السفر الى الأيام الخضر
بقلم عبدالله البردوني
الأيام الخضر يا رفاقي … إن أحزنت أغنياتي فالمأسي … حياتكم وحياتي
إن همت أحرفي دما فلأنّي يمنّي المداد … قلبي دواتي
أمضغ القات كي أبيت حزينا والقوافي تهمي أسّى غير قاتي
أنا أعطي ما تمنحون احترافي فالمرارات بذركم ونباتي
غير أنّى ـ ومدية الموت عطشى في وريدي ـ أشدو فألغي وفاتي
فإذا جئت مبكيا فلأنّي جئتكم من مماتكم ومماتي
عاريا … ما استعرت غير جبيني شاحبا … ما حملت غير سماتي
جائعا .. من صدى (ابن علوان) خبزي ظامئا من ذبول (أروى) سقاتي
***
ربما أشتهي وأنعل خطوي كلّ قصر يومي إليك فتاتي
أقسم الجدّ … لو أكلنا بثدي لقمة من يد … أكلت بناتي
***
قد تقولون ذاتي الحسّ … لكن أيّ شيء أحسّ ..؟ من أين ذاتي ؟
كلّ هذا الركام جلد عظامي فإلى أين من يديه انفلاتي ؟
يحتسي من رماد عينيه لمحي يرتدي ظلّ ركبتيه التفاتي
تحت سكيّنة تناءى اجتماعي وإلى شدقه تلاقي شتاتي
آخر الليل … أولّ الصبح .. لكن هل أحسّت نهودها أمسياتي
***
هل أداري أحلامكم فأغنّي ؟ للأزاهير واللّيالي شواتي …
عندما يزهر الهشيم سأدعو : يا كؤوس الشذى خذيني وهاتي
الشتاء الذي سيندى عفيفا يبتدي موسم الورود اللواتي …
ليس قصدي أن تيأسوا ، لحطاكم قصة من دم الصخور العواتي
***
يا رفاقي في كلّ مكسر غصن ـ إن توالى الندى ـ ربيع ، مواتي
يرحل النبع للرّفيف ويفنى وهو يوصي : تسنبلي يا رفاتي
والروابي يهجسن : في ما وقوفي هل هنا يا مدى … سأرمي ثباتي ؟
سوف تأتي أيامنا الخضر لكن كي ترانا نجيؤها قبل تأتي
__________________________________________________
صنعاء .. في طائرة على المقعد الراحل المستقرّ تطيرين مثلي … ومثلي لهيفه
ومثلي … أنا صرت عبد العبيد وأنت لكلّ الجواري وصيفه
كلانا تخشبنا الأمنيات وتعصرنا الذكريات العنيفه
فقدنا الحليفه … مذّ باعنا إلى كلّ سوق … جنود الخليفه
***
أصنعا إلى أين ..؟ أمضي أعود لأمضي … كأني أؤدي وظيفه
ملكت المطارات والطّائرات وأكلي (جراد) لأنّي سخيفه
ومملكتي هودج من رياح تروح عجولا … وتأتي خفيفه
***
أتبكين ؟ لا … لا ومن تؤسفين إذا أنت مقهورة أو أسيفه
وماذا سيحدث لو تصرخين وتتّزرين الدموع الكّثيفه
سيرنو إليك الرفيق اللصيق وينساك حين تمرّ المضيفه
ويعطيك قرصين من إسبرين فتىّ طيب … أو عجوز لطيفه
وقد لا يراك فتى أو عجوز ولا يلمح الجار تلك الضعيفه
***
أتصغين ..؟ لا صوت غير الضجيج وغير اختلاج الكؤوس المطيفه
فقد أصبحت رؤية الباكيات لطول اعتياد المأسي أليفه
***
تخافين… ماذا ؟ على أيّ شيء تضنّين ؟.. أصبحت أنت المخيفه
فلم يبق شيء عزيز لديك أضعت العفاف ووجه العفيفه
على باب ((كسرى)) رميت الجبين وأسلمت نهديك يوم (السقيفه)
وبعت أخيرا لحى (تبع) وأهداب (أروى) وثغر (الشريفه)
***
أتعطيك (واشنطن) اليوم وجها؟ خذي .. حسنا .. جرّبي كلّ جيفه
فقد تلّفتين بهذا السّقوط كأخبار منتحر في صحيفه
***
أصنعا … ولكنّ متى تأنفين يقولون قد كنت يوما منيفه
متى منك تمضين عجلى إليك ؟ ترين اخضرار الحياة النّظيفه
أمن قلب أغنية من دموع . ستأتين ..؟ أم من حنايا قذيفه