سفر خلاف في الرؤية السياسية عن إقدام شيخ قبلي من رواد مسجد في العاصمة اليمنية صنعاء على صفع خطيب الجمعة، الذي يحمل الجنسية المصرية على وجهه، قبل أن يلقي به من فوق المنبر على مرأى من جمهور المصلين، الذين تعاطفوا مع خطيبهم، وخرجوا من فضاء المسجد من دون أن يؤدوا الصلاة.
شهود عيان أخبروا صحيفة "الراي" الكويتية، أن خطيب المسجد ضمّن خطبته دعوة إلى طي صفحة الماضي، والتوجه بالنظر نحو المستقبل، وتجاوز الأحقاد المتبادلة بين الفصائل المختلفة في الشعب اليمني، والترفع عن السباب والشتائم التي يتبادلها الخصوم السياسيون، لكن الدعوة التصالحية لم تلق إعجاب الشيخ القبلي الذي يحمل وجهة نظر معارضة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وسرعان ما اعترته موجة من الغضب اندفع تحت تأثيرها صاعدا المنبر، وهوى بصفعة على وجه الخطيب الذي كان لا يزال يواصل خطبته، ثم أمسك به وألقاه إلى الأرض، بمساعدة عشرة مسلحين كانوا يرافقونه كظله.
الشهود أكدوا أن جموع المصلين ثارت حفيظتهم حيال الفعل الغريب، فنهضوا محتجين على الشيخ القبلي الذي اعتدى على خطيبهم، ورفضوا استكمال شعائر الصلاة، وتقاطروا غاضبين إلى الخارج، في حين استغل المعارض الغاضب ومسلحوه فراغ المسجد فعمدوا إلى إغلاقه بالسلاسل.
يُذكر أن صلاة الجمعة في بعض مناطق اليمن لا تخلو من حصول حوادث مماثلة من جراء الخلاف السياسي في الرأي بين الخطيب ومصلين معترضين، كما تحصل أحيانا حوادث أخرى تنشأ عن التباين المذهبي الذي زاد من حدته الحراك السياسي في العام الماضي.