موضوع المهر شائك !! هل الخلل في المهر أو تخطيط المتقدم للبنت إلى المستقبل أو تكاليف الخطوبة و العقد ؟؟! أكثر الشباب يتقدم من غير تخطيط و بنفس الوقت يصيح بغلاء المهور في حين أنه لا يمتلك السكن المستقل و كذلك الراتب المتدني الذي لا يكفيه لقوت يومه فكيف بإثنين !!
وجهة نظري الشخصية و مع خبرتي البسيطة في الحياة أرى بأن الخلل في الشاب نفسه فلو جاهد على نفسه من البداية لما صاح في نهاية الأمر و بداية كل شهر من بعد الإرتباط ..
و ليس هناك خلل في تدني الأجور مع أنها جزئية بسيطة و المهر هو حق من حقوق المرأة و من يستكثر بل يستغلي مهر 100,000 ريال عليه على الأقل أن يكون في حوزته ..
بالنسبة للفتيات هناك من لاتينظر للمادة !! و هناك العكس !! و هناك من ترى نظرة الناس و على قولتهم سعر السوق, و كأنها تشترى بالأموال !!
ــــــــــــــ
المهر المناسب حسب وجهة نظري يتراوح بين 200,000 ريال الى 300,000 ريال أو أقل دون النظر ,إلى نظرة الناس الدنيوية !! مع حفلة خطوبة لا تنسى في تاريخ شراكة الحياة والإرتباط !! و أفضل نساء الأمة أقلهن مهراً !!
و لتكن فاطمة الزهراء عليها السلام هي القدوة و الأسوة في هذه القضية :
إنطلق رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يعقد قران إبنته فاطمة عليها السلام من إبن عمه علي بن أبي طالب عليه السلام و البشر يغمر قلبه و يقول: إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة ان رضيت بذلك، فقال علي عليه السلام قد رضيت بذلك يا رسول الله.
هكذا تم عقد القران وزوج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فاطمة من علي عليها السلام والسرور يطفح على وجهه و السعادة تملأ نفسه، و يسمى رسول الله (ص) مهر فاطمة عليها السلام (أربعمائة مثقال فضة) أو خمسمائة درهم.
إنه مهر مثالي و متواضع ينم عن عظمة رسول الله (ص) وفاطمة و يثبت مبدءاً إسلامياً للمرأة المسلمة و يعطي درسا عمليا لحل أخطر مشكلة اجتماعية يواجهها الإنسان في عملية الزواج وهي مشكلة غلاء المهور والتباهي بضخامتها، فهذه فاطمة خيرة النساء و بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تتزوج علياً عليه السلام لدينه و إخلاصه و مبادئه لا للمال والثروة، و تقترن به بمهر زهيد متواضع يحطم قيمة المادة ويلغي دورها الخداع في مشروع الزواج والاقتران الروحي النبيل ويُحل القيم و المعاني الإنسانية بدلاً منها .
ولكم مني كل احترام وتقدير.