تاريخ النشر: 26-فبراير-2008 58
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد ..
فقد رجعنا إلى الموقع المذكور وقرأنا عن قهوة جديدة اسمها كوبي لواك من اندونيسيا, والتي تعد نادرة وباهظة الثمن وذلك بفضل الطعم والرائحة الفريدين المميزين لها … لا تقطف من الأشجار وتعد لتصل إلينا هكذا … ولكن تخرج من معدة حيوان صغير شبيه للقط وأبن عرس … هذا الحيوان ثديي ومتسلق للأشجار… يعدونه لآكل للحوم والنباتات معاً، فهو يتغذى على أنواع من الفاكهة مثل المانجو والحشرات الصغيرة … ولكنه يحب ثمار القهوة والتي ينتقيها بعناية بالغة وباهتمام شديد … وعند تناوله لثمار القهوة الحمراء الشبيهة بالكرز يخرج حبوب القهوة في أراضي الغابات الاندونيسية بجانب مزارع القهوة … فيقوم المزارعون أو العاملون بانتقاء هذه الحبوب وغسلها وتحميصها لصنع أفضل وأثمن قهوة في العالم … هذا الحيوان الصغير يساعد على تخمر وتفكيك بروتينات حبوب القهوة عن طريق الأنزيمات والمواد الكيميائية التي تفرزها معدته أثناء مرور هذه الحبوب في جهازه الهضمي! ورأينا صورة الحيوان الذي تستخرج منه هذه القهوة، وقرأنا ما كتب عنه، وأنه يسمى الزباد.
وبحثنا في أقوال العلماء عن الزباد، فوجدنا قولهم : الزَّبَاد عَرَقُ حَيَوَانٍ مُحَرَّمِ الْأَكْلِ. (فتح القدير) للكمال بن الهمام الحنفي، وقولهم : الزَّبَادُ بِوَزْنِ سَحَابٍ ، فَهُوَ نَجِسٌ لِأَنَّهُ مِنْ حَيَوَانٍ بَرِّيٍّ غَيْرِ مَأْكُولٍ أَكْبَرَ مِنْ الْهِرِّ. (كشاف القناع) للإمام البهوتي الحنبلي.
وعلى هذا فإن كان الزباد المسؤول عنه هو ذلك الحيوان الذي يشبه الهر، وإنما أطلق عليه اسم الزباد باسم ما يستخرج منه، فهو مما يحرم أكله كما سبق، وما دام أكله حرام ففضلاته نجسة، ويحرم صنع القهوة منها. والله تعالى أعلم .
والخلاصةإن كان الزباد المسؤول عنه هو ذلك الحيوان الذي يشبه الهر، وإنما أطلق عليه اسم الزباد باسم ما يستخرج منه، فهو مما يحرم أكله كما سبق، وما دام أكله حرام ففضلاته نجسة، ويحرم صنع القهوة منه