لمقدسات الرسل قبله ، واشتمال رسالته على هذه المقدسات
، وارتباط رسالته بها جميعا " ص 15/12
وقال الشيخ محمد الغزالي في كتابه "فقه السيرة " :
"ان هذا يرجع بنا الى تاريخ قديم ، فقد ظلت النبوات دهورا طوالا وهي وقف على بني اسرائيل ، وظلت بيت مهبط الوحي ومشرق انواره على الارض ، فلما اهدر
اليهود كرامة الوحي ، واسقطوا احكام السماء حلت بهم لعنة الله ، وتقرر تحويل النبوة عنهم الى الابد ، ومن ثم كان مجيء الرسالة الى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،
انتقالا بالقيادة الروحية في العالم من بلد الى بلد ، ومن ذرية اسرائيل –يعقوب- الى ذرية اسماعيل –العرب- ومضت ارادة الله وحملت الامة الجديدة رسالتها ،
وورث النبي العربي تعاليم ابراهيم واسماعيل واسحق ويعقوب وقام يكافح لنشرها وجمع الناس عليها فكان من وصل الحاضر بالماضي وادماج الكل في حقيقة واحدة ،
ان يعد المسجد الاقصى احد ثلاثة مساجد تشد اليها الرحال ، وان ينتقل اليه الرسول في اسرائه .
ويدلك على صحه هذا التاويل : ان رحلة الاسراء اتخذت المسار الذي كان يسلكه ابراهيم عليه السلام في تردده بين مكة والارض المباركة ، واسكن سارة وابنها
اسحق في فلسطين ، ولو كانت الحكمة اثبات معجزة الاسراء فقط لاسرى الله بنبيه الى اي مكان اخر بعيد لا يعرفه العرب ولا يعرفه رسول الله من قبل .
ومما يقوي هذا التاويل ايضا : ما ذكره ابن كثير في تفسيره القران العظيم ، حيث قال : ( والمسجد الاقصى هو بيت المقدس الذي بايلياء ، معدن الانبياء
من لدن ابراهيم الخليل ، ولهذا جمعوا لرسول الله كلهم هناك ، فامهم في محلتهم ودارهم ، فدل على انه هو الامام الاعظم والرئيس المقدم ، وقد ورد في الاحاديث الصحيحة ،
ما يؤكد ان النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع بالانبياء في السموات ثم نزل الى بيت المقدس ثانية ، وهم معه ، وصلى بهم فيه "

التوجيه الالهي بان تكون فلسطين وما حولها ، تحت قيادة الاسلام :
وقد تتابعت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية ، نحو تحقيق هذا التوجيه الالهي ، اما السنة القولية ، فتتمثل في المعاني التالية :
1. مدح ديار الشام ، ومنها القدس ، والترغيب في سكناها ، والرباط فيها ، والاحاديث الواردة انفا في هذا المقال تثبت ذلك .
2. بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضائل بيت المقدس ، وسن الاحكام الفقهية التي يسن اتباعها نحو المسجد الاقصى ، وكاَن المسجد بيد المسلمين ،
متحقق فتحه ، من ذلك ما رواه الامام احمد ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان نستقبل القبلتين ببول او غائط جـ 2 / 210. وبين رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان المسجد الاقصى احد ثلاثة مساجد لا تشد الرحال الا اليها ، والحديث متواتر ، رواه ستة من الصحابة ، وله عنهم ست عشر طريقا ، ورغب النبي صلى الله عليه
وسلم في الصلاة بالمسجد الاقصى ، في الحديث الذي رواه الامام احمد عن ذي الاصابع قال : قلت يارسول الله : ان ابتلينا بعدك بالبقاء اين تامرنا ، قال :
عليك ببيت المقدس ، فلعله ان ينشأ لك ذرية يغدون الى ذلك المسجد ويروحون " جـ 4 /67 .
وبين رسول الله ثواب الصلاة في المسجد الاقصى في الحديث الذي رواه الامام احمد عن ميمونه مولاة رسول الله قالت : يا نبي الله ، افتنا في بيت المقدس ، فقال :
ارض المنشر والمحشر ، ائتوا فصلوا فيه ، فان صلاة فيه كالف صلاة فيما سواه ، قالت : ارايت من لم يطق ان يتحمل اليه وياتيه ؟ قال : فليهد اليه زيتا يسرج فيه
، فان من اهدى له ، كان كمن صلى فيه ".
وجاء في الحديث " لا يقرب الدجال اربعة مساجد ، مسجد الحرام ، ومسجد المدينة ، ومسجد الطور ، والمسجد الاقصى "
وروى ابن ماجة : " من اهل بعمرة من بيت المقدس ، كانت كفارة لما قبلها من الذنوب " .
وارسل صلى الله عليه وسلم رسله الى الافاق لتبليغ رسالته ، واداء الامانة ، فاوفد رسله الى ملوك الارض يدعوهم الى الاسلام ، فكان دحية بن خليفة الكلبي ،
رسول رسول الله الى قيصر ملك الروم ( هرقل ) فوصلت الرسالة الى هرقل وهو بالقدس ، حيث جاء يحتفل بانتصاره على الفرس ، باذن الله ، كما ذكر
القران الكريم في سورة الروم ، ونعتقد ان توقيت وصول الرسالة الى هرقل وهو بالقدس له دلالاته في هذا السياق .



التقرير اعداد : محمد شرف





شاهد ايضا: مخطط اليهود لتقسيم المسجد الأقصى

بيت المقدس .. المكانة والأمانة AqsaPartitioninig

فلاش جميل يوضح مخطط اليهود وخططهم التاريخية لتقسيم المسجد الأقصىابوعباد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
algubani
مشرف واحة وطني العربي الكبير
مشرف واحة وطني العربي الكبير
algubani


تاريخ التسجيل : 25/04/2009
العمر : 40

بيت المقدس .. المكانة والأمانة Empty
مُساهمةموضوع: رد: بيت المقدس .. المكانة والأمانة   بيت المقدس .. المكانة والأمانة Emptyالأحد أكتوبر 04, 2009 7:03 pm

اخي محمد الفاتح جزاك الله خير على هذه المعلومات القيمه عن بيت المقدس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://juban2day.com
 
بيت المقدس .. المكانة والأمانة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربــي منتديــات كل الـعـرب  :: منتدى الوطن العربي الكبير :: واحة فلسطين في القلب-
انتقل الى: