هكذا تعيش اليمن في ظل حكومة المؤتمر..
23% محرومون من التعليم الأساسي في اليمن و60% من التعليم الثانوي
علي... طفل يبلغ من العمر 8 سنوات قدم من ريف محافظة عمران التي سجلت أعلى مستوى الفقر بين محافظات الجمهورية، حيث يعتبر 71% من السكان فقراء.. أجبرته الظروف المعيشية لأسرته هناك على ترك مقاعد الدراسة الابتدائية والانضمام إلى عدد المتسربين عن الإلتحاق بالتعليم، وتحولت أحلام الطفولة بالنسبة له كما هي لكثيرين من أقرانه إلى أمنيات حزينه، وغدت العاصمة صنعاء التي كانت قبلته للالتحاق بالتعليم الجامعي فيما بعد إلى أن يقصدها بائعاً متجولا يتنقل بين شوارعها وأزقتها بحثا عن توفير دخل قد يغطي ولو جزءاً يسيراً من تكلفة النفقات الضرورية للحياة وهي ذات الظروف التي أدت إلى عزوف الكثيرين عن التعليم حيث وصلت نسبة التسرب وفقا لبعض التقديرات إلى حوالي 50% من إجمالي الملتحقين بالتعليم الأساسي، والذي لم يعد يحقق من وجهة نظرهم أي درجة من المكانة الاقتصادية والاجتماعية للفرد، فيما الحصول عليه أصبح يكلف الكثير من النفقات والتي تعجز الكثير من الأسر عن تحملها في ظل ارتفاع معدلات الفقر بين السكان، نظراً لتدني الدخول الشخصية وارتفاع الأسعار، يقابله تدني مستوى الخدمات المقدمة كالتعليم والصحة، والتي يفترض أن تقدمها الدولة مجانا للفقراء والإلتزام بالنص الدستوري بالمادة (54) حتى تخفف من خطورة التفاوت في الدخول الشخصية.
وكانت الحكومة كشفت قبل أشهر في تقرير تقدمت به إلى البرلمان حول الإنجاز للأداء الحكومي للعام 2008م، أن 23% من أطفال اليمن محرومون من التعليم الأساسي. معدل الالتحاق بالتعليم الثانوي 39.9% وهذا يعني أن 60% من شباب اليمن غير ملتحقين بالتعليم الثانوي.
وتقدر البيانات الرسمية نسبة الالتحاق بجميع مراحل التعلم بـ72% للتعليم الأساسي عام 2006م لكلا الجنسين فيما تشير بعض التقديرات غير الرسمية إلى أن نسبة الالتحاق بالتعليم الأساسي لا يتجاوز 63.5% من إجمالي السكان في الفئة العمرية (6- 14) سنة، كما تراجعت نسبة الالتحاق في التعليم الثانوي للعام 2005/2006م بنسبة 9% عما كانت عليه في العام الدراسي 2002/2003م وكذا في التعليم الجامعي (الحكومي). فقد تراجعت نسبة الملتحقين إلى نسبة 95.9% عام 2006م عما كانت عليه في سنة 2003م وزادت نسبة التسرب بين الفتيات بالتعليم الأساسي إذ أنه من بين كل 100 فتاة تلتحق بالصف الأول لا تصل إلى نهاية التعليم الأساسي سوى 23 فتاة فقط بحسب مؤشرات التعليم التابع لوزارة التربية والتعليم. أي أن نسبة التسرب بين الفتيات قد وصلت إلى أعلى نسبة لها وهي 77% من إجمالي الملتحقات بالتعليم الأساسي وهذه المؤشرات تعكس حقيقة التسرب الكبير للطلاب في جميع مراحل التعليم العام والعالي، وهي حالة عامة ترجع إلى ارتفاع نسبة الفقر بين السكان، وتدفع بالكثير من الأسر إلى حرمان الفتيات من التعليم، كما تفضل أن يذهب أبناؤها الذكور للبحث عن فرصة عمل لعل ما توفره من دخل قد يغطي بعض الضروريات للحياة، فضلاً عن توفير مصاريف الدراسة، التي أصبحت الكثير من الأسر غير قادرة على توفيرها لأبناءها في ظل الظروف المعيشية الصعبة. وتشير هذه المعطيات إلى أنه وعلى الرغم من محدودية فرص التعليم في مراحله كافة، فإن نسبة التسرب الكبير تقلص هي الأخرى من هذه الفرص حيث تصل إلى حوالي 50% حسب بعض التقديرات وهي تدخل أيضاً ضمن الاختلالات التي يعاني منها قطاع التعليم في اليمن وأولها ضعف الإنفاق الحكومي والذي ظل يتأرجح ما بين 16%، 14%، 15% من إجمالي النفقات العامة للدولة خلال الأعوام، 2004م، 2005، 2006م، على التوالي و5% من إجمالي الناتج المحلي وهي نفقات لا تلبي المتطلبات الضرورية لمواجهة التوسعات الجديدة أو لتحسين العملية التعليمية والتي يقدرها خبراء التربية بنسبة قد تتراوح ما بين 18% إلى 20% من إجمالي النفقات العامة للدولة وما بين 6% إلى 8% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي.